الصيف بين حرارة الكهرباء وبرودة الاتصالات حالة من التصوير المجازي هو ما ذهبت اليه في ذات العنوان مع ان للمضمون شأن آخر بتصوير ما هي عليه ظروف الشركة السعودية للكهرباء من حرارة تامة في ذات فصل الصيف واحتياج الناس للكهرباء وكذلك الوجه الأخر وهو الحرارة في حالة الاستنفار القصوى لدى المسئولين وجميع المختصين لدى شركة الكهرباء العزيزة على أنفسنا لأنها الوحيدة التي تمدنا بالطاقة الكهربائية ..وذلك لما عليه حالة الاستنفار والاستعداد للطوارئ في حالة الأعطال الفنية والتي تؤثر على موثوقية استمرار الطاقة للمشتركين..لا قدر الله. في المقابل نجد الشركة العزيزة الأخرى وهي شركة الاتصالات وغيرها من شركات الاتصالات الأخرى العزيزة في هذا الوطن الغالي .. تنعم في صيف بارد تلطفه روعة ارقي وافخر المكيفات التي تعمل على الطاقة الكهربائية..! وفي حالة مقارنة عابرة من باب الإستئناس لكي ندرك حجم النعمة لكلا هاذين المرفقين الهامين وهما من ضمن نعم الله علينا مع فارق القياس في بعض المحاور..لان حجم الاستثمارات في البنية التحتية للكهرباء تُكلف الآف الملايين من الريالات .. كما أن توفير هكذا مبالغ يحتاج لمصادر كثيرة لان الوضع الحالي قد لا يكون هو الأفضل من حيث المداخيل والتمويل .. كما أن وقت التنفيذ لهذه المشاريع يستغرق مدة طويلة ... في وقت يعتبر النمو على الكهرباء شئ خيالي ومن الصعب ان يتم الوفاء به في عصر التوسع الهائل في شتى المشاريع العمرانية والصناعية والتنموية..الخ ..وهو شئ مشاهد من قبل الجميع في اغلب مدن المملكة.. ومع أنني أؤمن أن من حق كل مواطن أن يحصل وينعم بتيار كهربائي مستقر وموثوق لأن الكهرباء أصبحت هي الحياة في كل شئون البشر أفراد وجماعات...الخ.. وان أي خلل فيها يعطل مسيرة هذه الحياة أو يؤثر فيها سلباً...ولكن بنفس الوقت أيضا لا احد ينكر أن عصر الانطفاءات الطويلة التي كانت تحصل قبل عشرات السنين أعقبها هذا الاستقرار في المنظومة الكهربائية بفضل الله ثم بفضل المشاريع التي واكبت التنمية ضمن الخطط الطموحة للكهرباء لمواجهة الطلب المتزايد وهو مما يفوق التوقعات.. ...إلا أنه لا يخلو ما يعكر صفو لهيب الصيف بين وقت وآخر عثرات عارضة فرضتها قدرة الله ثم موجات الحر الساخن و التي تنوء بحملها معدات وأجهزة شركة الكهرباء ... بالمقابل نرى أحبتنا في شركات الاتصالات (اللهم لا حسد) فقط هو نوع من الغبطة (وربنا يزيد ويبارك) نجدهم ينعمون بمداخيل كبيرة تصل إلى الآف الملايين من الريالات سواء من الرسوم اليومية أو من عوائد المكالمات والتي هي بازدياد بتعدد وزيادة عدد الكم الهائل من أرقام الجوالات في كل منزل ولدى كل شخص, ولذلك نجد أن تمويل البنية التحتية لدى شركات الاتصالات لا يشكل مشكلة, فضلا أن وقت التنفيذ لهذه البنية التحتية في الغالب قد لا يستغرق طويلاً.. كما أنهم بمنأى نوعا منا عن حنق الناس لو حصلت انقطاعات أو تعثر بمرور المكالمات والرسائل النصية أو عندما تتعطل خدمة الانترنت ...كل ذلك قد يستوعبه الناس بشكل اقل (وهذه نعمة وميزة مكونات وطبيعة الخدمة في شركات الاتصالات ) وبالمقابل قد لا يتحمل الناس العطل المؤثر على الانطفاءات لو حصلت بشكل عارض لدى شركة الكهرباء.. وتلك ضريبة تتحملها نظير أهمية الخدمة .. ومع أن المقارنة مع الفارق في المقومات والأسس للمشاريع الرأسمالية والعمليات التشغيلية ولكن الأصل هو الخدمة...و ربما عشم الناس وتطلعاتهم للكهرباء على انها عماد وأساس الحياة المدنية المعاصرة والتي يعتبر فقدها ولو بشكل جزئي أوعارض مما يصيب الناس صغيرهم وكبيرهم بحالة انزعاج قد يتطور لدى البعض ممن نشأوا وولدوا على المصباح والماء الباردالى حالة استياء عام ..وهم لا يلامون ... ولكن بنفس الوقت نقول لهم فقط نظرة إنصاف واستشعار لماهية الظروف .... تلك كانت نظرة واقعية بعيداً عن اى مزايدات أو تحامل.. والله الموفق سليمان المشاري كاتب سعودي [email protected]