الحياة واحداثها تقدم دروساً وتجارب من خلال الاستفادة والتعلم من هذه الاحداث المؤلمة حتى لا تقع الفأس في الرأس مرة أخرى كما حدث لعاصمة بلادنا الاقتصادية وعروس البحر الأحمر وأكبر موانئ هذا البحر الهام للعالم كافة لذلك حلت بجدة كارثتان كبيرتان أدتا إلى اضرار خطيرة والفارق الزمني بين الحدثين يمتد من عام 2009م حتى بداية عام 2011م وكانت الحادثة الاخيرة في هذا العام أشد وأكثر ضرراً بصفتي شاهداً عليهما بجدة وهنا أجد من المبرر طرح السؤال المنطقي والذي يحق لكل شخص من أبناء الوطن طرحه ماذا عمل المسؤولون عن الوطن عامة وجدة خاصة من أعمال تحفظ سلامة المواطن والممتلكات العامة والخاصة والطرق وكل شيء في جدة؟ ولماذا لم يتعلموا من التجربة الأولى أي كارثة جدة الأولى عام 2009م حتى يتلافوا ما حصل في الكارثة الاخيرة عام 2011م وأرجو أن تكون الأخيرة وأين الضمائر الحية والروح الوطنية وقبل ذلك مخافة الله والاخلاص في أداء واجبات الوظيفة المكلفين بها نحن لم نلمس أعمالاً نفذت في جدة من عام 2009م حتى الآن سواء بعض الكباري وتقاطع الطرق وهي في بداية التنفيذ ومنها ما تسبب في زيادة الكارثة الأخيرة على جدة هل لدى المهندسين في أمانة جدة وغيرها من مدن المملكة السعودية ضعف في المعلومات والمعيار العالمي بشأن تصريف المياه في المدن وإذا كان الجواب بنعم لماذا لا يتم الاستعانة بالخبرات العالمية في هذا الشأن في مجالات التعليم والتأهيل في الجامعات السعودية وكذلك في مجال التنفيذ لمشاريع تصريف السيول والمياه وهل لا يوجد لدينا شركات محلية لديها القدرة وفق معايير عالمية بهذا الخصوص اعتقد حسب المعطيات المتوفرة ومن ضمنها احداث جدة وغيرها من المدن اننا لا نملك الخبرة ولكن نملك المال لذلك علينا واجب الاستفادة من شركات عالمية مؤهلة في مجال تصريف المياه ومعروف اننا نشاهد مدناً كبرى في العالم يستمر فيها هطول الامطار على مدار الساعة ولا يحدث فيها اخطار للسيول وآثار الأمطار فكيف لا نأخذ خبرات هذه الدول واين نحن من العالم الآن لماذا لدينا عدم قدرة في مواكبة التطور في العالم؟ من المؤكد أن ذلك يعود إلى جملة من الأسباب وهي أولاً فساد الذمة عند البعض وضعف الخبرة والرؤية المستقبلية لدى بعض القيادات الإدارية التي تقود العمل وعدم توفر الاختصاص عندهم وهنا تحصل العيوب كذلك وجود قرارات فردية وهي هامة وهذه القرارات هامة تمس حياة الناس عندما تنفذ حسب رغبة شخص بذلك لا تبنى على استشارات فنية مختصة يكون مصيرها الفشل .. وإلى الحلقة القادمة نستكمل الموضوع.