مغلق للصلاة كلما مررت بمحلات شارع التحلية أو ذلك السوق الصغير المشهور في جدة، ووجدت نساءً ينتظرن فتح المحلات، وشباباً يزدحم للفرجة والمعاكسات، وقت صلاة العشاء بالذات ، تفكرتُ في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع)! المشكلة في ازدياد، فتفلت الشباب والشابات يتفاقم في الأسواق، وعلى عينك يا تاجر! والوضع مقلوب كأن الوقت للاختلاط وليس ساعة عبادة تنهى عن الفحشاء والمنكر! وبعض الأئمة يطيل الصلاة. وكثير من المحلات تُغلق أبوابها لنصف ساعة أو أكثر رغم أن مدة الصلاة أقل من ذلك بكثير! ولا أدري لماذا لم ننتبه لاستحباب تأخير صلاة العشاء حتى قبيل منتصف الليل! وقبل أسبوع فتحت جريدة الحياة ملف إغلاق المحلات أثناء الصلاة وهو شيء تفردنا به عن بقية العالم الإسلامي. وسابقاً طرحت جريدة الشرق الأوسط اختلاف الفقهاء، فذهب بعضهم إلى أن الإغلاق لكل الصلوات سمة للدولة الإسلامية في حين رأى آخرون أنه أمر غير واجب دينياً. قال أستاذ فقه بجامعة الإمام الإغلاق للصلاة يدخل في باب المصالح المرسلة ويعني الأنظمة القابلة للتعديل وفق مصلحة الناس، وشرعاً مرتبط بصلاة الجمعة. والآية الكريمة حددت بشكل قاطع الوقت المنهي عن البيع فيه وهو وقت صلاة الجمعة فقط. وبالتالي الإغلاق للصلوات لم يرد الأمر به في القرآن ولا السنة، ولم يُطبق في عهد الصحابة ولا التابعين، وإنما طُبق في السنوات القليلة الماضية. ثم إننا جميعاً نؤمن أن القرآن الكريم أنزله العليم القدير كاملاً ليس فيه نقصان ولا زيادة حتى بحرف. فكيف ابتدعنا تعميم المنع على جميع أوقات الصلاة، وكيف نوقف أصحاب المحلات المخالفة؟ وفقاً لإحصائيات هيئة الأمر بالمعروف بلغت مخالفة العبادة 230 ألف مخالفة خلال عام واحد تمثل 76.7 في المئة من إجمالي الوقوعات، وعدد الموقوفين كان 25 ألفاً ! أما مجلس الشورى فقد طلب دراسة قضية إغلاق المحلات للصلاة من الجهات ذات العلاقة وهيئة كبار العلماء. وروى عضو الشورى د. الزيلعي أنه تعرض لمواقف صعبة بسبب إغلاق محطات الوقود للصلاة على الطرق السريعة لمدة طويلة. ولو كان الهدف إلزام العاملين بالصلاة، فجميعنا يعلم أن غالبيتهم لا يؤدون الصلاة، إما يبقى داخل محله أو يتسكع خارجه، أو هو غير مسلم أصلاً. عضو آخر رأى ضرورة تأخير أذان صلاة العشاء لإتاحة الوقت للناس للتبضع ليلاً. نوكل الأمر لأهله ونناشد هيئة كبار العلماء لدراسة الموضوع ومعاينة الأسواق. قرار إغلاق المحلات للصلاة كان يهدف لبناء مجتمع مسلم يحافظ على أداء الصلوات ولم يدر بخلده الوضع المؤسف الذي نحن عليه الآن! دلال إبراهيم زهران