بقدر ما تملكني العجب والذهول من صوت تلك المرأة التي تصرخ وتقول( ما بقي الا هي صليب..) تعمق وتجذر يفني شعور الفخر بتلك المرأة التي كنت سعيد وانا اتذكر موقفها وادعي الله ان يكثر من امثالها.. القصة كانت هذا المساء يوم الجمعه الموافق 19 صفر 1433ه الموافق 13 يناير 2012م حيث كنت أنا زوجتي وبناتي في احد معارض الملابس المسائية الكبيرة في طريق الملك عبد الله .وبينما كنت اغادر كاونتر المحاسب (الكاشير) اذا صوت المرأة يعلو وهي تقول ترى اذا ما شلتوها بكرى بنزلها بالنت..ما بقي الا هي صليب في بلادنا..! رجعت لذلك الكاونتر وقلت خير وش فيه يا اختي..؟ ردت وقالت شوف حصلت صليب ضمن ميداليات وقد كلمت مدير المعرض وكذلك المسئول الكبير لهذه المحلات ولكن ردهم بطئ شوي مو لى مستوى الحدث....قلت لها بارك الله فيك وجزا الله خير وكثر الله من أمثالك..وانا بتابع معهم ان شاء الله تدخلت الموضوع وقلت وين مدير المحل واذا عدد من موظفي المحل يجتمعون حولنا ..واذا بمدير المحل يصل وهو من الجنسية الباكستانية ..وللامانه فقد كان متحمس ولطيف بتعامله واخلاقه..وقد قلت له كيف وجدت هذه الميداليات التي هي على شك صليب واضح..فرد وقال انا مسلم وكذلك مسئول في المحل وصدقني لا يرضيني ذلك لكن هذه الميدالية هي من مجموعه ميداليات وصلتنا من دبي.. وقال لي لقد قلت للمرأة اننا سوف نستبعدها من المحل .. قلت ممكن اشوف وين هذه الميداليات..؟ قال نعم وبكل سرور وطلعت معه للدور الثاني وكان معنا شاب حضر النقاش اعجبتني غيرته واذا هناك عدد اثنين موظفين سعوديين ومعهم موظف هندي يبحثون في سلة كبيرة في مجموعه كثيرة من الميدالات التي على شكل حروف انجليزية ومن ضمنها وجدوا اربع ميداليات على شكل صليب.. مباشرة هؤلاء الشباب قالوا لي ترى حنا شباب ومسلمين وابناء هالوطن ولا نرضى بمثل هالاشياء لكن ترى البضاعه جاية من دبي تم شحنها ولا احد عرف عنه.. رديت وقلت لهم ما فيكم شك ونحن نثق فيكم وعمق وطنيتكم وحبكم لدينكم وغيرتكم عليه.. قلت للباكستاني مدير المعرض المفروض تفحصون كل هالميداليات حتى تتأكدون وتستبعدون اى ميداليات فيها صليب..فرد وقال اكيد ولازم نسوي هالشئ لان سياسة المحل ما تسمح بها الشئ ولا ديننا.. طبعا الباكستاني يتكلم باللغة الانجلينزية وقال لي حقيقة انا ما قدرت اتفاهم مع المرأة لانها معصبة..فرديت عليه وقلت طبيعي لانها انسانه غيورة علي دينها واتمنى تعذرها وتقدر موقفها لان هالشئ نابع من غيرة متجذرة تأصلت عر قيم تربوية تؤكد سلامة هذه العقيدة. فرد علي وقال نعم اقدر هالشئ.. قلت له انا بنفس الوقت اقدر تعاملك السليم وغيرتك ولكن ابغا رقم المسئول الكبير عن هذه المعارض..وبكل اريحيه طيبة اعطاني رقم المسئول وقال اسمه عبد العزيز. وغادرت المكان بعد ان شكرتهم جمعاً.. بعد ان خرجت لسيارتي مباشرة اتصلت على هذا المسئول وعرفته بنفسي وقلت اعتقد فيه امرأة اصتلت عليك بخصوص موضوع الصليب الذي وجدته هي ضمن ميداليات في معرضكم قال نعم.. قلت حقيقة المرأة لا اعرفها ولكن اعجبني موقفها وغيرتها وقد تدخلت بالموضوع لاهميته وكذلك لدعم موقف هذه المرأة الغيورة على دينها والصادقة في حماسها... فرد وقال بالعكس نحن ضد هذه الاشياء ولا نسمح بها ولكن دخلت علينا بدون معرفة واكيد مرت على التفتيش...قلت لها انا ادرك انها مرت على رجال الجمارك ربما لانهم يأخذون عينات في الفحص وخصوصا في هذه الاشياء الصغيرة.. لكن كيف لم تكتشف لديكم عند توزيع هذه البضائع في الارفف..! فرد وقال انا مثلك مستغرب ولكن ربما لانها اشياء صغيرة..ولكن غدا سوف نجتمع مع المسئولين في الشركة وسوف نطرح هذا الموضوع..واعدك ان لا يمر مرور الكرام. قلت بارك الله فيك على موقفك واهتمامك وغيرتك ولكن اتمنى ان تتأكدون من جميع معارضكم في المملكة انه لا يوجد فيها مثل هذه الميداليات وهي امانه واعتقد انكم مسئولون عن ذلك.. قال اعدك ان نقوم بالفحص والتأكد من ذلك.. قلت بارك الله فيك وكثر الله من امثالك.. والسؤال هو كيف مرت هذه الميداليات وربما مر بضائع اخرى؟ ولذلك اعتقد بل اجزم ان هذه البلد مستهدفة في عقيدتها واجيالها وثقافتها ولذلك يجب الحيطة والحذر وان يتم اخذ الامور بمأخذ الجد من حيث دقة الفحص للتأكد من البضائع وكذلك في حالة حصول مثل هالاشياء ان يتم الكتابة للشركات المصدرة لهذه البضائع حتى يدركون ان اهل هذه البلاد مدركون ويقظون وعلى مستوى من الحرص والمسئولية.. حمى الله بلادنا من كر مكروه.. ,ولا يسعني الا ان اقول كم نحن فخورون بك ايتها المراة السعودية الغيورة على دينها وقيمها ووطنها.. سليمان المشاري كاتب سعودي [email protected][/font][/size]