تعهدت الولاياتالمتحدة يوم الاحد بالحفاظ على علاقات امنية قوية مع العراق في السنوات القادمة على الرغم من الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية وحذرت إيران من محاولة استغلال الموقف. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لقناة (ان.بي.سي) "يجب الا يسئ أحد تقدير عزم أمريكا والتزامها بالمساعدة في دعم الديمقراطية العراقية. "لقد دفعنا ثمنا غاليا لمنح العراقيين هذه الفرصة." واضافت كلينتون يجب ألا يساور احد أي شك في الالتزام الأمريكي تجاه العراق خاصة إيران المجاورة. واعرب وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا عن ثقته في ان العراق سيكون قادرا على التعامل مع اي تهديد للمتشددين الذين تدعمهم إيران بعد الانسحاب الأمريكي. وبعد فشل اشهر من المفاوضات مع مسؤولين في بغداد في التوصل الى اتفاق بشأن ابقاء بضعة الاف من الجنود الامريكيين في العراق بصفة مدربين اعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الجمعة عن تمسكه بخطط سحب كامل القوات الامريكية التي يبلغ عددها نحو 40 ألف جندي من العراق بنهاية هذا العام. والعلاقات بين إيرانوالولاياتالمتحدة وغيرها من الدول الغربية متوترة بالفعل بسبب طموحات طهران النووية وحذرت كلينتون طهران من محاولة فرض اي نفوذ لها في العراق. ويمثل الشيعة أغلبية في العراق كما هو الحال في إيران. لكن البلدين خاضا حروبا متقطعة على مدى عقود. وقالت كلينتون لقناة (سي.ان.ان) من اوزبكستان "ستكون ايران مخطئة في حساباتها بشدة اذا لم تنظر الى المنطقة بأسرها ولوجودنا في العديد من دول المنطقة." وقادت القوات الامريكية غزو العراق في مارس اذار 2003. وقالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان القوات الامريكية منيت باكثر من 4400 قتيل في العراق منذ الغزو. وقالت كلينتون في مقابلة مع قناة فوكس نيوز ان العراق "دولة مستقلة ذات سيادة لدينا معهاعلاقات جيدة جدا. ونتوقع مواصلة العلاقة الامنية الجيدة لسنوات عديدة قادمة." واضافت "ما اتفقنا عليه هو بعثة دعم وتدريب مثل بعثات كثيرة لنا تنتشر في دول من الاردن الى كولومبيا وسوف نواصل العمل مع العراقيين. كما سيكون لنا وجود دبلوماسي قوي جدا." وقالت كلينتون لقناة (ايه.بي.سي) "ولذلك ..لا.. لن تكون لنا قواعد في العراق. لكن لدينا قواعد في مناطق اخرى." وقال بانيتا ان العراق سيكون قادرا على تولي شؤونه واشار الى ان الولاياتالمتحدة ستحتفظ بنحو 40 الف جندي في المنطقة من بينهم 23 الفا في الكويت. ولا يشمل هذا العدد القوات الامريكية التي تقاتل في افغانستان. واضاف بانيتا للصحفيين بعد اجتماع مع وزراء دفاع دول جنوب شرق اسيا في منتجع بالي الاندونيسي "لقد طور العراق نفسه قوة فعالة قادرة على التعامل مع هذه التهديدات." وقال "ما شهدناه في السابق عندما كانت لدينا مخاوف بشأن ما تفعله ايران هو ان العراق نفسه قام بعمليات ضد الجماعات الشيعية المتطرفة ... لقد قاموا بها بالتزامن مع دعمنا ونعتقد انهم قاموا بعمل جيد. وسوف يواصلون القيام بذلك." وفي مقابلة على (سي.ان.ان) اذيعت يوم الاحد قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد انه لا يتوقع اي تغير في علاقات ايران مع العراق بعد انسحاب القوات الامريكية. وقال احمدي نجاد "لدينا علاقات جيدة جدا مع الحكومة والبرلمان العراقيين... وعمقنا علاقاتنا بهما يوما بعد يوم." وصعد الجمهوريون من انتقاداتهم لقرار أوباما بسحب كل القوات وهو القرار الذي قالوا انه سيشجع إيران على المزيد من التحدي. وقالت السناتور ليندسي جراهام وهي سناتور جمهوري بارز في لجنة العلاقات الخارجية والشؤون العسكرية لقناة فوكس نيوز ان أوباما اخطأ بعدم استكمال الاتفاق مع العراق على ابقاء قوات بصفة مدربين في العراق بعد نهاية العام وقالت "لقد انهى الامر في العراق بشكل هزيل." ورفض العراق منح القوات الامريكية الباقية حصانة من الملاحقة القضائية كما طلبت واشنطن. وقالت جراهام "العراقيون لا يملكون قوات جوية. ليست لديهم قدرة على جمع معلومات المخابرات. ويحتاجون الى دعم في مكافحة الارهاب. هناك مهام ... لا يستطيع غيرنا القيام بها. وفي رأيي ان العراقيين كانوا متفتحين في هذا الشأن. هذا فشل من ادارة أوباما في عقد الاتفاق