سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
النهي عن الصلاة في المقامات الأربعة لأنها تسبب العنصرية لدى دخول الملك المؤسس العادل المسجد الحرام :
بشارة الملك عبدالعزيز للعالم بنقل المعدات فوراً إلى مكة لبدء التوسعة
كنا قد استعرضنا في الحلقات الماضية مسيرة بناء وعمارة المسجد الحرام وما شهده من الأعمال التي أعقبت البناء الأول الذي شيده أمير المؤمنين الخليفة الفاروق في عام 17ه والمتمثلة في إقامة سور حول المطاف دائري الشكل وله أبواب شارعه على الكعبة الشريفة ووضع رضي الله عنه على ذلك السور المصابيح ليتمكن زائروالمسجد من الطواف حول الكعبة ليلاً , فكانت تلك العمارة بمثابة التوثيق على الحدود التي حددها قصي بن كلاب حول الكعبة والأساس الذي سار عليه من بعده ,ثم شهد المسجد ما شهد من إصلاحات وترميمات نتيجة السيول التي وقعت منذ عمارته الأولى الى جانب ما تعرض له المسجد من حوادث حريق قضت على أجزاء كبيرة منه مما أدى الى تغير كامل في شكله ومساحته التي لم تكن أيضا في تلك الفترة تستوعب ما يشهده الحرم من أعداد متزايده عاما بعد آخر. ونتيجة لهذه الأسباب تغيرت وتبدلت ملامح عمارات سابقة من تلك العمارات المتلاحقة التي قام بها بعض الخلفاء الراشدين في العهد الأموي والعباسي وكذا ما شهده المسجد الحرام خلال العصر العثماني الذي كان يعرف باستخدامه فنون العمارة الإسلامية الحديثة وبالتالي فقد كانت تلك العمارات التي سبقت سواء من حيث الشكل أوالمساحة والأبواب التي تشهد بالطبع الزيادة من حيث عددها حيث توقفت مساحة المسجد الحرام عن الزيادة والتوسعات عند ذلك الحد الذي جعله الخليفة المقتدر بالله ولم يشهد بعده أي عمليات توسعة سوى تلك التي عرفت بعمليات الإصلاح والترميم في المسجد, ولكن مع تلك الفترة الطويلة التي تجاوزت عدة قرون لم يتوقف البناء حول المسجد الحرام بما في ذلك سفوح الجبال المحيطة بالحرم بل إن التوسع العمراني خلال تلك الفترة جعل المساكن تلتصق بالمسجد الحرام من جميع الجهات مما جعل تلك الطريق التي بجوار المسعى أخذت تضيق بحيث لا تسع سالكيها لما بها من الحوانيت والدور التي تعلوها وبدأت تضيق أعداد الوافدين الى مكة وكذا الارتفاع الملحوظ لأعداد الحجاج نتيجة التطور المذهل الذي شهد قطاع المواصلات سواء البرية والبحرية والجوية والتي بعدها أصبح الحرم يستقبل أعداداً كبيرة جدا من الحجاج فكثر العدد واشتد الزحام داخل وخارج بيت الله الحرام, حيث توقفت مساحة المسجد لأكثر من مائة عام لم يزد شبراً واحداً في مساحة الحرم. حتى جاءت البشارة السارة من ارض طيبة الطيبة والتي كانت تشهد تلك الفترة 1370ه أعمال توسعة بالمسجد النبوي حيث استقبل أهالي وسكان مكة وكافة المسلمين في 5/1/1375ه عبر موجات الأثير في الراديوذلك البلاغ الرسمي الذي أذيع في تلك المناسبة بصدور الأمر السامي والذي يقضي بنقل كافة الآلات والمعدات التي استخدمت في مشروع توسعة المسجد النبوي الى مكةالمكرمة للشروع فورا في عملية توسعة المسجد الحرام. فلم يكن ذلك الأمر بالقرار المستغرب من الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله مؤسس وحدة هذه البلاد الطاهرة والتي شهدت قبل العهد السعودي حاضنة الحرمين الشريفين حقبة زمنية عصيبة مرت بها الديار المقدسة دامت قروناً من النهب والسلب وهتك العرض وقطع الطريق أمام قوافل الحجيج بالإضافة الى ما لحق بالحرمين الشريفين من الخراب والإهمال. حتى جعل الله لهذه الأرض المباركة من يوحد صفوفها من أبنائها ويعم الأمن في أرجائها ويحكم بكتاب الله وسنة رسوله ويعمر بيوت الله فيها. واستطاع الملك العادل كما كان اهل مكة يسمونه بهذا اللقب ان يرسي الثوابت الراسخة في خدمة الحرمين الشريفين وما بهما من الأماكن والمشاعر المقدسة والسهر على راحة وامن قاصديها ممن هم ضيوف الرحمن ولمكانة المملكة العربية السعودية حاضنة البيتين الشريفين والمشاعر المقدسة حرصت على تقديم العديد من الانجازات التي تعد اكبر المشاريع العملاقة المسخرة لخدمة الحجاج والزوار والمعتمرين, رعاية واهتمام في غرة العهد السعودي وتأتي عناية الملك عبد العزيز بشؤون الحرمين الشريفين في قمة اهتمامات وأولويات الملك المؤسس حيث أولى رحمه الله بيوت الله من الإعمار والاهتمام الشيء الكثير. وانطلاقاً من هذا الاهتمام أصدر جلالته أوامره الكريمة بتنفيذ بعض الإصلاحات وعمليات الترميم والمتمثلة في: | نهى الملك عبد العزيز رحمه الله عند دخوله الى مكةالمكرمة في عام 1343ه من الصلاة في المقامات الاربعة كجماعات متفرقة لما كانت عليه في السابق كونها من البدع ومن اسباب العنصرية والتفرقة بين المسلمين على ان تقام الصلاة داخل الحرم جماعة. | شكل الملك عبدالعزيز رحمه الله في العام نفسه إدارة خاصة بشؤون المسجد الحرام تكون مسؤوليتها المتابعة والإشراف والمراقبة لما يحدث بداخل الحرم وتتولى إدارة شؤونه والعاملين فيه وتسمى:مجلس ادارة الحرم وكان اول من تولى ادارة هذه الدائرة السيد هاشم بن سليمان بن احمد نائب الحرم . | قام الملك عبدالعزيز رحمه الله في عام 1344ه ببعض الأعمال العاجلة والتي تحتاج الى الترميمات والاصلاحات لتضرر المسجد الحرام وقاصديه منها فكانت تلك الاعمال تعرف بعملية صيانة شاملة لكافة الاجزاء والمواقع الخربة تتطلب الاصلاح سواء تلك التي في جدار المسجد وأرضياته وأعمدته والأروقة والمماشي وما يعرف بحاشية المطاف حيث تم ترخيم كافة أرجاء المسجد الحرام وتجديد ما كان به من الدهان بدهان جديد وإصلاح كافة ابواب المسجد الحرام وأرضياته والأروقة. | قام الملك عبدالعزيز في 1343ه بكساء الكعبة المشرفة بكسوة من (القيلان) كان قد طلبها خصيصا من العراق طلبها الشريف الحسين بن علي في عهده وحفظت تلك الكسوة بسبب قدوم المحمل المصري بالكسوة المعتادة. | حين خربت بعض الخرزات بعين زبيدة في 16/3/1344ه وانقطع الماء عن مكة وسكانها قرابة الثلاثة اشهر نتيجة تعرضها لسيل جارف الحق بالخرزات الضرر اصدر الملك عبدالعزيز رحمه الله اوامره بتعمير عين زبيدة فورا على نفقته الخاصة حيث تم ارجاع الماء في شهر جمادى الآخرة من نفس العام. | اراد الملك عبدالعزيز حينما انشأ في عام 1345ه السبيل الكائن خلف حجرة الاغوات من الجهة الجنوبية لبئر زمزم القديم بجوار السبيل القديم ان يستعين بالطرق الحديثة التي كانت قد عرفتها بعض البلاد الاخرى لجلب الماء عبر مواسير حديدية بواسطة مضخات حديثة لتزداد كمية الماء المستخرج من البئر ليشرب كافة الحجاج منها وقد تم احضار الفنيين والالات الخاصة بالعمل وبدأ فعلا الا انه سرعان ما اوقفه جلالته بسبب ما أشاعه المستفيدون من بيع الماء بان هذه العملية سوف تنضب البئر الى جانب العديد من وسائل الحيله التي من خلالها أوقف ذلك المشروع الخيري. | أمر جلالة الملك عبدالعزيز سنة 1345ه بفرش ورصف شارع المسعى بحجر الصوان المربع وبالنورة وهذبت جانبي الشارع وكان ذلك الشارع هو اول شارع رصف بمكة . | في عام 1345ه تبرع أحد التجار الهنود من أهالي رانكون ( داود أتبا ) بماكينة كهربائية كبيرة للحرم فأمر الملك بضمها للقديمة وتم تشغيلها في عام 1346ه فازدادت إضاءة المسجد الحرام . | في عام 1346ه صدرت أوامر جلالته بعمل مظلات قوية ثابتة على واجهات الأروقة مما يلي الحصوة من الجهات الأربع وكانت من القلع الأبيض تشرع أيام أشهر الحج وصلاة الجمعة لوقاية المصلين من أشعة الشمس وحرارتها . | في عام 1346ه أصدر جلالته أمره بإنشاء دار خاصة لصنع كسوة الكعبة المشرفة بأجياد. | كما أمر بتجديد عموم اللمبات التي كانت بالمسجد الحرام وزيادتها فبلغت ( 1000 لمبة ) في ذات العام. | في عام 1348ه أمر جلالته بصرف عموم مرتبات خدمة المسجد الحرام من صندوق المالية وزاد في مرتبات البوابين والمؤذنين الضعف بعد انقطاع ريع أوقاف الحرمين التي ترد من الممالك الإسلامية . | في ذات العام أمر بإضافة عدة لمبات لوكس لأجل مضاعفة الإضاءة فأضيفت نحو30لمبة في قوة 3000 شمعة واستمر الحال عليها حتى عام 1349 ه. | أمر جلالته في ذات العام بشراء ماكينة كهربائية قوية فضمت للثانية وزادت في إضاءة المسجد الحرام . | في عام 1350 ه أمر جلالته بوضع 6 شمعدانات على حجر إسماعيل وكانت من النحاس الأصفر وعمل على كل منها 3 أغصان وعلق على كل غصن مصباح كهربائي وعمل 26 أسطوانة في كل واحدة أربعة مصابيح كهربائية. | في يوم الأربعاء الموافق 28 ربيع الآخر من العام 1351ه أمر جلالته بإعادة القطعة المسروقة من الحجر الأسود إلى مكانها بعد حادثة الرجل الأفغاني وقد حضر جلالته إلى المسجد الحرام بنفسه ومعه جمع من العلماء وسدنة البيت العتيق وبعض كبار رجالات الدولة وعلى رأسهم معالي وزير المالية الشيخ عبدالله السليمان ومدير الأمن العام مهدي بك المصلح رحمهم الله فطاف وصلى خلف المقام ثم قام ووضع القطعة المكسورة في مكانها بيده الكريمة بعد أن حضر له معجون صنع خصيصاً لإلصاق القطعة بالحجر الأسود ثم دخل إلى الكعبة المشرفة وصلى ركعتين ودعا شاكراً الله على ما أولاه من نعم. | وفي ذات العام أصدر جلالته أوامره بوضع حرس عند الحجر الأسود والمقام والحجر | في عام 1352ه كسا الملك عبدالعزيز الكعبة المشرفة بأول كسوة تصنع بأيدي أبناء مكةالمكرمة في معمل الكسوة بحي أجياد واستمر تصنيع الكسوة بالمعمل حتى عام 1358ه ثم توقف لمجيء الكسوة من مصر. | وفي ذات العام أمر بإحضار ساعة كبيرة للمسجد الحرام ووضعت على دار الحكومة ( الحميدية ) وكانت ترى من مسافة بعيدة ويسمع صوت دقاتها في كل جهات المسجد وفي المدارس ووالدور التي حول المسجد وكانت ذات واجهتين إحداهما تطل على المسجد والاخرى على محلة أجياد وتضاء ليلاً بالكهرباء. | في عام 1353ه أهدى للمسجد الحرام نواب بهادر بالهند (الحاج سر محمد مزمل الله خان بهادر) ماكينة كهربائية عظيمة بجميع أدواتها (قطع الغيار) فأمر الملك عبدالعزيز بضمها للثالثة وفي رمضان من العام 1354ه تم تشغيلها فأصبحت إضاءة الحرم المكي تسر الناظرين. | في عام 1354ه أصدر جلالته أمره بإجراء عمارة عمومية للمسجد الحرام داخلياً وخارجياً فشكلت لجنة بأمر النائب العام لجلالة الملك حينذاك الأمير فيصل بن عبدالعزيز فشملت إزالة الأتربة التي بالحصاوى وطلاء الأساطين النحاس الواقعة حول المطاف ومقام ابراهيم والمقامات الاربعة والاروقة كل على حسب لونه المناسب وأصلح الفرش الحجري حول المطاف ونظفت القباب وأصلحت الأبواب ورخم عموم المسجد الحرام من داخله وخارج الابواب وبيت زمزم. | في عام 1363 ه أمر جلالته بصنع كسوة داخلية للكعبة المشرفة. | وفي نفس العام أمر بصنع باب جديد للكعبة مصفحا بالذهب والفضة وقد تم الانتهاء منه وتركيبه في عام 1370ه ووضع القفل عليه لصلاحيته. | في عام 1366ه أمر جلالته بتسقيف المسعى بدءاً من الصفا إلى المروة بعرض عشرين مترا ونصف وكانت من ألواح الصاج الثخين . | وفي العام نفسه أمر جلالته بإصلاح وتجميل الطوق القديم للحجر الأسود. | في عام 1370 ه اشترى الملك عبدالعزيز عين الجديدة وأدخلها إلى مكة لسقيا أهلها وقاصدي البيت الحرام وسميت فيما بعد بعين العزيزية تخليداً لذكرى مجريها. | في عام 1373 ه أدخلت الكهرباء في المسجد الحرام ومكة بواسطة شركة الجفالي فأمر جلالته بإدخال المراوح الكهربائية بالمسجد الحرام . للتواصل يسرنا أن نتلقى أي معلومة أو فكرة أو صورة تاريخية قديمة، تثري هذه الصفحة، من قبل المهتمين بتراث مكةالمكرمة على هاتف 025201733 فاكس 025203055 [email protected]