كن إنسانا أولا ولتكن بعد ذلك ماشئت الخلق الرفيع والمبدئ الإنساني حجر زاوية وضعه من قال الله فيه: \"وإنك لعلى خلق عظيم\", حتى أنه جعل من تلك المبادئ والقيم علة في مبعثه حينما قال صلى الله عليه وسلم:\"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق\" فلا يستقيم الدين ولا تزين الدنيا إلا بالأخلاق الرفيعة والمبادئ السامية,والتي تشتد حاجة الناس إليها اليوم كما كانت بالأمس وكما ستكون غدا, في البيت والشارع والعمل وفي كل مكان وكل منحى من مناحي الحياة...فالأخلاق كالماء هو حياة للأجساد وهي حياة للقلوب والأرواح. وإنما الأمم الأخلاق مابقيت...فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا وكما تشتد الحاجة للماء وتزيد قيمته في أوقات ومواضع,فكذلك الأخلاق والقيم الإنسانية تشتد الحاجة إليها وتتضاعف اللهفة عليها في أوقات ومواضع...ولا أرى موضعا أشد حاجة إليها من وزارة الصحة والمستشفيات والمراكز التابعة لها والتي للقيم الإنسانية فيها من القيمة ما للماء في الصحراء. فتحية لأطبائنا السعوديين الكرام الذين أثبتوا كفائتهم العلمية والطبية وقبلها الأخلاقية والإنسانية,وعلى رأسهم معالي وزير الصحة الدكتورعبدالله الربيعة,الذي نأمل هذه المرة أن يؤسس لتوأمة مثالية بين وزارة الصحة والمبادئ والقيم الإنسانية. وأثني بالتحية والثناء والتقدير لسعادة مدير عام الشئون الصحية بالباحة الدكتورعبدالحميد بن سفر الغامدي , والذي أدار مديريته بإنسانية سبق وعالج مرضاه بمثلها فأضاف للعمل الإداري مسحة إنسانية نبيلة كانت شبه مفقودة في صحاري من البيروقراطية القاحلة خالد علي الزهراني