3 دقائق في كتابة العدل ! استغرقت زيارتي لكتابة عدل شمال الرياض ثلاث دقائق فقط، الدقائق الثلاث لا تعني أن معاملتي أنجزت في ثلاث دقائق، بل إن الدقائق الثلاث هي الوقت الذي استغرقه تأملي في الحشد الذي احتل صالات الانتظار وباحة المبنى بانتظار استدعائهم لشباك الاستقبال، أما شاشة الأرقام فقد كانت تشير إلى وجود أكثر من 200 شخص في حالة انتظار!! استلمت الباب الذي دخلت منه خارجا؛ لأنه كان من المستحيل أن يصلني الدور قبل نهاية الدوام لمراجعة الشباك، ناهيك عن أن يتسع الوقت لمقابلة كاتب العدل، ولم أكن بكل تأكيد لأبحث عن واسطة تفتح لي الأبواب الخلفية لكتابة العدل، كما فعل صديقي محامي أحد البنوك الذي صادفته عند خروجي واكتشفت أنه يملك مفاتيح كل أبواب المبنى، بينما المساكين في الداخل الذين يكاد يصيبهم الحول بسبب التركيز على لوحة الأرقام لا يملكون غير النظر إلى ساعاتهم والتحسر على أوقاتهم!! المنظر الذي شاهدته هو لوحة زيتية رسمتها ريشة التسيب الإداري، فلو كان هناك التزام من بعض السادة كتاب العدل بمواعيد العمل الرسمية لما وجد أكثر من 200 مواطن أنفسهم في حالة التكدس والانتظار!! فبعض كتاب العدل لا يحضرون إلى مكاتبهم إلا متأخرين، وعندما يحضرون لا يباشرون أعمالهم فورا، بل يلجأون إلى «مختصراتهم» أو تبادل زيارات «المختصرات» مع زملائهم لتناول القهوة، ثم عندما يفتح الباب أمام المراجعين يبدأ التحكم بأعداد الداخلين والخارجين، وكأن المراجعين هم الملامون على كثرتهم، وليس من عمل على تكدسهم!! ومسؤول الإدارة ليس أفضل من مرؤوسيه، وإلا لما كان هذا حالهم من الاستخفاف بساعات العمل وجدية إنجاز المعاملات واحترام وقت المراجعين!! خالد السليمان [email protected]