اليوم الوطني .. ذكرى مؤسس وشعب وفي غداً تحتفل مناطق المملكة العربية السعودية شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، عاصمة ومدن، قري وهجر، بهذه الذكرى العزيزة على قلوب الجميع، ذكرى توحيد أقطار مملكة الإنسانية، مملكة الحب ووفاء. وهذه المناسبة تحل على شعب المملكة معلنة ومذكرة بيوم \"مناسبة توحيد المملكة العربية السعودية\" فهي مصدر اعتزاز كل مواطن لأنها كانت المدخل الرئيسي للأمن الذي صار ينعم به هذا المواطن والاستقرار الذي يعيش فيه، والخير والرفاه والتطور الذي عمت بشائره أجزاء وطننا الغالي. واعتزاز المواطن بذكرى اليوم الوطني ينبع من هذه المكانة التي وصلت إليها المملكة عربيا، وعالميا كدولة نجحت في مسيرتها الصعبة نحو التنمية والبناء في زمن قياسي من التوحيد إلى عصر النهضة الشاملة. الملك عبدالعزيز ضرب بحكمته المثل الأعلى في أسلوب الحكم والإدارة عندما وضع أسسا لهذا الحكم، فقد كانت الإدارة في ذلك الوقت غير موجودة وغير متداولة أو معروفة أو منتشرة، فكان بابه المفتوح بمثابة إطلالة يومية على أحوال الناس من خلال من يأتي إليه في مجلسه ليعرض رأياً أو يحمل فكرة أو يستعرض مشكلة، وأصبح هذا الأسلوب أو هذه الطريقة في لقاء الحاكم بالمحكوم نموذجا من نماذج الإدارة الناجحة في الحكم التي اعتمدها الملك عبدالعزيز، وحقق من خلالها ما كان يأمله من نجاح لمملكة متطورة فكرياً قبل أن تكون متطورة عمرانياً. فهذا القائد هو الذي وطن حكم القرآن والسنة في البلاد وأرسى دعائم الشريعة والعدل بين العباد ليعبروا عن آرائهم وقضى على أعمال التخريب والفوضى فأستتب الأمن لتتزايد الانجازات وتتضاعف المكتسبات ويتفجر البترول لأول مرة في الوطن، ويندمج الجميع في مسيرة مباركة تزدان بالتقدم والازدهار وتزهو بالظفر والانتصار يتقدمها ويحدو ركبها قائد قادر، حكيم حليم، شجاع مطاع رحيم كريم سلموه مصيرهم ليرسم معالم مستقبلهم وغدهم الزاهر كما يشاء لهم ويشاءون هم لأنفسهم في وطن زاهر جميل يحتل مكانة بين الأمم بكل ثقة وتميز واعتدال. وكلما تأملنا في سيرة هذا القائد العظيم يتأكد لدينا إن هذا الرجل ليس إنساناً عادياً فهو بالإضافة إلى الصفات القيادية المتألقة التي يمتلكها نجد أن الله حباه بكم من القدرات الفائقة والمتابعة الدقيقة والتواصل الميداني مع أبناء شعبه وأعضاء حكومته، بما يجعل كل شريف ومخلص وأبي أن يدعو الله له بالرحمة والغفران ويبتهل إلي الله تعالي بأن يمنح الصحة التامة والمعافاة الدائمة لأبنائه الأوفياء وان يمد في أعمارهم من أجل شعبهم ووطنهم ليستمروا في قيادة المسيرة إلى ذرى المجد ومراقي العلى بكل ثبات وحزم واقتدار وعنفوان. وهذا العام نحتفل بهذه الذكرى تزاما مع أطلاق صرح علمي كبير وهو تأسيس جامعة الحكمة والعلم \"جامعة عبدالله بن عبدالعزيز\" هذه الجامعة التي تترجم مدى حرص قادة البلاد على نشر العلم والحكمة والحرص على مواكبة التطور والتقدم، كيف لا يكون هذا وقد كانت المملكة وما زالت محطة للعلم والفكر. نحتفل بالعلم والوطن والشموخ والعزة، في بلد الحب والإنسانية والرحمة ونردد دام عزك ياوطن ودام فخرك ياشعب. المهندس/عبدالله العمودي