التسويق العاري بلغة الجسد إن من يتابع الصحف المجانية التي ترشح الوظائف للعاطلين والعاطلات ،يلاحظ كثرة الطلب على المندوبات سواء بالهاتف أو بالعمل الميداني ،وأنا أعتبر عمل مندوبة التسويق من أفسق الوظائف على الإطلاق ،لإن التسويق في مجتمعنا السعودي يختلف تماما عن مفهوم التسويق النسائي في أي بلد آخر ،لماذا لانتسائل لماذا أصبح التسويق في الآونة الأخيرة يرتكز على عمل الفتيات أكثر من الشباب ،ولماذا أصبحت أكثر الشركات تلجأ لفتح قسم نسائي تسويقي،كل هذا وبعض الشركات النصابة لاتعطي المندوبة راتبا شهريا ،بل يعطونها بالنسبة إذا فازت بعميل ،وفي معظم الأحيان يستفيد المدير من الفتاة ثم يطردها خارج نطاق العمل إذا لم تحضر عميلا خلال شهر ،هل تعرفون كيف تعمل مندوبة التسويق ؟؟ إنها بدون شك تسوق لنفسها أكثر من تسويقها للمنتج نفسه ،وأنا لاألوم الفتاة وحدها ،لأن معظم الفتيات وخاصة الصغيرات في السن ،يتحمسن لهذه المهنة لأنهن بحاجة شديدة للمال ،وقد طرقن عدة أبواب فكانت كلها موصدة إلا باب التسويق بلغة الجسد الفاسق،وهي المهنة الوحيدة التي لايطلب صاحبها شهادات علمية ولا خبرات ،هل تعلمون ماهي مواصفات فتاة التسويق ؟؟ أن تكون جميلة ،كاشفة لوجهها ومفاتنها ،عبائتها مخصرة ومطرزة ،وتضع المساحيق على وجهها ،وتتكلم بغنج ودلال ،حتى تصيد العميل الذي يقف عاجزا أمام فتاة التسويق اللعين ،وقد أخبرتني احدى الفتيات المحترمات أنها عندما تقدمت لوظيفة مسوقة ،تم رفضها لإنها ترتدي غطاء الوجه وعبائتها غير مطرزة ؟؟ وبخلاف مظهر فتاة التسويق ،فإن عملها الميداني محفوف بالمخاطر ،فهي تركب مع السائق وحدها وتجوب الشوارع ،وتدخل مكاتب مجهولة ومخيفة ،قد تقابل مدير الشركة وحده ويغلق عليهما الباب ،فمالذي تتوقعون حدوثه داخل غرفة منعزلة فيها فتاة وشاب ؟؟ إنني في مقالي هذا تهرق دموعي على بنات الوطن الغاليات ،فمنهن حاملة الشهادة الجامعية ،ومنهن العفيفات الشريفات ،المضطرات للعمل في هذه الوظيفة الدونية ،لإنها هي المتوفرة الوحيدة في سوق العمل ،ولا تسألوني كم مرة هربت من مهنة مسوقة عبر الهاتف أو ميداني ،لإني أعرف تماما مايحدث خلف الكواليس ،ولكن أين المهرب من البطالة النسائية ،وأنا على لساني ولسان الفتيات السعوديات ونيابة عن العاطلات أمثالي ،أناشد وزير العمل الدكتور غازي القصيبي ،هل ترضى لبناتك العمل كمندوبات تسويق ، وفتياتنا يجولون في الطرقات والشوارع ،ويتعرضن للتحرش وخلافه ؟؟ وأنا أنصح كل فتاة سعودية أو غير سعودية بالإبتعاد عن مهنة التسويق سواء عن طريق الهاتف أو عن طريق الميداني ،وأذكر هنا قصة فتاة حكت لي وهي تبكي أنها كانت موظفة تسويق عبر الهاتف في فندق محترم بجدة ،كانت كلما كلمت عميل تظاهر برغبته في استئجار غرفة بالفندق ،وفعلا يأتي العميل ويستأجر غرفة بالفندق ،ثم يذهب إلى مكتبها ويقول لها بكل وقاحة هيا اصعدي إلى غرفتي الآن ،حتى كرهت عملها والمال الذي يأتيها منه وتركته دون عودة رغم حاجتها الشديدة للمال فهي مطلقة وأم لطفل لايصرف عليه والده ...فماذا نتوقع من شبكة البطالة الإجرامية،في ظل حاجة الفتاة لدخل مادي حيث تشتغل الفتاة كجسد وليست كعقل وعلم وأدب ،وأصبح التسويق بلغة الجسد الأنثوي يحكي مالا يحكيه لسانها ،فياللأسف والخسارة على بنات الوطن المتعلمات العفيفات الشريفات ...وأنا أنادي واقصيباه ...فهل تهب ياوزير العمل لصرخة استغاثة من بنات وطنك ؟؟؟ سحر خان مع تحيات إمرأة في خدمة الشعب [email protected]