خليجي 20 بين مطرقة القاعدة وسندان الحوثين في عام 1970م انطلقت بطولة الخليج في البحرين كبطولة تهدف إلى زيادة الترابط والتقارب بين أبناء دول الخليج العربي وتقوية العلاقات الاخوية بين أفراد هذه الدول، وتم الاتفاق على أن تقام هذه البطولة كل عامين بدولة من دول مجلس التعاون الخليجي تحت مسمي "بطولة الخليج" وفي البطولة التي اقيمت أواخر عام 2003 وبداية 2004 بدولة الكويت شهدت البطولة مشاركة اليمن للمرة الأولي في كأس الخليج بعد أقرار أنضمامها لبطولة الخليج رسمياً. هدف البطولة بلا شك هدف سامي ونبيل ولكن يبدو أن ما بناه قادة وأبناء المجلس طوال المدة الماضية سيكون في مهب الريح بسبب التعصب الرياضي من جهة والأرهاب الامني من جهة. فضم اليمن للبطولة رغم بعد اليمن عن شواطي الخليج العربي خطوة عربية جيدة كان يجب معها تغير مسمي البطولة بما يتناسب مع المواقع الجغرافية للأطراف المشاركة، فغير منطقي أن يتم اطلاق مسمي "بطولة الخليج العربي" على مناسبة تشارك فيها دولة بعيدة عن نقطة الحدث (هذا ليس موضوعنا). البطولة هدفها التنافس الشريف بين فرق الدول المشاركة معه يتجمع أعداد من مواطني هذه الدول في أجواء هادئة آمنة لمشاهدة فعاليات البطولة، ولكن أي هدوء هذا الذي ينتظر في ضل التهديدات الامنية والأحداث التي يشهدها اليمن خلال الفترة الأخيرة، فاليمن معروف بطابعه القبلي وسيطرة القبيلة على بعض الأحداث الأمنية وهو المناخ الملائم لتواجد تنظيم القاعدة الذي يوفر له البيئة الخصبة لنشر افكاره والتمدد بأمن وامان دون الخشية من اعتقالات او مضايقات والحوثيين من الجهة الاخرى لهم تحركات واطماع وطموحات وعندهم تسليح جيد وروح قتالية لا تقل على الروح القتالية لتنظيم القاعدة فكلا التنظيمين قائم على اساس عقدي ولهما نشاطات مختلفة. وحتى يتم الحد من حدوث أي عمليات أرهابية أختيرت عدن مدينة من اجل اقامة البطولة بها، فهي مدينة جنوبية تقع على سواحل بحر العرب الذي يحد اليمن من جهة الجنوب، وتتميز هذه المدينة بموقعها الذي يقع في الطرف الجنوبي الغربي من الجمهورية اليمنية وشبه الجزيرة العربية، وتحدها شمالاً وغرباً محافظة لحج، وشرقاً محافظة ابين وهي المدينة المساندة لمدينة عدن لاستضافة مباريات البطولة، وجنوباً خليج عدن. هذه الأسباب جعلت الحكومة اليمنية تختار مدينة عدن لأستضافة البطولة لكونها مدينة محدودة المساحة وبعيدة عن مناطق الاضطرابات الامنية التي تشهدها البلد، ويمكن السيطرة عليها أمنياً. اللاعب الخليجي تعود على اللعب في بيئة آمنه موثوقة يسودها الهدوء الامني لكن هذه المرة سوف يلعب وهو غير واثق بشكل كامل من الناحية الامنية في محيط الملعب أو مقر الإقامة رغم أختيار مدينة عدن لاقامة البطولة بها، الا أن هاجس توفر الامان يضل هو الأهم معه سوف تتراجع حدة المنافسة وينخفض المستوى وفي المقابل سوف تشهد البطولة تدني في أعداد الجمهور، ولكن في المقابل سوف تشهد البطولة متابعة سياسية غير مسبوقة وقد تتفوق على المتابعة الاعلامية الرياضية لتسجيل كل صغيرة وكبيرة وهذا ما تؤكده التاهبات الأمنية اليمنية فقد تم ضخ مئات الآلاف من الجنود في محافظة عدن وعمل الأطواق الأمنية حولها لحماية المشاركين في البطولة، مع هذا يعكس التوثر الامني وما يحدث في أي منطقة من مناطق اليمن سلباً على سير البطولة. أمنية.. بطولة الخليج بطولة غالية على كل مواطن خليجي ومنافسة شريفة امنيتنا لها ولليمن التوفيق. المهندس/عبدالله عمر العمودي