الرهاب العقلي أول ما يتبادر إلي ذهن المتلقي أن الرهاب هو الخوف الذي يسببه عامل خارجي لكن ما أقصده هنا هو خوف داخلي ينبع من شخصية المصاب لذا تجده لا يعلم بما يصيبه من بلادة وغباء وعدم إستيعاب لبعض الحقائق او تفسيرها , تجده يتلقى المعلومات من البعض دون ان يحاول فهم فحواها بل يصبح كذاكرة الحاسب تخزن دون تميز وتسترجع دون تحليل جزء من دماغ هذا الشخص لا يعمل او معطل تماما . إنتشر بين مجتمعنا الخائفون من التفكير والتحليل والمناقشةكأنه يشعر انه لو اعطى عقله حقه في ذلك فانه سيجد نفسه أصبح ضيفا خفيفا على مستشفى الأمراض العقلية , فكل من يفكر بتعمق هو مجنون من نوع خاص. أيضا تجد الطلبة في المدارس يتلقون المعلومات في المناهج كأنها كتاب منزل لا نناقشه وانما نقول سمعنا وأطعنا فلا تسال كيف فقط احفظ واسترجع حتى أصبح منظر البلادة حاضرا في مدارسنا بكافة مراحلها بلا منازع. يا ترى متى نفهم ونستنتج ونحلل ونناقش ونجرب كل معلومة حصلنا عليه من كتاب او عالم او مفكر او حتى من التاريخ نفسه , الغريب ان تجد البعض ممن يتسم بالفهم والمعرفة يتعامل مع الأحداث التاريخية وكانها أحداث مقدسة لا يمكن نقدها وإنما التامل في عظمتها فقط , هل من كان قبلنا هم أفضل منا ولذلك لايخطئون ولا يشوب أفعالهم زلل! إن التاريخ هو حياتنا بعد زمن معين واذا كانت حياتنا قابلة للنقد فلا يغير من ذلك مرور الوقت عليها ولو كان دهرا طويلا. أننا نحتاج ان نساعد ابنائنا على المناقشة والتحليل والمجادلة في كل مايرونه لكن بحدود المنطق والحياد لان ذلك لا ينتج فقط عقول تعمل لمستقبلهم ولكن هذا الوضع هو الوضع الصحي الحقيقي للإنسان على مر العصور لذلك يجب إستعادته . شرايف النعماني