يبدأ الرئيس محمد مرسى، رئيس أكبر دولة عربية، اليوم، الأربعاء، زيارة رسمية للمملكة العربية السعودية بلد الحرمين المكى والمدنى، فى أول زيارة رسمية له بعد توليه قيادة البلاد بعد تلقيه دعوة من خادم الحرمين الشريفين. ويلتقى الرئيس المصرى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والأمير سلمان بن عبد العزيز ولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، فى العاصمة الرياض، يقوم بعدها بأداء مناسك العمرة، وذلك فى أول زيارة خارجية له بعد توليه الرئاسة فى مصر. وحسب اليوم السابع جاء اختيار السعودية لتكون أولى محطات مرسى العربية والعالمية حرصا من القيادة المصرية الجديدة على توطيد علاقات الشقيقة الكبرى مصر ببلد الحرمين الشريفين بعد حالة من فتور فى العلاقات بين البلدين بعد ث حدوث أزمة هجوم بعض المتظاهرين على السفارة السعودية وأزمة المصرى أحمد الجيزاوى الذى يحاكم فى المملكة بتهمة جلب أقراص مخدرة للمملكة . وأكد الرئيس المصرى محمد مرسى أن أمن الخليج خط أحمر، وأن "مصر والمملكة تعملان لصالح الأمة العربية، وحل الخلافات، ودعم التضامن العربى، لأن قوتهما هى قوة للعالمين العربى والإسلامى"، موضحا" أن القاهرة تدعم وتؤيد أى تقارب عربى عربى"، مشيرا إلى أن العلاقات السعودية المصرية "متميزة، ونموذج للتعاون العربى العربى، ولا يمكن فى مصر أن ننسى مواقف المملكة أبدا التى دائما وأبدا تقف مع البلدان العربية. وأضاف الرئيس المصرى قائلا: "نكن كل التقدير والاحترام لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والشعب السعودى، ونثمن جهوده المخلصة لدعم التعاون العربى ودوره فى تأييد القضايا العربية. ويأتى الملف الاقتصادى على أولوية جدول الزيارة حيث تحتاج القاهرة للدعم السعودى وإعادة ضخ الأموال فى المشروعات الحيوية التى تنهض باقتصاد مصر الضعيف. وتشير التقارير إلى ارتفاع حجم التبادل التجارى بين السعودية ومصر فى الربع الأول من العام الحالى 2012 بنسبة زيادة بلغت 50 فى المائة بما يقدر بنحو1.21 مليار دولار، وسجلت واردات مصر من المملكة 682 مليون دولار، بينما بلغ إجمالى صادرات مصر إلى السعودية 528 مليون دولار، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى التى سجلت ما مقداره 800 مليون دولار، فيما بلغ إجمالى التبادل التجارى لعام 2011 نحو4.75 مليار دولار، بينما يبلغ إجمالى الاستثمارات فى مصر نحو27 مليار دولار. وتقدر المشاريع السعودية فى مصر ب779 مشروعا، شكلت الصناعة والتعدين منها قرابة 381 مشروعا، والزراعة 117 مشروعا، والخدمات 156 مشروعا، والسياحة 94 مشروعا، وفى المناطق الحرة 31 مشروعا، وتوفر هذه المشاريع نحو88 ألف وظيفة، كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين الدولتين لدعم التعاون الزراعى، وتنفيذ بحوث مشتركة فى المجالات الزراعية ذات الاهتمام المشترك وتبادل الدراسات والتقارير للاستفادة بالخبرات ومناهج البحوث الفنية خاصة الهندسة الوراثية والمكافحة الحيوية للآفات. وقال المهندس عبد الله بن سعيد المبطى رئيس مجلس الغرف السعودية ل«الشرق الأوسط» إن زيارة الرئيس المصرى للمملكة ليست مستغربة لما تشكله العلاقة الأخوية التاريخية بين البلدين، واختيار الرئيس مرسى للمملكة أولى محطاته تأكيدا للدور الكبير الذى تقوم به المملكة العربية السعودية فى كل المجالات، موضحا أن هذا التكامل السياسى والاجتماعى بين البلدين له مردود على المنطقة العربية.