انفردت اليابان بالرقم القياسي بأربعة القاب في كأس اسيا لكرة القدم بعد ان توجت بطلة للنسخة الخامسة عشرة عقب فوزه على أستراليا 1-0 بعد التمديد إثر انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي في المبارة النهائية التي أقيمت يوم السبت على ستاد خليفة. وسجل تادناري لي هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 109. حضر المباراة نحو 37 الف متفرج تقدمهم ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الاتحاد الدولي السويسري جوزيف بلاتر، ورئيس الاتحاد الاوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني، والاتحاد الاسيوي القطري محمد بن همام. وحصل ايجي كاواشيما حارس مرمى المنتخب الياباني على جائزة سامسونغ لأفضل لاعب في المباراة بعد المستوى المميز الذي قدمه خلال المباراة حيث تصدى للعديد من المحاولات الأسترالية الخطرة. وكان المنتخب الياباني تصدر في الدور الأول ترتيب المجموعة الثاني برصيد 7 نقاط من ثلاث مباريات وبفارق الأهداف أمام الأردن حيث تعادل مع الأخيرة 1-1 ثم فاز على سوريا 2-1 وعلى السعودية 5-0، ثم فاز في ربع النهائي على قطر 3-2 وتغلب على كوريا الجنوبية في قبل النهائي بفارق ركلات الترجيح 3-0 بعد التعادل في الوقت الأصلي 1-1 وفي الوقت الإضافي 2-2. أما منتخب أستراليا فقد تصدر المجموعة الأولى في الدور الأول برصيد 7 نقاط من ثلاث مباريات أيضاً وبفارق الأهداف أمام كوريا الجنوبية، حيث فاز على الهند 4-0 ثم تعادل مع كوريا الجنوبية 1-1 وفاز على البحرين 1-0، وفي ربع النهائي تغلب على العراق 1-0 بعد شوطين إضافيين، وفاز في قبل النهائي على أوزبكستان 6-0. وهذا هو اللقب الرابع لمنتخب اليابان في البطولة بعدما كان توج باللقب أعوام 1992 في اليابان و2000 في لبنان و2004 في الصين. وتأهلت اليابان وأستراليا معاً إلى جانب كوريا الجنوبية التي حلت ثالثة بفوزها يوم الجمعة على أوزبكستان 3-2 إلى نهائيات النسخة المقبلة عام 2015 المقررة في أستراليا. كما ستمثل اليابان القارة الآسيوية في بطولة القارات المقررة في البرازيل عام 2013. وأشرك الألماني اولغر اوسيك التشكيلة الأسترالية الاعتيادية معتمداً على الكثافة العددية في خط الوسط خلف المهاجمين هاري كيويل وتيم كاهيل. في حين دفع الإيطالي البرتو زاكيروني باللاعبين الذين اعتمد عليهم منذ بداية البطولة وأبرزهم شينجي اوكازاكي وريويشي مايدا في الهجوم ومايا يوشيدا العائد من الإيقاف وكيسوكي هوندا وياسوهيتو ايندو في الوسط ويوتو ناغاتومو في الدفاع. وافتقد المنتخب الياباني مهاجماً بارزاً يحترف في دورتموند الألماني هو شينجي كاغاوا بسبب الإصابة. وخالف المنتخبان مجريات المباريات النهائية التي يغلب عليها الحذر الدفاعي بعض الشىء فاندفعا إلى الهجوم وكانت لهما محاولات عدة طوال المباراة بوقتها الأصلي والإضافي. وبكر الأستراليون في تهديد مرمى اليابانيين فسنحت لهم فرصة هدف في الدقيقة الثانية حين مرر بريت هولمان كرة إلى مات ماكاي المواجه تماماً للمرمى فوضعها بيسراه إلى جانب القائم الأيمن. رد اليابانيون بسرعة بكرة مررها ياسوهيتو ايندو كرة من الجهة اليسرى إلى كيسوكي هوندا وجونغو فوجيموتو أمام المرمى لكنهما لم يلحقا بها (5). وبعد دقائق من المحاولات اليابانية، شكل المنتخب الأسترالي خطورة كبيرة على مرمى منافسه وكاد يسجل في أكثر من مناسبة منها كرة من ركلة ركنية من الجهة اليسرى ارتقى لها تيم كاهيل وتابعها برأسه فأبعدها الحارس أولا قبل أن يشتتها الدفاع (19)، ثم كانت رأسية لكاهيل عالية عن المرمى (22). وأهدرت أستراليا فرصة هدف محقق في الدقيقة 32 إثر كرة عالية من لوكاس نيل حضرها كاهيل برأسه إلى كيويل الذي تابعها قوية من مسافة قريبة فوق المرمى. توالت المحاولات الخطرة على المرميين، وكان الخطر يابانياً هذه المرة بكرة وصلت إلى إيندو الذي فضل التمرير بدل التسديد فحضرها إلى ريويشي مايدا تابعها بيسراه من مشارف المنطقة عالية عن الخشبات (37). وكادت الدقيقة الثالثة من الشوط الثاني تحمل هدفاً أسترالياً حين خدعت كرة عالية الحارس إيجي كاواشيما فارتطمت بالعارضة وحطت قريبة من خط المرمى قبل أن يبعدها الدفاع. ودفعت الهجمات الأسترالية بزاكيروني مدرب اليابان إلى تعزيز خط الدفاع بإشراك دايكي إيواماسا بدلاً من لاعب الوسط جونغو فوجيموتو. وأفلت مرمى أستراليا من هدف في الدقيقة 66 حين مرر يوتو ناغاتومو كرة متقنة من الجهة اليسرى ارتقى لها شينجي أوكازاكي وتابعها برأسه لكنها لامست القائم الأيسر لمرمى مارك شوارتزر. يذكر أن شوارتزر (38 عاماً) حطم اليوم الرقم القياسي للمباريات الدولية الأسترالية برصيد 88 مباراة، متخطياً اليكس توبين الذي دافع عن ألوان منتخب بلاده بين 1988 و1998. ارتفعت وتيرة الأداء من الطرفين بفرصة من هنا وأخرى من هناك وازدادت معها المحاولات الخطيرة التي لم يحسن لاعبوهما الاستفادة منها. فمن كرة أسترالية بعيدة، أخطأ المدافع دايكي إيواماسا في تشتيتها لتتهيأ أمام هاري كيويل الذي انفرد بالمرمى لكنه سددها دون تركيز بقدمي الحارس (72). وارتكب الدفاع الياباني خطأ فادحاً في إعادة الكرة إلى الحارس إذ خطفها هاري كيويل وحاول وضعها في المرمى لكن الحارس كواشيما انقض عليها في اللحظة المناسبة منقذاً مرماه من هدف قابل قبل ثلاث دقائق من نهاية الوقت الأصلي. شهد الشوطان الإضافيان فراً وكراً وتمريرات مقطوعة بسبب الإرهاق الذي حل باللاعبين، لكن الفرص لم تغب عن المجريات وأخطرها كرة حضرها هاري كيويل إلى مات ماكاي سددها بيسراه على يمين المرمى مباشرة (102)، ثم واحدة من رأس روبي كروز بديل كيويل في أول لمسة للكرة لكن الحارس أبعدها ببراعة (104)، ورد كيسوكي هوندا بكرة قريبة من القائم الأيسر (105)، اتبعها ماكاي بواحدة قوية بعد ثوان قليلة. وخطفت اليابان هدف الفوز عبر البديل تاداناري لي الذي تلقى كرة من الجهة اليسرى فتابعها بطريقة استعراضية بيسراه في الزاوية اليمنى لمرمى شوارتزر في الدقيقة 109.