طفلك ونظرية التطور النفسي الاجتماعي نظرية اريك اريكسون حول التطور النفسي الاجتماعي واحدة من النظريات المهمة التي تحلل بمنطقية علمية مراحل نمو الانسان ومؤثرات تكوينه الشخصي والسلوكي.. والنظرية تتفق من حيث المبدأ مع نظرية التحليل النفسي لفرويد لكن اريكسون يؤمن بان شخصية الانسان تتطور عبر مراحل متسلسة وان التجارب الاجتماعية تؤثر في تشكيل واعادة تشكيل هذه الشخصية ..احد اهم عناصر نظرية اريكسون هو تطور -هوية الذات- , وهوية الذات هي الادراك الواعي للنفس الذي نطوره من خلال التفاعل والتواصل الاجتماعي, واريكسون يعتقد ان هويتنا الذاتية تتغير باستمرار نتيجة لتعرضنا لتجارب ومعارف جديدة..بالاضافة الى هوية الذات اريكسون يعتقد ان الشعور بالكفائة تعمل على تحفيز السلوك والفعل, ويرى ان كل مرحلة تبعث في الفرد القوة لكي يصبح مناسب ومؤهل لشغر موقع ما في الحياة, فاذا تم معالجة المرحلة بشكل جيد فان الفرد سيشعر بنوع من التحكم وادارة حياته بشكل افضل وهذه كثيرا ما يشير اليها اريكسون ب نوعية او قوة الذات. بينما اذا لم يتمكن الفرد من ادارة المرحلة بشكل جيد نظرا لعدم وجود بيئة محفزة مثلا فان الفرد سيعترية مشاعر الضعف والوهن والاحساس بالفشل.. واريكسون يعتقد ان الناس في كل مرحلة يمرون بتجربة \"الصدمة\" او الصراع وهذا يعتبر تحول كبير في تطور ذواتهم. ويضيف ان هذه الصدمات او الصراعات تتمركز اما حول تطور نوعي لسايكلوجية الفرد او الاخفاق في تطوير قدرات نوعية. وخلال هذه التجارب فان امكانية تطوير شخصية الفرد ونموها بشكل ايجابي او ربما سلبي احتمال تقرره البيئة المحيطةا... المرحلة الاولى للنفسية الاجتماعية- الثقة مقابل الشك المرحلة الاولى حسب نظرية اريكسون الخاصة ب تطور النفسي الاجتماعي تحدث بين الفترة من الولادة الى العمر سنة ويعتبرها المرحلة الاهم في حياة الانسان وذلك لان الطفل يكون بشكل تام اتكالي وغير مستقل..وتطور الثقة لديه تعتمد على نوعية ووثوقية من يقدم الرعاية له. فاذا استطاع الطفل تطوير ثقته فانه سيشعر بالامن والرضى بينما اذا ما حرم من العاطفة او عومل بمزاجية متقلبة او قوبلت رغباته بالرفض فان ذلك سيساهم في تدني احساسه بالثقة بنفسه ولذلك فان اخفاقه في الشعور بالثقة سوف ينتج عن ذلك خوف وسيعتريه ايمان عميق بان العالم الذي يعيش فيه غير امن وانه لذلك لا يمكن التنبؤ بما ستؤل اليه الامور.. المرحلة الثانية النفسية الاجتماعية-الاستقلالية مقابل الحياء والشك المرحلة الثانية تحدث خلال حياة الطفل المبكرة وتكون مركزة حول تطوير الطفل مشاعره المرتبطة بالتحكم في شخصيته..وكما يعتقد فريويد فان اريكسون يؤمن بان تدريب الطفل على استخدام الحمام يعتبر جزء مهم جدا في هذه العملية, ويؤمن اريكسون بخلاف فرويد ان تعلم الطفل التحكم في عمل وظائف جسده ستقود الى الشعور بالقدرة على التحكم والشعور بالاستقلالية وهذه مهمة للشعور بالرضى والثقة.. وكذلك تحكم الطفل في تقرير الطعام الذي يرغب في تناوله باستقلالية او اختياره للالعاب او الملابس هذه مؤشرات على ان الطفل يشعر بالامن والرضى والثقة بينما من لا يعمل وفق هذه الالية فانه في الغالب ينتابه الشعور بالدونية والشك والخجل.. المرحلة الثالثة:المبادرة مقابل الشعور بالذنب خلال سنوات ما قبل المدرسة يبدأ الاطفال في تأكيد قوتهم وسيطرتهم من خلال توجيه اللعب والنشاطات الاجتماعية الاخرى, والاطفال الذين ينجحون في هذه المرحلة يشعرون بالقوة والمقدرة في قيادة الاخرين, بينما الاطفال الذين يخفقون في اكتساب هذه المهارات يغمرهم الشعور بالذنب والشكوك ويفتقرون لدافعية روح المبادرة,,طبعا نجاح الطفل في تحقيق ذلك يتوقف على الدعم الابجابي ونوعية التنشئة التي يوفرها له والديه ومحيطه الاسري.. المرحلة الرابعة المثابرة في مقابل الدونية هذه المرحلة تغطي المرحلة الدراسية المتقدمة أي من تقريبا العمر الخامس الى الحادي عشر. فمن خلال التفاعل الاجتماعي يبدأ الاطفال بتطوير مشاعر الفخر بمنجزاتهم الدراسية وبقدراتهم..والاطفال الذين يجدون الدعم والتشجيع من اهاليهم ومدرسيهم فانهم يطورون مشاعر واحاسيس تنافسية تدفعهم الى مزيدا من البذل وتمنحهم المزيد من الثقة بالنفس..بينما الاطفال الاقل حظا في مسالة الدعم والتشجيع نجدهم حسب اريكسون يطورون مشاعر سلبية عن ذواتهم وبالتالي لن يتقدمون دراسيا وقد يترتب على ذلك معاناة والام واحباطات تشعرهم بالدونية التي ستشل فيهم الهمة والقدرة على التفكير الصحيح.. المرحلة الخامسة: الهوية مقابل الحيرة والارتباكة • اثناء مرحلة المراهقة والشباب, الاطفال يكتشفون استقلاليتهم ويطورون احاسيسهم حول الذات, فهؤلاء الذين يجدون دعم وتشجيع ايجابي خاصة فيما يتعلق بسلوكهم الشخصي سوف يخرجون من هذه المرحلة وهم معتزين بذواتهم وتغمرهم مشاعر البهجة والاستقلالية والقدرة على التحكم, بينما الاخرين ممن لازالو غير متأكدين من ايمانياتهم او قناعاتهم حول ذوائهم فانهم سوف يبقون خائفين ومرتبكين حول انفسهم والمستقبل. المرحلة السادسة : الالفة مقابل الانعزال هذه المرحلة تغطي فترة النضوج المبكر عندما يكتشف الناس علاقاتهم الشخصية. يؤمن اريكسون انه من الاهمية بمكان ان يطور الناس علاقات وثيقة وصادقة مع الاخرين, فالناجحين في اقامة علاقات جيدة سوف يطورون صداقات وثيقة وامنة وبالتالي سوف ينجحون في حياتهم العملية والاجتماعية, ويؤكد اريكسون بان كل مرحلة تعتمد على المهارات التي اكتسبت في المرحلة السابقة غير انه بخلاف فريويد الذي يعتقد ان تجاربنا المريرة او الجيدة التي مررنا بها في مراحل نمونا المبكر تبقى منطمرة في اللاوعي لكنها تظل تسيطر وتوجه الكثير من سلوكياتنا, بينما اريكسون يتصور ان الانسان قد يتحسن اداءه بفعل تغير الظروف الاجتماعية التي ربما ساهمت سابقا في تشويه تصوراته عن ذاته.. د.سالم بن علي بن سالم موسى جامعة الملك خالد كلية اللغات والترجمة [email protected]