لا يمكن تجاهل دور الشباب العربي في إحداث تغيرات جديدة على ساحة العمل الوطني في كل أجزاء الأرض العربية وقد راهن العديد من الناس على أن هذا الشباب العربي أصبح مسلوب الارادة والفعل المثمر لصالحه وصالح مجتمعه بفعل سيطرة أساليب العولمة السائدة الآن بعد تغير مسار اتجاه الشباب إلى الموضة والاعلان التجاري الاحتكاري والفنون الهابطة وإفساد الأخلاق وصرف الشباب عن همومه وهموم أمته والاتجاه إلى أمور هامشية وقتية لا تجدي نفعاً لهذا الشباب العربي، هذا كان رهان من يريد لشبابنا الضياع والذوبان فكرياً في عصر العولمة وقد خاب ظنهم بصرف الشباب عن قضايا هامة تمس حياتهم ومحيطهم الاجتماعي لكسر مقولة الشباب عماد الوطن ولكن الخير لايزال في أمة الاسلام وفي ظل هذه المتغيرات العالمية في الاعلام على مختلف أنواعه خرج الشباب العربي يطالب بحقوقه وحقوق وطنه بمحاربة الفساد والمفسدين والدعوة إلى أوطان ناهضة في هذا العصر المتسم بالشفافية وثورة المعلومات فلا مكان اليوم للاعلام المتخلف الذي لا يواكب معطيات العصر ولذلك نجد جملة من المؤشرات التي خرجت عن شبابنا العربي أخيراً تبشر بأن هذا الشباب حي يتفاعل مع كل ما هو مفيد وان تجاهله هو عنوان تدهور الأمة واستمرار الأخطاء ، وبالتالي رسوخ الظلم وقد فات الكثير ان المحرك الأساسي لعجلة النهوض الوطني في كل أمة هو الشباب اذا أرادت الأمة الحراك نحو التقدم الحضاري عليها الاهتمام بالشباب وتلبية مطالبه وتوفير أسباب العيش الكريم له بالقضاء على البطالة وتطوير التعليم والتعامل مع الشباب وفق وقع العصر الذي نعيش فيه واحتضان الشباب والاقتراب منه بالحوار المقنع الصادق الذي لا يمثل أساليب عقيمة لا تناسب واقع العالم اليوم لذلك انتهى عصر التلقين والاستماع من الشباب فقط دون المشاركة بالرأي في حوار مفيد لا توجد فيه خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها وعلينا احترام الحوار من الشباب مهما يكن هنا ترسخ القناعة عندما تواجه الحجة بالحجة الأقوى والمقنعة دون شطط وانفعال وتشنج مع توفر القدوة الصالحة لمن يحاور الشباب عندما يقدم آراء لا تصب في جدول الحق والحقيقة وعلينا الانتباه إلى أن الشباب يمكن أن يمثل ناراً ونوراً معاً وعلينا الوصول معهم إلى مصدر النور واطفاء حريق النار ولا يصح إلا الصحيح في هذا العصر المتغير والذي أعطى المعلومة في أي مكان من العالم وهذا يفرض علينا في عالمنا العربي تغير نهج اعلامنا الرسمي بأنواعه واصلاح تعليمنا والسير مع العالم واشاعة روح التعاطي مع شفافية المعلومة مهما يكن مصدرها فلا ضرر ولا ضرار من خلال اتاحة الفرصة لكل الأطياف الاجتماعية كما علينا ادراك أن شباب اليوم غير شباب الأمس بعد سيادة عصر جديد اضاف متغيرات جديدة لا تسير مع ما كان سائداً قبل عام أو أعوام والمشاهد الحية نشاهدها اليوم حمى الله الوطن والمواطن من التخلف والفساد والمفسدين وعشت ياوطني قوياً شامخاً أمام عواصف المستقبل القادمة واللهم اجعل شبابنا عماداً وقوة لوطنهم بالنفع والفائدة المرجوة منهم.