أماطت وثائق تَم تسريبها من مركز بحثي مخابراتي أمريكي اللثام عن الدور الذي لعبته مصر في دعم الثوار الليبيين ضد معمر القذافي، حيث رفض المشير طنطاوي رئيس المجلس العسكري لقاء قادة عسكريين ليبيين طلبوا لجوء القذافي إلى مصر، كما كشفت الوثائق عن نص الرسالة التي أرسلها طنطاوي إلى دول الربيع العربي بهدف وقف الاحتجاجات. وبحسب صحيفة "المصري اليوم" تضمنت الوثائق رسالة من الباحث الأمريكى مايكل ويلسون، الخبير فى مركز "ستراتفور" للاستخبارات والتحليلات الاستراتيجية- بريدًا إلكترونيًا فى 10 مارس 2011 لزملائه فى المركز، ينقل فيه تصريحات مصدر دبلوماسى مصري عن رفض قادة المجلس العسكرى مقابلة قائد فى الجيش الليبي في زيارة مفاجأة إلى مصر. وقال ويلسون: "الجنرال عبد الرحمن الزاوي، رئيس هيئة الإمداد والتموين فى الجيش الليبي، وصل إلى القاهرة فى 9 مارس فى زيارة مفاجئة لمسئولين مصريين، ولكن المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، رفض لقاءه، وفقًا لما قاله مصدر مصري دبلوماسي في لبنان، حسب الرسالة الإلكترونية". وأضاف المصدر، فى تصريحاته للباحثة ريفا بهالا بالمركز، أنَّ الزاوي أراد التفاوض مع القادة والجنرالات العسكريين حول مدى استعدادهم لمنح العقيد الليبي الراحل معمر القذافي حق اللجوء على الأراضى المصرية أثناء قيام الثورة الليبية. وأوضح المصدر أن قادة المجلس العسكري، بمن فيهم المشير طنطاوى، رفضوا الاجتماع معه، وأرسلوا رسالة له مفادها أن "القذافى" غير مُرَحّب به فى مصر فى ذلك الوقت. وفى 18 مارس 2011، نقلت ريفا عن مصدر دبلوماسي مصري في لبنان قوله: "مصر تلعب دورًا حاسمًا فى دعم القوات المضادة للقذافي في شرق ليبيا، ومصر تفضل الحفاظ على مسافة معقولة من التدخُّل الغربي في فرض منطقة حظر جوي في ليبيا". وتابع: "مصر قدَّمت الكثير من المساعدات إلى ليبيا مثل المواد الغذائية واللوازم الطبية، فضلاً عن المقاتلين والذخائر".