روى سياح قادمون من التيبت أمس الثلاثاء ان شبانا تيبتيين غاضبين انهالوا ضربا ورشقا بالحجارة على صينيين واضرموا النار في متاجر قبل ان يعيد الجيش فرض الهدوء في لاسا عاصمة التيبت. وقال جون كنوود الكندي البالغ من العمر 19 عاما لوكالة فرانس برس "فجر التيبتيون غضبهم ضد الصينيين والمسلمين" واصفا مشاهد اتسمت بالعنف الشديد. وذكر كنوود وسياح اخرون وصلوا في طائرة الثلاثاء الى كاتماندو عاصمة النيبال ان مجموعات من الشبان انهالت بالضرب على صينيين يعتبر التيبتيون ان وصولهم باعداد غفيرة الى المنطقة يهدد ثقافتهم واسلوب عيشهم. وقال كنوود انه رأى الجمعة اربعة او خمسة تيبتيين يضربون ويرشقون بالحجارة "بدون اي رحمة" صينيا يركب دراجة نارية وتابع "في نهاية الامر رموه ارضا وراحوا يضربونه بالحجارة على رأسه الى ان فقد الوعي. اعتقد ان هذا الشاب قتل" بدون ان يكون متأكدا من ذلك. واعلنت الحكومة التيبتية في المنفى الثلاثاء ان الحصيلة المؤكدة لاعمال العنف الاخيرة في التيبت ارتفعت الى 99 قتيلا فيما اكدت بكين من جهتها مقتل 13 شخصا من "المدنيين الابرياء" مؤكدة ان قواتها لم تطلق النار لوقف اعمال الشغب. وقال كنوود ان التيبتيين "كانوا يرشقون بالحجارة كل من يعبر امامهم". واكد سائح اخر سويسري هو كلود بالسيجر (25 عاما) ان "الشبان كانوا يتحركون والشيوخ يشجعونهم مطلقين عواء كالذئاب. كانوا يتعرضون لكل من يوحي مظهره بانه صيني". وقال "هاجموا مسنا صينيا كان يعبر على دراجته. ضربوه بعنف بالغ على رأسه بحجارة وتدخل شيوخ تيبتيون لوقفهم". وروى كنوود مشهدا مماثلا جرى خلاله انقاذ صيني كان يتوسل مجموعة تيبتيين يهددونه بالحجارة. وقال "كانوا يركلونه على ضلوعه وكان وجهه مدمما حين وصل رجل ابيض (..) فساعده على النهوض وكان حولهما حشد من التيبتيين يحملون حجارة بايديهم فابقى الصيني جنبه وقام باشارات في اتجاه الحشد فتركوه يقتاد العجوز معه بدون التعرض لهما". وعند سماع روايات السياح هذه وصف متحدث باسم الحكومة التيبتية في المنفى اعمال العنف هذه بانها "ماسوية جدا". وقال في اتصال هاتفي بوكالة فرانس برس ان التيبتيين "تلقوا تعليمات بعدم استخدام العنف في نضالهم". واندلعت التظاهرات في العاشر من اذار/مارس بمناسبة الذكرى التاسعة والاربعين لانتفاضة لاسا ضد الصين عام 1959. واستعادت السلطات الصينية السبت السيطرة على العاصمة التيبتية وامر الجيش السياح بلزوم فنادقهم حيث رووا انهم سمعوا طلقات نارية ودوي قنابل مسيلة للدموع. وسمح مجددا للسياح الاثنين بالتنقل غير انه كان يطلب منهم ابراز جوازات سفرهم عند نقاط تفتيش. وقال سيرج لاشابيل السائح الكندي ان "المتاجر كانت محترقة كليا وتم احراق البضائع كلها او القاؤها في الشارع. شاهدنا مباني عدة فارغة". واضاف كنوود "دمر الحي المسلم بالكامل، تم تحطيم كل المتاجر".