عفواً دكتور محمد ....... في مقالتك العكاظية حول رجالات الحسبة .. كتبت فأطنبت , وغضبت فحكمت , وأصبحت الحقيقة في نظرك هو ما تراه في عينك,وتتصفحه في يدك وكفى !؟ فالعنوان لوحده فجعك , وصدمك ,وحين دلفت في تفاصيل التقرير كان أكثر صدمة وألمًا...! دكتور محمد ... رويدًا , ورفقًا , فضلاً , ولطفاً : أنت من نستلهمُ منه الحكمة , وأنت من نستفيدُ من تجاربه التروي .. نتجاهل ونغفر من غيرك لكن ليس منك ، أنت تدركُ جيدًا دهاليز الصحافة وبؤر الإثارة .. أنت تدرك جيدًا عفن التحوير والتقويل .. أنت تدرك جيدًا رسم السيناريوهات الخادعة ! كيف ضللت الطريق وأنت إمام الحذر في هذا الجانب ! لماذا العجلة في نظرتك ؟ ولماذا الاتكاء في حكمك ؟ بحثنا في مقالتك فلم نجد فيها غير تقرير المراسل تستسقي منه المعلومة وتصب بأحداثه جام غضبك .. لماذا لم تنصفنا بسؤالك قبل أن ترسل سياط حرفك ؟ ماذا لو أخبرناك أنّ المراسل كذب وافترى وتخيل تفسيرًا للحادثة .. ماذا لو أخبرناك أنّ المراسل ينتظر وقفة الشرع والتشهير والمحاكمة وفق الأنظمة الإعلامية ، ماذا لو أخبرناك أن الفتاة لم تضرب ولم تركل ولم يمسها رجال الهيئة بسوء ، ماذا لو أخبرناك أنّ رجال الحسبة وقفوا دونها ورغبة الانتحار حين أرادت قطع الطريق العام ، ماذا لو أخبرناك أنّ رجال الحسبة تحدثوا مع المرأة عن سترها ووأد خروجها لما شاهدوه من خوفها ، ماذا لو أخبرناك أنّ حادثة الإغماء فهمها المراسل بطريقة تخيلية بعيده كل البعد عن الحقيقة !!! هذا ما تم التصديق عليه في محضر المرأة ، وهذا ما كنتَ تجهله وأنت منكبٌّ على تلك المقالة .... ثم ماذا ؟! تلك المرأة يا دكتور محمد لها خصوصيتها ، لها حرمتها ، لها سترها ، لها أسرتها ، .. فمن أجلها ... ومن أجلها فقط نتجاهل من يتتبّع حقيقة ذنبها وتفاصيل خطئها .. فهل تعتقد أننا أخطأنا بتجاهل مراسل الحياة ؟! وهناك جانب آخر لا يمكن إغفاله ، لسنا ملزمين بالتجاذب والشرح والتفسير مع كل سائل ومنقّب .. وإنني لأعجبُ من مطالبتك الهيئةَ بالتوضيح والتفصيل في مثل هذه القضايا !! ألهذه الدرجة من السطحية يكون تعاملنا مع هذه القضايا .. كي نشبعَ نزوةَ مراسلٍ غير آبهٍ بمآل الأمور وعواقبها .. إحدى عينيه لا يتجاوز نظرها الأسطرَ التي يصيغها وعينه الأخرى على العائد المادي من وراء هذه الأسطر؟! هل غابَ عنك أن العمل بمقتضى القاعدة التي تطالب بها يعني زعزعةَ أركان الأسر التي ابتُليتْ بزلّة ابنتها أو ابنها !! دكتور محمد .. كنا ننتظر فيكَ مالم نكن نخشاه منك .. ندّخرك درعاً ولم نكن نتقيك سهمًا ...!! لقد أصبتَ الهيئةَ ورجالَها بجهالة ولكن عشمي أن تكون من النادمين . دعني أنتهي من بوحي إليك هنا بمثل ما بدأت به علانيتك هناك .. (هل ما خطّه قلمُكَ .. جائزٌ يا دكتور محمد؟! ) دبيخي بن سليمان الدبيخي - الدمام 13/1/1431ه .