مؤتمر البحرين ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) مؤتمر البحرين "اتفاقات ومؤتمرات المرأة الدولية وأثرها على العالم الإسلامي" الذي اختتم في المنامة يوم الخميس 1/5/1431ه, وشارك فيه كوكبة من العلماء وطلبة العلم والأكاديميين والمختصين ,في الشأن العام من النساء والرجال .هذا المؤتمر وأمثاله خطوة جبارة في الطريق الصحيح لقرع الحجة بالحجة . منظمات حقوق الإنسان الدولية لم تعد تراعي حقوق الآدميين والمشاعر الإنسانية , بل صمتت على الظلم الدولي وجرائم القتل على الهوية والسحق والتعذيب في السجون وتدمير الممتلكات والسلب والنهب الدولي , ورفعت لواء الكبت والكتم للحريات, وصمت آذانها عن انتهاك حرية المسلمين في فلسطين والعراق والصومال وأفغانستان والشيشان وكشمير وغيرها كثير,ولم تحرك ساكنا عندما حرم المسلمون من أداء شعائرهم الدينية المسالمة في أوربا , وانتهاك خصوصياتهم التي يضمنها لهم دستور بلادهم , وهناك فتيات بريئات حرموا التعليم بسبب لباسهن وحجابهن , فتلك المنظمات ليست محل الثقة ولم تحقق مسماها لا من قريب ولا من بعيد . منظمة " هيومن رايتس ووتش " من أشهر تلك المنظمات, تخلت عن حقوق النساء في فلسطين والعراق والصومال الملطخات بالدماء البريئة ظلما وعدوانا, وتولت الضغط على الحكومة السعودية لحرمان الفتاة من رعاية أبوها وزوجها , ومنع التمييز بين الولد و البنت في كل أمر فطري , والسماح للمرأة بالسفر بدون مرافق وان تتزوج الفتاة بدون وليها , وعدم مساءلة الأبناء من الجنسين على تصرفاتهم اللاخلاقية ما لم يبلغوا 18 عاما , وكل ما تؤل إليه تلك المؤتمرات المشبوهة هو تفكك الأسرة وتفشي الطلاق وانتشار الفساد والجنوح إلى العنف والانحلال الخلقي والجريمة والانتحار. وبينما تنص المادة 26 من اتفاقية (السيداو) التي تقرر للحكومات الموقعة على الاتفاقية حق إعادة النظر فيها . تقول "نيشا فاريا " نائبة مدير قسم المرأة في منظمة "هيومن رايتس ووتش" : " لقد انتظرت النساء السعوديات طويلاً على تحقيق هذه التغييرات". و تابعت قائلة: "والآن فهن بحاجة إلى خطوات ملموسة كي لا تظل هذه التعهدات كلاماً على الورق في جنيف، بل واقع تشعر به المرأة السعودية في حياتها اليومية". ولذلك تقمصت دور المتسلط ورفعت راية الإجبار وقالت على الحكومة السعودية العمل على إنفاذ توصياتها فورا!!! وعلى وجه السرعة!!! وان تتجاوز التعهدات الشفهية " ... تحدي ..في تحدي.. في تحدي !! كيف تغلغلت هذه الشخصيات الشاذة ممثلة في " مركز المرأة" و " شعبة النهوض بالمرأة " و " لجنة السيداو" كيف سيطرت على اللجان الدولية بهيئة الأممالمتحدة واعتلت منابر التوجيه وزعزعة المجتمعات وإثارة الفتن بين الشعوب , بتفكيك الأسرة وتمزيق كيانها وتشتيت مكوناتها , وسلبت المرأة حقها في الرعاية و الأمومة والإنجاب واستهانة بقيم العفة والفضيلة واعتبرتها خضوع وخنوع ومنقصة في المرأة وتجاوزت ذلك إلى مرحلة التسلط والقسر واستخدام عبارات التحدي " على الحكومة السعودية العمل على إنفاذ التوصيات فورا " و"على وجه السرعة "و" أن تتجاوز التعهدات الشفهية "!! من خول هذه المنظمات الشاذة الأمر على سيادة الحكومات . مؤتمر البحرين نظمته جمعية "مودة" بمملكة البحرين بالتعاون مع " مركز باحثات لدراسات المرأة" بالسعودية وكان ضروريا لاتخاذ خطوات جادة لصد الهجمة الشرسة على عالمنا العربي والإسلامي. بإقامة المؤتمرات التي تسعى لحماية قيم الأمة ونشر مبادئ الإسلام السامية وأفكار الفطرة الإنسانية ، و كشف المخططات والمؤامرات التخريبية الهدامة ،بقرع الحجة بالحجة والحوار النافع الايجابي امتثالا لقوله تعالى ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) ...( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) ونتمنى من العلماء وطلبة العلم الاستجابة لتوصيات المؤتمر بالمبادرة في تشكيل لجان عمل رسمية وتطوعية تضم فرقا من المختصين و الأكاديميين من الرجال والنساء بصفة خاصة لتوضيح وجهة نظر الشريعة الإسلامية الصحيحة لمن يجهل مقاصد الإسلام في تشريعات المرأة - في الداخل والخارج - ومآلآت الأحكام الشرعية المتعلقة بالأسرة . من نافلة القول أن المرأة المسلمة تعتز بدينها وعقيدتها الإسلامية, وتنعم بحقوق الرعاية والعناية منذ نعومة أظفارها, لن تقبل التفريط بمملكة الأسرة ومكمن الراحة والاستقرار. وان طالبت بمزيد من الحقوق لتحسين مستواها فمن خلال الحفاظ على كيان الأسرة الذي يضمن لها الكرامة والعزة. وبما لا يخالف الأحكام الشرعية والفطرة السليمة. وقد وفق القائمون على المؤتمر بوضع تاج التوصيات وأهمها حين حثت الحكومات الإسلامية على التمسك بسيادتها ورفض كل الاتفاقيات والمواثيق التي تخالف الشريعة الإسلامية، ولا تتفق مع فطرة المرأة، أو تهدف إلى إلغاء الفوارق الفطرية بين الرجل والمرأة، أو تهدد كيان الأسرة. فؤاد العيسى