قال عالم السياسة، ومؤسس شركة "ستراتفورد" للمعلومات الأمريكية، جورج فريدمان: "رغم أن العالم يتابع ما يحدث في ليبيا، فإن الأهم هو ما يحدث في البحرين؛ لأنه جزء من خطة إيران الإستراتيجية لفرض السيطرة والنفوذ على الخليج العربي، فمع خروج القوات الأمريكية من العراق في نهاية عام 2011، تنوى إيران بتأثيرها ملء الفراغ في العراق الضعيف، وفرض أجندتها على دول الخليج العربي؛ لتقليص النفوذ الأمريكي، وإقناع السعودية وبقية دول المنطقة بمد يد التعاون مع إيران، أو مواجهة مخاطر داخلية، كما ستسعى إلى إعادة تعريف اقتصاديات النفط في الخليج العربي لصالحها، ومطالبة العرب بالاستثمار في مشاريعها للطاقة". وفي مقال له نُشِر على موقع "ريال كلير بوليتيكس" قال فريدمان: "إن اللحظة الحاسمة لخروج القوات الأمريكية من العراق قد اقتربت مع نهاية عام 2011، وهو ما سيترك فراغاً في العراق، الذي لا يحظى بحكومة مستقرّة، ولا يملك قوات أمن ولا جيش قادرين على فرض إرادة الحكومة العراقية في الداخل، ولا الدفاع عن العراق ضد أية أطراف خارجية"، ويضيف فريدمان: "إن إيران قد أعلنت في وقت سابق، وبوضوح، أنها تنوى بتأثيرها ملء الفراغ الذي سيتركه سحب القوات الأمريكية من العراق"، ويشرح الكاتب الأسباب التي تسعى إيران بسببها إلى فرض نفوذها وسيطرتها على هذه المنطقة، يقول الكاتب: "عقب سقوط الاتحاد السوفيتي السابق، أصبحت كل الجبهات الإيرانية آمنة، عدا الجبهة الغربية، وأصبح الأمن القومي الإيراني يقتضي استمرار ضعف الحكومة والجيش في العراق، وعند خروج القوات الأمريكية تكون فرصة إيران الذهبية؛ لتغيير موازين القوى في منطقة الخليج العربي لصالحها، وبالتالي السيطرة على الخليج لأول مرة منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية، بعدما حرمها الإنجليز ثم صدام حسين هذه السيطرة، وأخيراً الولاياتالمتحدة". ويضيف الكاتب: "إن إيران لن تسعى إلى فرض السيطرة والنفوذ من خلال هجوم عسكري؛ بسبب وجود قواعد وقوات أمريكية في الخليج، لكن إيران ستسعى إلى تحريك القوى الموالية لها في دول الخليج؛ بهدف زعزعة أنظمة هذه الدول، مُستغلّة في ذلك مناخ الانتفاضات ضد الحكام العرب". واعتبر الكاتب أن ما يحدث في البحرين نموذج للإستراتيجية الإيرانية في منطقة الخليج، فالبحرين دولة صغيرة ذات أغلبية شيعية وحكومة سنية، ورغم أنها لا تمتلك نفطاً، فهي مركز بنكي ومركز الأسطول الخامس الأمريكي، وأدَّت عوامل داخلية ومشكلات هناك إلى اندلاع احتجاجات وتقديم مجموعة من المطالب، ويقول الكاتب: "من الواضح أن لإيران اهتماماً بزعزعة النظام البحريني، لكن من غير الواضح إلى أي مدى تتدخَّل هناك، لكن المعروف أن لها تأثيراً كبيراً على رجل الدين حسن مشيمع الذي كان يعيش في لندن، وعاد إلى البحرين مُؤخَّراً، للمشاركة في الاحتجاجات". ويرى الكاتب أن السعودية تُعدّ أكبر الأهداف الإيرانية في المنطقة، فلو نجحت المعارضة الشيعية في البحرين بزعزعة النظام، فإنها ستشجِّع شيعة السعودية على الثورة، خاصة في المنطقة الشرقية، بالإضافة إلى حالة عدم الاستقرار في اليمن، والتي يمكن أن تدفع أعداداً كبيرة من اليمنيين خاصة الحوثيين إلى دخول المملكة عبر الحدود الجنوبية، ويقول الكاتب: "إن سقوط أى نظام عربي في الخليج، سيثير الكثير من المخاوف الداخلية، ويكفل في النهاية انفراد إيران بالعراق مع خروج القوات الأمريكية منه في نهاية عام 2011". ويرى الكاتب أنه في تلك اللحظة، "ستحقِّق إيران هدفين أساسيين في منطقة الخليج، الأول أنها ستكون ذات تأثير مُطلَق في العراق، ليس بمفردها تماماً، لكنها الأكبر تأثيراً، والثاني أنها ستسعي لفرض بقية أجندتها الإقليمية على دول الخليج العربي، وتتضمَّن تلك الأجندة أولاً تقليص النفوذ الأمريكي؛ لتعظيم نفوذها، والثاني إقناع السعودية وبقية دول المنطقة بمدّ يد التعاون مع إيران، أو أنها ستواجه مخاطر داخلية وخارجية، والثالث إعادة تعريف اقتصاديات النفط في الخليج العربي لصالحها، ومطالبة العرب بالاستثمار في مشاريعها للطاقة".