تحويل الأرض إلى جمرة حمراء ، وكرة من اللهب تحرق مكتسبات البلاد وقبلها إبادة العباد الذين طالبوا بالاصلاح ، وقمع الفساد، والعدالة الاجتماعية ، في ليبيا الوضع تجاوز الاحتقان إلى الاقتراب من نقطة الاشتعال واللاعودة ،تغذي ذلك دعوات فتح مخازن السلاح أمام القبائل للدفاع عن النظام ، وهذا السيناريو إن حدث فإن نذر الحرب العرقية قد تكون في تطور التشكل، وقبل أن تنمو هذه الفتنة وتكبر في رحم هذه الموجة الغاضبة ، على العقلاء تدارك ما ستؤول إليه الأمور فيما لو انزلق البلد في مستنقع الحرب الأهلية وهو ما تحاول جهات وأطراف عديدة تغذيته وتوظيفه لتخريب ليبيا. دقت ساعة العمل، أنا معي الملايين ، سنطهر البلاد من المخربين ، لم آمر بإطلاق الرصاص بعد، وسأحول ليبيا إلى جمرة حمراء لحرق المتآمرين ..هذه اللغة المتشنجة لا تعبر إلاعن (عليَّ وعلى أعدائي) كيف لا والقائد قال بالفم المليان أنا لست رئيساً ، أنا قائد ثورة وليس لدي إلا بندقيتي وسأحارب حتى آخر طلقة ورجل وقطرة دم ! ، ترى هل التصريحات جدية أم مجرد جس نبض وبالون اختبار ، ومناورة ذكية؟ الخوف من استخدام السلاح المحرم في حال تضييق الخناق على النظام ، تحرك الأممالمتحدة التي فرضت عقوبات دولية على نظام القذافي والمقربين منه وتجميد أموال هؤلاء، ورفع الحصانة عنهم ، وتحويل ملف مرتكبي جرائم ضد الانسانية بقتل المدنيين إلى المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي ، كل هذه الضغوطات الدولية اضافة إلى تصريح الرئيس الأمريكي باراك أوباما : على الزعيم الليبي معمر القذافي أن يتنحى الان ، وكذلك الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي طالب القذافي بالرحيل وحتى أقرب المقربين إليه رئيس وزراء ايطاليا سيلفو برلسكوني أشار إلى أن القذافي قد يكون فقد السيطرة على الوضع في ليبيا، وهكذا انفض الحلفاء من حول القائد ، فهل يدرك هذه الحقيقة الساطعة ويضع حد للأزمة وإراقة الدماء أم يصعد ويحول الأرض والشعب إلى أرض محروقة كما توعد وهدد؟.