أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الأربعاء أنها ستغلق سفاراتها وقنصلياتها ومدارسها في نحو 20 دولة الجمعة، كإجراء احترازي، بعد قيام مجلة فرنسية ساخرة بنشر رسوم تتضمن "إساءة" للنبي محمد، في خطوة قد تثير المزيد من الاحتجاجات في العديد من الدول الإسلامية. ووصف الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، قيام مجلة "شارلي إيبدو" الأسبوعية الساخرة، بنشر رسوم كاريكاتيرية تجسد النبي محمد، بأنها "خطوة استفزازية، وغير ضرورية"، بينما ذكرت المجلة الباريسية أنها تعتزم نشر المزيد من الرسوم الساخرة للنبي محمد. جاء إعلان الخارجية الفرنسية بإغلاق المصالح التابعة لها في 20 دولة، لم يتم الإعلان عنها على الفور، بعد قليل من إعلان الحكومة الفرنسية رفضها تنظيم مظاهرة دعت إليها جاليات إسلامية السبت المقبل، احتجاجاً على الفيلم المسيء للإسلام، في الولاياتالمتحدة. وقال رئيس الوزراء الفرنسي، جان مارك آيرولت، إن حكومته لن تسمح بخروج تلك المظاهرة، التي تمت الدعوة لتنظيمها في العاصمة باريس، وأكد أن قوات الشرطة جرى تعزيزها من أجل ذلك الغرض. وأكد آيرولت، في مقابلة مع تلفزيون "آر تي أل" الفرنسي، صباح الأربعاء، أنه "ليس هناك من داع لجلب صراعات لا تتعلق بفرنسا إلى بلادنا"، وأضاف أن فرنسا "غير معنية" بالاحتجاجات التي تشهدها العديد من الدول الإسلامية ضد الفيلم المسيء للنبي محمد. وقال آيرولت في بيان: "في المناخ الحالي، يود رئيس الوزراء أن يشدد على استهجانه أي مغالاة، ويدعو الجميع إلى التصرف على نحو رشيد." ويوم الأحد الماضي اعتقلت الشرطة الفرنسية نحو 150 شخصاً حاولوا المشاركة في مظاهرة احتجاجية غير مرخص لها، بالقرب من السفارة الأمريكية في باريس. وكان السفير الأمريكي إلى ليبيا وثلاثة أمريكيين آخرين قتلوا الأسبوع الماضي في هجوم في بنغازي، أثناء احتجاجات عنيفة ضد الفيلم، الذي تم بث مقاطع منه على شبكة الإنترنت، مما أثار موجة غضب واسعة في العديد من العواصم الإسلامية، تخللتها أعمال عنف أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.