تعاني أعداد كبيرة جداً من الفتيات من العضل الذي يعني منع الفتاة وحبسها عن الزواج لأسباب من قبل ولي الأمر سواء أكان الأب أو الأخ أو الخال أو العم أياً كانت درجة قرابته. وحول ما قد يترتب عليه من عضل هؤلاء الفتيات استطلعت (الندوة) آراء عدد من السيدات والفتيات فكانت الإجابات التالية: لم يعد للعمر بقية تقول (سعاد. ع) أنا فتاة أبلغ من العمر (35) عاماً متعلمة تعليماً عالياً تقدم لخطبتي ابن جارنا وهو على خلق ودين ومتعلم وغير مرتبط اعجبت بأخلاقه وحرصه على أمور دينه وحديث الناس عنه وعن طيبته، فتقدم للزواج مني ففرحت جداً جداً ولكن والدي رفضه رفضاً تاماً بدون أن يفكر في ذلك وفي مصلحتي معه وكان رفضه لأنه من غير أبناء القبيلة فجن جنوني وحاولت أمي أن تتدخل في الموضوع ولكنه طلب منها أن تبتعد عن هذا الموضوع وإلا سيكون الطلاق هو الفيصل بينهما، وبعد فترة علمت بأن الوالد كان قد رفضه لخوفه من فقد راتبي الذي يتسلمه نهاية كل شهر حيث لا يعطيني منه سوى ألف ريال من أصل عشرة آلاف ريال. وبقيت تحت رحمته ورأيه الذي هو بعيد كل البعد عن المصلحة العامة لي كفتاة تحلم بالزواج ولم يعد من العمر بقية. الوالد السبب!! وتقول (سلمى. ه) أبلغ من العمر (39) عاماً عن معاناتها من العضل: نحن ثلاث أخوات جميعنا معلمات وكنا قبل فترة طويلة لم نكن نعلم أن هناك من يتقدم للزواج بنا حتى تقدمت لأختي الصغرى صديقتها في المعهد طالبة أياها للزواج بأخيها اكتشفنا أن الوالد سامحه الله الذي نحبه ونحترمه كثيراً ونقدره ونمنحه رواتبنا الشهرية إلا أنه طمع في رواتبنا حيث لم يصرف علينا بالجملة إلا من رواتبنا جميعنا في ذلك. ولهذا يرفض كل من يتقدم لنا بدون سبب أو خوف إلا أنه لا يريد أن نترك المنزل حتىلا يخسر رواتبنا الثلاثة ولن يسمح لنا بالزواج ما دام على قيد الحياة ولذا حرمنا من زينة الزواج والإنجاب وتكوين أسرة سعيدة وكم نتمنى اليوم الذي يفارق هذه الدنيا بلا رجعة. أسباب عدة وأكدت الأستاذة تهاني عبدالله بكالوريوس علم نفس على خطورة عضل الفتيات ومنعهن من الزواج وأنه يشكل خطراً بالغاً علىسكينة واستقرار المجتمع، وأشارت إلى أنه من الدناءة والخسة أن يحرم الأب ابنته من حقها في الزواج لأجل أن يأخذ مرتبها. مشيرة إلى أن المتصرر الأكبر هنا هو الفتاة نتيجة للعضل لأنها الطرف الأضعف في هذه القضية، وأن العضل من قبل الولي يتطلب قدراً من الصبر والتفاهم والحوار والهدوء، وقالت بأن الشرع يرفض العضل في جميع الحالات. وأوضحت بأن من الأسباب التي تؤدي إلى عضل الفتيات هو عدم إلمام الأب أو الولي بأن الإسلام منح الفتيات المسلمات حق اختيار شريك الحياة وغالباً ما يكون العضل لأسباب اقتصادية وتارة يكون مجرد العناد، وأخرى يكون عقائدياً وأخرى يكون انتقاماً من الزوجة. العضل رواسب من الجاهلية ومن جهتها قالت الأستاذة فاطمة أحمد (تربوية) لا شك أن عضل الفتيات من رواسب الجاهلية وقد قرر الإسلام أن المرأة إنسان مبجل وكيان محترم، والعضل هو منع المرأة من الزواج من الخاطب الكفء إذا تقدم إليها أو طلبته ورغب كل واحد منهما في الآخر. وقد سمي العضل عضلاً لما يؤدي إلىامتناع الأولياء عن تزويج مولياتهم من الشدة والحبس والتشديد والتضييق والتأثير المؤلم بل المؤذي للمرأة في نفسها وحياتها وعيشها. فالظلم ظلمات يوم القيامة. ومن صور العضل المقيت أن يمنع الولي عن تزويج المرأة إذا خطبها كفء وقد رضيته وما منعها هذا الولي إلا طمعاً في مالها ومرتبها ...إلخ.