لاتزال جدة تعاني من عدم التنظيم والحماية من الكوارث المتعاقبة وكأن أمين جدة لا يملك رؤية مستقبلية ولا يعرف معيار التخطيط للمدن الكبرى بل تعامل مع تخطيط جدة باعتبارها مدينة صغيرة غير قابلة للتغير والنمو وأنها ليست العاصمة الاقتصادية الأولى للبلاد ولذلك نجد جدة تغرق في بحر من الفوضى والخطورة المتنامية ولا نجد حلولاً تنقذ جدة ولازالت الاخطاء مستمرة نتيجة عدم تعلم الدروس السابقة وبناء استراتيجية جديدة فيها بعد النظر والاستفادة من الخبرات العالمية ويصاحبها المتابعة والمحاسبة معاً واليقظة والاخذ بالتجارب العالمية ومع هذا لابد من طرح مشاريع جدة في البنية التحتية على شركات عالمية معروف نشاطها ومنع التعاقد من الباطن واعطاء هذه الشركات العالمية حقوقها أولاً بأول حسب بنود العقود كما يستعان بخبرات عالمية تشرف وتخطط حتى نبعد عن المحسوبية وفساد الذمة والعمولة مع محاسبة من تسول له نفسه التلاعب بالعقود والتهاون فيها لأن في ذلك سمعة سيئة لبلادنا وانعدام الاخلاص كما حصل لفريقنا الكروي والمملكة دولة غنية تملك الأموال فماذا ينقصنا من المؤكد وجود خلل في التنفيذ من حيث عدم وجود الخبرة والاستشارة لأن كل عمل لا يسند إلى مختص مصيره الفشل في هذا العصر. كذلك يصفق للمنافق والمجامل ويخفت صوت من يجهر بالحق. وهذا العصر سمته العمل المؤسسي القائم على تبادل الآراء والبناء على البحوث العالمية ايهم نحن من ذلك لن يتم لنا النهوض والسير ضمن انسان هذا العصر في هذه الكرة الأرضية الا عن طريق المشاركة الجماعية والتعاون والوضوح والشفافية في كل عمل يمس الهم الجماعي والوطن واحد وكل مواطن ينتمي إلى أرضه عليه الاخلاص والتفاني من أجل الوطن والمواطن لاننا في سفينة واحدة كبيرة تحت مسمى (الوطن) الخيمة التي نستظل بها وجدة وغيرها ضمن منظومة الوطن علينا من الآن إزالة جميع المباني والمنشآت التي تقع على مجاري السيول واسناد المشاريع إلى شركات عالمية مع خبراء عالميين على مستوى عالٍ من السمعة كذلك أقول علينا تأهيل جهات مختصة في الكوارث لتلافي ما يحصل من أخطاء وقعت من قبل أمانات البلديات ومصلحة الارصاد والدفاع المدني والمرور وغير ذلك والأفضل أن تدمج في مركز عمليات واحد ففي بعض الدول نجد وزارة تحت مسمى (الحماية من الكوارث) فقد فشلت جهود هذه الجهات في التعامل المباشر مع كوارث جدة ففي أمطار جدة (الاربعاء) هذا العام شاهدت أنا بنفسي مع أسرتي حجم المأساة فمن الساعة السابعة حتى الثانية عشرة ليلاً لم أشاهد في التنظيم والارشاد إلا شباب في عمر الزهور مع غياب تام للجهات ذات العلاقة والحقيقة أنني فخور ومعتز بشبابنا وحبهم للتطوع لحماية الوطن وعلينا تشجيع هذه الظاهرة وفق الله الجميع إلى الخير.