تستأنف محكمة جنايات القاهرة اليوم محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك، في وقت طرد فيه أنصار مبارك مساء أمس صحفيين مصريين من مؤتمر صحفي عقده محامون كويتيون جاؤوا إلى القاهرة للمشاركة في الدفاع عنه. ومن المقرر أن تستمع المحكمة خلال جلسة اليوم إلى شهود الإثبات حول دور القناصة في قتل متظاهري الثورة الشعبية التي انطلقت في يناير/كانون الثاني الماضي. وقالت صحيفة الأهرام الحكومية أمس الأحد إن المحكمة ستستمع إلى أربعة من شهود الإثبات، هم رئيس جهاز الاتصالات في إدارة الأمن المركزي (قوات مكافحة الشغب التابعة لوزارة الداخلية المصرية)، وضباط غرف العمليات في قطاع الأمن المركزي. وأشارت الصحيفة إلى أن المحكمة ستناقش شهود الإثبات الأربعة بشأن ما أدلوا به من معلومات في التحقيقات أمام النيابة، من أن الجهة الوحيدة التي يوجد فيها قناصة هي جهاز مباحث أمن الدولة الذي قالوا إنه يحصل على الأمر مباشرة من وزير الداخلية. وعشية استئناف المحاكمة طرد أنصار مبارك صحفيين مصريين من مؤتمر صحفي عقده محامون كويتيون مساء أمس الأحد، بُعيد وصولهم إلى القاهرة للمشاركة في الدفاع عنه. وبحسب صحفيين ومصورين، فإن من يصفون أنفسهم ب"أبناء مبارك" استشاطوا غضبا من نعت أولئك الصحفيين لمبارك بالرئيس المخلوع، فما كان منهم إلا أن اعتدوا عليهم بالسب والشتم، ودفعوهم بأيديهم إلى الخارج. وتنشط مجموعتا "أبناء مبارك" و"إحنا آسفين يا ريس" في الحشد حاليا للمطالبة بوقف محاكمة مبارك. وفي الأثناء، قال رئيس فريق المحامين الكويتيين فيصل العتيبي -بعد وصوله إلى القاهرة- إن ما أسماه اللغط الإعلامي بشأن صعوبة الحصول على تصريح بدخول قاعة المحكمة قلص عدد المحامين الكويتيين إلى خمسة فقط. وأضاف "نتوقع أن نتمكن خلال ساعات من إنهاء الإجراءات الخاصة بإصدار تصاريح الدخول، ونحن نعلم كل الاتهامات الموجهة إلى الرئيس السابق، وننتظر المشاركة في الدفاع لعرض طلباتنا أمام هيئة المحكمة"، رافضا الإفصاح عن هذه الطلبات. مؤيدان لمبارك (يمين ويسار) يدفعان الصحفييْن ثروت شلبي (ثاني من اليمين) والوليد إسماعيل (ثاني يسار) إلى الخارج (الفرنسية) وبحسب العتيبي، فإن حضور فريق المحامين الكويتيين جاء لرد "جميل مبارك" على الكويت، ودوره في إخراج العراق منها عقب الغزو عام 1990. ويُتهم مبارك -الذي يحاكم رفقة نجليه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلي وستة من معاونيه- بالفساد واستغلال المنصب، بالإضافة إلى تهمة التصريح باستخدام القوة ضد متظاهرين سلميين، مما أدى إلى مقتل نحو 850 شخصا. أحكام الإعدام ويواجه مبارك والعادلي ومعاونوه الستة أحكاما بالإعدام إذا ما ثبت بالفعل إصدارهم أوامر بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين لقتلهم، أثناء الثورة التي بدأت في 25 يناير/كانون الثاني الماضي واستمرت 18 يوما، قبل أن يعلن مبارك تنحيه وتسليم السلطة للجيش في 11 فبراير/شباط. العادلي يواجه مثل مبارك اتهامات بإصدار أوامر بإطلاق الرصاص على المحتجين لقتلهم (رويترز) ويذكر أن رئيس محكمة جنايات القاهرة القاضي أحمد رفعت قرر بعد جلستين إجرائيتين في الثالث والخامس عشر من الشهر الماضي، ضم قضية العادلي ومعاونيه إلى قضية مبارك ومحاكمتهم جميعا ابتداءً من جلسة اليوم، وأمر القاضي كذلك بوقف بث المحاكمات على الهواء. وحضر مبارك (83 عاما) جلستيْ المحاكمة السابقتين قرابة ساعة ممددا على سرير طبي نقال، ويقيم -بناءً على قرار من القاضي، منذ الثالث من الشهر الماضي- في المركز الطبي العالمي شرق القاهرة، وهو مستشفى تابع للقوات المسلحة ومفتوح للمدنيين. وكان مبارك قد وضع قيد الحبس الاحتياطي في مستشفى شرم الشيخ في أبريل/نيسان الماضي، وظل هناك حتى بدأت محاكمته. أما نجلاه جمال وعلاء فتم حبسهما احتياطيا منذ الشهر نفسه في سجن مزرعة طرة بالقاهرة.