وزارة العمل .. أم سامي الجابر وخليل "هلال"! دائما ما كنت أحرص على قراءة مواضيع خفيفة عادة ما تطل علينا من زوايا الإعلام المقروء مثل "لا تقرأ هذا الخبر" وأظن أن أنسب عنوانا لمثل هذا الخبر المدوي الذي نشر منذ يومين هو "يا ويلك لو تقرأ هذا الخبر!!" فرغم مرارة الخبر مر مرور الكرام بكل أسف فلم تثر ثائرة إعلامنا "الكريم" حياله كما حدث عندما خرج الاتحاد من دوري آسيا أو كحال قضية سامي الجابر وخليل "هلال" ! فما تصريح وزارة العمل "رعاها الله" عبر وسائل الإعلام بالأمس القريب عندما ذكرت أن الوافدين يمثلون ثمانية أضعاف السعوديين في القطاع الخاص إلا خبرا مهمشا لا داعي لأن نثور لأجله ، وما أوضحه التقرير حول ارتفاع نسبة الإستقدام بواقع 1.3% عن العام الماضي !!! إلا "سحابة صيف" سرعان ما تنقشع ويظهر نور "السعودة" من جديد ! أما نسبة البطالة التي زادت من 10% إلى 10.5% عن العام الماضي ووصول عدد العاطلين إلى حوالي 450 ألف إلا أمر لا داعي لإثارته في ظل توظيف الشباب السعودي وتسكينه في رواتب مغريه تبدأ من 1500 ريال "أي عشر ما قد يكسبه عامل سباكه وافد" !! لا "وأزيدكم من الشعر بيت" نسبة السعودة في قطاع التمريض فقط هو 5% و 95% هم من الأجانب!! والمصيبة الأسوء أن هناك خريجين قسم تمريض من المعاهد الصحية لازالوا ينتظرون منذ أكثر من سنتين ، ولا تسألوا كيف ذاك ؟! "فما المسؤول أعلم بها من السائل" !! لن أخوض في تفاصيل الأمر فالجميع يعي أن الوزارة بكل أسف لم تحرك ساكنا ، فكل تلك الآمال التي عقدناها عندما تولى د.غازي القصيبي أمر الوزارة بحكم خبرته وسمعته الطيبة في حقبة من الزمن قاد خلالها النهضة الصحية والتعليمية في الوطن بكل جدارة واستحقاق "ذهبت مع الريح" لدرجة أصبحنا معها نشك أن غازي الأمس هو غازي اليوم !! ولو اكتفى الدكتور حفظه الله ورعاه بكتابه "حياة في الإدارة" وأعلن بعده استراحة المحارب لكان والله الأفضل له ولنا كمحبين لكتبه وأشعاره وحسن إدارته وحنكته السابقه ، ولكنها الأقدار تجري بحكمها .... علينا وأمر الغيب سر محجب يا أحبه "الشق أكبر من الرقعه" ولم يعد هناك وقت للتهاون بالأمر فهاهي سجون "البطاله" تزداد ، وهاهي أسوار "التضخم" ترتفع بوجه المواطن الذي يقبع خلف قضبان "السعودة" آملا في "الإفراج عنه" حتى يخرج لنور الحياه الكريمة العفيفة بعيدا عن الإجرام والمخدرات ومستشفيات الصحة النفسية ، فالوقت يجري ونحن "مكانك راوح" والعالم يتقدم بالعلوم والتطور والإستفادة من طاقات الشباب ونحن نتقهقر للخلف بقرارات تعسفيه هدفها الوحيد "استعراض عضلات مسؤول" على مواطن مغلوب على أمره ، فبالله عليكم ما الهدف من جراء بقاء خريجي التمريض لسنوات في انتظار رقم شاغر في الديوان والمستشفيات لدينا حكومية كانت أم خاصة لديها ما نسبته 95% أجانب !!! وبأي حق يصدر مثل هذا القانون ومن له السلطة التشريعية في إصداره بحق شبابنا خريجي التمريض بعد عناء وجهد ومثابرة لأعوام ، أين الاستراتيجيات التي تعتمد ولا يستطيع كائن من كان المساس بها وتغييرها على "حسب مزاج حضرته" ! أيه الأحبة ، لا أريد أن أكثر التشاؤم فالأمر بقيادة ملك القلوب بإذن الله سيحل ، ولن تعدوا أن تكون "أزمة وتعدي" والدليل ما يصدره من أوامر ملكية في انشاء جامعات وكليات صناعية وتقنيه بمعايير ومقاييس عالمية ستحل بإذن الله جل مشاكل التوظيف لدينا مستقبلا ، لكن كل ما أرجوه أن نجاهد ونكتب ونطالب حتى تصل أصواتنا لمليكنا الغالي ونوابه حفظهم الله الذين لم ولن يبخلوا لمواطنيهم بالوقوف على ايجاد حلول سريعة لهذا الأمر والحيلولة دون انتشاره وتفشيه بين شباب الوطن ، فهذه رسالة مني لأصحاب الأقلام المؤثرة في إعلامنا لحمل هذه الرساله على عواتقهم والبدء في المطالبة بحقوق أخواننا العاطلين والعاملين بأجور قليلة لا تكفي لقوت يومهم ناهيك عن فتح بيت وتكوين أسرة وبناء منزل . صالح بن فارس