بأيِّ صبحٍ يا حياة نحتفي نطوف بالأحلامِ ونبتدي وننتهي كأنما الأحلامُ في الدجى جنائزُ البكورْ وقبرها السديمْ كالمنظر القديم في غياهبِ الأفولْ أمرُّ فوق خطوتي وأقتفي الأثر ولا أرى المنى ووعْدَها الجميلْ أسترفدُ الشتاءَ واللظى الجليدْ والصيف مُؤْذِنٌ بحرِّهِ الشديدِ , والربيع بالملالِ ضاق.. والجديبُ يشتكي والسَّبْقُ للسحابِ نحو عالمٍ خصيبْ والرِّيحُ والبروقُ والرعودُ والنذير وساكنُ القصورِ مثل ساكنِ القبورْ كلاهما عن غيره غني وقصَّةُ الأنا في وهمها السحيقْ ووقدةُ الضغائنِ التي يئنُّ من شقائها الذليلْ ويشتكي بهمسِه الخفيْ والريحُ حين أفزعتْ أيَّامَنا أثار هولُها مواكبَ الفهومْ من يقرأُ الزمانَ في الرشيدِ والمأمونْ والموطنِ الذي يتيه بالسموقِ حين كانت الأقلامُ والسيوفُ دولةً سلطانُها عزائمُ العقولْ ما جاءنا من يحفر السديمْ ؟ يستخرج الضَّياء للأملْ ويؤْثِرُ الأحبابَ بالمنى الأثيلْ من قبل عمرنا الطّعينْ وبعد صبرنا المهينْ لا الطَّلعُ غُصْنُه استقام في الحقول لا ولا الشرورُ تنطفي وأيُّ صوتٍ في مدينة الأشباح لا يباحْ والصمتُ قاربُ النجاةِ في مدائن الهوى والوهمُ حيلةُ المساءِ للصباحْ يَعيثُ في مضارب الغباء ما يشاءْ فيا ( سجاحُ ) اكذبي وزيِّفي سفائنُ المصيرِ في بحارها تصارعُ الغرقْ والمركبُ الصغيرُ لا يضيرُهُ المسيرْ لأن بحره الحجى وسيفه الندى لأنه اغتدى يصاحب الأخلاق بالضميرْ يحرِّر الأطيارَ من قيودها تطيرْ والوردُ من نسائم الخلود يُرسل العبيرْ والحبُّ نعمةُ الوئامِ حينما يطلُّ بالسلامْ والبغضُ غيهبٌ كئيبْ من ينقذُ الفداءَ من غلائلِ الأحزانِ والنَّحيبْ ومن لحكمةِ السماحِ يصطفي فالشمسُ بعد وهْجها ومدِّها وجَزْرِها تذوب في رمادها وتنطفي يقتاتها الظلامُ إنما تظلُّ شعلةٌ في الحرِّ والصقيعِ زيتُها يضيءْ فذاك مشعلُ الحياةِ إن دنا الرحيل تعود بالأنفاس والصدى منائرا تطاول الذُّرى تُعلِّم القُرى طبائع القِرى كأنها كواكبٌ أسماؤها الفخارْ في رحلة المهود والدهورِ لن ترى سوى الأطلالِ والرسومِ بعدنا هي التي تفي