أصدرت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مؤخراً ضمن سلسلة إصداراتها من الأعمال المحكمة طبعة ثانية جديدة من كتاب ياباني في مكة والذي يروي مذكرات الرحالة الياباني تاكيش سوزوكي والذي أسلم وسمي نفسه الحاج محمد صالح, أثناء زيارته لمكةالمكرمة وأداء مناسك الحج, وهي المذكرات التي ضمها كتابه باللغة اليابانية والذي صدر عام 1943م. وأصدرت المكتبة الطبعة الأولى من ترجمة هذه المذكرات ضمن احتفالات المملكة بمئوية التأسيس ووجدت قبولاً كبيراً من الأوساط الثقافية والأدبية داخل وخارج المملكة وخاصة عندما عرض بعدد من المعارض الدولية للكتاب. وهو الأمر الذي كان دافعاً, كما جاء في تصدير المكتبة للكتاب لإصدار طبعة جديدة منه, وقد حرص مترجم الكتاب الأستاذ الدكتور سمير عبدالحميد إبراهيم, واليابانية سارة تاكاهاش على إهداء هذا العمل إلى خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – يحفظه الله – مؤكدين في متن الإهداء أن زيارته لليابان عندما كان ولياً للعهد, كان لها أعظم الأثر في نفوس المسلمين اليابانيين, كما أنه الرجل الذي رسم الابتسامة على وجوه مسلمي اليابان بكرمه وسخائه. ويتضمن الكتاب تفاصيل رحلة مؤلفة إلى مكةالمكرمة, والتي كتبها بعد فترة من أدائه لمناسك الحج عام 1355ه الموافق 1937ه, وهو ما يجعله نموذجاً متكاملاً للنمط الأدبي المعروف بأدب الرحلات, تبدأ بمقدمة للمؤلف عن الإسلام ومبادئه, ثم مقدمة آخرى عن الرحلة, قبل أن يتطرق إلى الجوانب الجغرافية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والعمرانية. ورسم المؤلف في كتابة صورة للملك المؤسس المغفور له عبدالعزيز آل سعود, من خلال لقائه به عن قرب أثناء لقاءاته بوفود العالم الإسلامي التي قدمت للسلام علية في الحج, بالإضافة إلى تسجيل للمشاعر الإنسانية النبيلة التي شعر بها المؤلف خلال هذا اللقاء.