كشفت شهادة من 1500 صفحة كتبها النرويجي اندرس برينج بريفيك منفذ الهجومين في أوسلو، وجزيرة قريبة منها يوم الجمعة على مدى سنوات تأييدا كبيرا ل "إسرائيل"، والتي ورد ذكرها في الوثيقة ما لا يقل عن 300 مرة، متحدثًا عنها بشكل إيجابي فيما اعتبرته تقارير "إسرائيلية" دليلاً على صهيونيته وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية الاثنين، إن القراءة في كتابات منفذ الهجومين اللذين أديا - بحسب إحصائية جديدة- إلى مقتل 76 شخصًا وليس 93 تُبين أن بريفيك "صهيوني متحمس" في ظل مدحه وتمجيده للحالم بدولة اليهود بنيامين زئيف هرتسل، وفي نفس الوقت يهاجم بشدة المؤسسة السياسية بأوروبا، وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي، لأنها برأيه مؤسسة غير متعاطفة على "إسرائيل". ويمتدح بريفيك سياسة "إسرائيل" التي برأيه "على مدى السنين لم تمنح لمعظم السكان المسلمين الذين يعيشون تحت سيطرتها حقوق المواطنة على عكس أوروبا، التي فتحت بواباتها أمام المسلمين، ومنحتهم المواطنة وحقوقا زائدة"، بحسب تعبيره. وتكشف الوثيقة عن اطلاع بريفيك الواسع على كل ما يتعلق بالسياسة الحزبية الداخلية في "إسرائيل"، فهو يمتدح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي "شكل ائتلافا يمينيا، وحليفه الرئيس هو حزب إسرائيل بيتنا"، وذلك حسب بريفيك، بالرغم من أن نتنياهو "عرف أن نوع الائتلاف اليميني من هذا القبيل من شأنه أن يغضب الرئيس الأمريكي باراك أوباما ويمس بالعلاقات بين الدولتين"، وفق ما أوردت صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن. وفي الوثيقة أيضًا يظهر سفاح النرويج اطلاعًا على الحوار الأكاديمي والإعلامي في "إسرائيل"، ويقتبس من البروفسورين مثل إيال زيسر وايتمار رابينوفيتش ويذكر صحيفة "هآرتس" والقناة "الإسرائيلية" السابعة. وكتب بريفيك يقول "حان الوقت لوقف الدعم الغبي للفلسطينيين والشروع بدعم أبناء عمومتنا الحضاريين إسرائيل". وينتقد بريفيك في الوثيقة بشدة النرويج، لقرار لجنة جائزة نوبل للسلام منح الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الجائزة في أعقاب اتفاقات اوسلو في عام 1993. ويصف الشاب البالغ من العمر 32 عاما نفسه بصليبي في وجه مد إسلامي في الوثيقة ذاتها المنشورة على الانترنت. وكانت تقارير إعلامية نرويجية كشفت أن شبيبة الحزب العمالي الحاكم في جزيرة أوتويا، الذين تعرضوا لأحد هجومي الجمعة كانوا قد ناقشوا قبل يومين من وقوع المجزرة، إقامة الدولة الفلسطينية ودعوا إلى مقاطعة "إسرائيل". وأورد موقع "بوليتاليسك" النرويجي أن الشبيبة التقوا وزير الخارجية النرويجي يوهانس ستور، وطالبوا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، ورد الأخير بالقول إن الفلسطينيين يستحقون دولة لهم. وقال: "يجب أن ينتهي الاحتلال، ويجب أن يهدم الجدار الآن"، وأضاف إن بلاده سوف تعترف بفلسطين، وأنه ينتظر الاقتراح الرسمي الذي ستقدمه السلطة الفلسطينية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر. ونقل عن قائد حركة الشبيبة، أسكيل فدرسن، أن الشباب يطالبون بفرض المقاطعة الاقتصادية على "إسرائيل". وأضاف أن سياسة بلاده في الشرق الأوسط ستكون نشطة، وستطالب بالاعتراف بفلسطين. وأشار التقرير إلى أن عددًا من الشبيبة في المكان رفعوا شعارات تطالب بمقاطعة "إسرائيل". وتكشف التفاصيل، أن بريفيك كان عضوا في الحزب وتركه لما رآه أنه سياسي أكثر من اللازم. وعندها بدأ التفكير في "المقاومة" بتخزين ذخيرة منذ أكثر من عام والتدرب على رفع الأثقال وتخزين بطاقات ائتمان والبحث عن طرق صنع القنابل وأيضا ممارسة ألعاب الحرب على الانترنت. وبعد ثلاثة أشهر من دق وخلط أسمدة وأدوية وغيرها من المركبات الكيميائية في مزرعة نائية استقل بريفيك سيارة مستأجرة محملة بمواد متفجرة إلى وسط اوسلو يوم الجمعة وفجرها خارج مبان حكومية مما أسفر عن مقتل سبعة وتحطم نوافذ البنايات المحيطة بالموقع. وتوجه بعدها إلى جزيرة اوتويا الصغيرة الواقعة على بعد 45 كيلومترا من العاصمة مرتديا زيا للشرطة ليقتل بالرصاص 86 شخصا خلال معسكر صيفي لشباب حزب العمال الحاكم. وخلال الهجوم بذلك الشباب محاولات يائسة للاختباء منه في الغابات وتحت الأسرة أو بالقفز في المياه والسباحة للبر الرئيسي. وأمر قاض نرويجي في أوسلو الاثنين بسجن بريفيك الذي أقر بمسئوليته عن التفجير في أوسلو والهجوم على مخيم شبابي لحزب العمال، ثمانية أسابيع على الأقل إلى حين انتهاء الشرطة من التحقيق معه.