أطاح المنتخب الأسترالي بنظيره العراقي حامل لقب بطولة كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم من النسخة الحالية للبطولة وتغلب عليه بهدف نظيف بعد مباراة ماراثونية امس السبت على استاد جاسم بن حمد بنادي السد في دور الثمانية للبطولة التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة حتى 29 يناير الجاري. وجاءت المباراة حماسية ومثيرة واقتسم الفريقان السيطرة على مجريات اللعب خلال شوطي المباراة ولكن دون أن ينجح أي من الفريقين في ترجمة الفرص التي سنحت له إلى لغة الأهداف ، ليتم اللجوء إلى وقت إضافي على شوطين. وقبل نهاية الشوط الإضافي الثاني بدقيقتين خطف هاري كيويل هدف الفوز للفريق الاسترالي من ضربة رأسية إثر تمريرة متقنة من مات مكاي ليعبر بمنتخب بلاده إلى المربع الذهبي للبطولة. وخرجت جميع الفرق العربية من بطولة كأس آسيا ، حيث سبق وأن شهدت البطولة خروج منتخبات السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين والأردن وسوريا. ونجح المنتخب العراقي ، حامل اللقب ، في عبور الدور الأول للبطولة الحالية بشق الأنفس وعن طريق انتصارين غاية في الصعوبة أحدهما جاء عبر هدف في الوقت بدل الضائع وبقدم المدافع الإماراتي وليد البلوشي في مرمى فريقه ليفوز أسود الرافدين 1/صفر والفوز الآخر كان بنفس النتيجة في مواجهة فريق كوريا الشمالية. ولكن المنتخب العراقي فشل في الاختبار الأول له بالبطولة وسقط أمام نظيره الإيراني 1/2 في أولى مبارياته بالبطولة ليحتل المركز الثاني في المجموعة. وفي المقابل ، تأهل المنتخب الأسترالي لدور الثمانية بجدارة وعن طريق احتلال صدارة المجموعة الثالثة في الدور الأول للبطولة برصيد سبع نقاط. واستهل المنتخب الأسترالي مسيرته في البطولة بفوز ساحق 4/صفر على الهند ثم تعادل مع كوريا الجنوبية 1/1 وفاز على البحرين 1/صفر ليؤكد أنه أحد المرشحين بالفعل لإحراز لقب البطولة الحالية ، التي يشارك فيها للمرة الثانية فقط في تاريخه حيث انتقل الاتحاد الأسترالي للعبة من اتحاد منطقة أوقيانوس إلى الاتحاد الآسيوي قبل سنوات قليلة. وقبل مرور الدقيقة الأولى من المباراة أشهر الحكم القطري عبد الرحمن عبدو البطاقة الصفراء في وجه العراقي نشأت أكرم بعد تدخله بعنف مع هاري كيويل. وبدأت المباراة بضغط هجومي من جانب المنتخب الأسترالي الذي حاول تسجيل هدف مبكر يسهل من مهمة الفريق نحو تحقيق الفوز في الوقت الذي تكتل فيه الفريق العراقي في الدفاع لحماية مرمى محمد كاصد كاظم. ونجح علي حسين رحيمة في تحويل الكرة إلى ضربة ركنية ليحرم كيويل من الانفراد بمرمى فريقه قبل أن يخرج كاصد من مرماه لينقذ مرماه من هدف مؤكد. واستمرت المحاولات الهجومية من جانب الفريق الاسترالي خاصة عن طريق النشيط كيويل الذي سبب إزعاجا واضحا للمرمى العراقي. وجاءت أول فرصة حقيقية للفريق العراقي بعد مرور ربع ساعة بعد أن ارسل هوار ملا محمد كرة عرضية من الناحية اليمنى داخل منطقة الجزاء ليشتتها الدفاع الأسترالي إلى ضربة ركنية قبل ان تصل الكرة على رأس يونس محمود. وكاد المنتخب العراقي أن يربح هدفا بنيران صديقة عندما شن هوار مشوار مارثونيا من الجبهة اليسرى قبل أن يسدد كرة قوية اصطدمت بقدم مدافع أستراليا وكادت أن تسكن شباك فريقه ولكن الكرة مرت في النهاية إلى ضربة ركنية. وارتكب المدافع العراقي سامال سعيد خطأ فادحا عندما أرجع الكرة برأسه ضعيفة إلى حارس فريقه لينقض بريت هولمان على الكرة وينفرد بالمرمى ولكن تسديدته القوية مرت عالية من فوق الشباك لحظة خروج كاصد. وبعد مرور نصف ساعة من زمن المباراة تخلى أسود الرافدين عن التكتل الدفاعي وبدأوا في تطبيق سياسة الاندفاع الهجومي مما أحدث دربكة كبيرة أمام مرمى الحارس الاسترالي مارك شوارزر. وكاد تيم كاهيل أن يفتتح التسجيل للفريق الأسترالي في الدقيقة 37 ولكن تسديدته الرأسية مرت بالكاد بجوار القائم. وأنقذ محمد كاصد المرمى العراقي من هدف محقق قبل أربع دقائق على نهاية الشوط الاول بعد أن انفرد به مات مكاي وسدد كرة قوية تصدى لها كاصد ببراعة. وأهدر هاري كيويل فرصة هدف مؤكد للفريق الأسترالي بعد أن مر بغرابة من رحيمة وانفرد بمرمى كاصد قبل أن يسدد كرة قوية مرت بالكاد من فوق العارضة. وحصل يونس محمود على بطاقة صفراء قبل دقيقة واحدة على نهاية الشوط الأول للاحتجاج على الحكم. واقتسم الفريقان السيطرة على مجريات اللعب في الدقائق العشر الأولى من الشوط الثاني مع ميل الأفضلية بعض الشيء لصالح الفريق الأسترالي. وأهدر عماد محمد فرصة هدف محقق في الدقيقة 55 بعد أن انفرد بالمرمى إثر تمريرة سحرية من يونس محمود ، ولكنه سدد كرة قوية مرت مباشرة بجوار القائم الأيمن لمرمى شوارزر. وأنقذ كاصد المرمى العراقي من هدف مؤكد إثر قذيفة صاروخية من خارج منطقة الجزاء ، نفذها ميلي جديناك ولكن كاصدي تعامل مع الموقف بثبات. وكاد كيويل أن يسجل هدفا مباغتا للفريق الأسترالي ولكن رحيمة أبعد الكرة إلى ضربة ركنية في الوقت المناسب. وأجرى الألماني فولفجانج سيدكه المدير الفني للمنتخب العراقي تغييرا هجوميا بخروج مهدي كريم ونزول مصطفى كريم. وواصل كاصد تألقه في الدفاع عن عرين مرماه وتصدى لضربة رأس صاروخية من ميلي جديناك. وبمجرد نزوله كاد مصطفى كريم أن يحرز هدفا للفريق العراقي من ضربة رأسية قوية ولكن شوارزر أحبط مخططه بنجاح. وحصل جديناك على بطاقة صفراء في الدقيقة 67 لاستخدامه الخشونة مع يونس محمود. وكاد رحيمة أن يكلف بلاده الكثير ويحرز هدفا عن طريق الخطأ في مرمى فريقه عندما حاول تشتيت الكرة برأسه ولكن الكرة مرت بالكاد من فوق عارضة كاصد. وأجرى سيدكه تغييرا جديدا بنزول احمد ابراهيم خلف بدلا من سلام شاكر علي. وتصدى كاصد لفرصة هدف مؤكد قبل تسع دقائق على النهاية إثر تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء لبريت هولمان اصطدمت بأحد المدافعين وغير اتجاهها ولكن الحارس العراقي تصدى للكرة بثبات. وأشهر الحكم القطري البطاقة الصفراء في وجه باسم عباس لاستعمال الخشونة قبل أن يخرج هوار ملا محمد ويشارك علاء عبد الزهرة بدلا منه. وضاعت أخطر فرصة في المباراة للفريق العراقي إثر سلسلة من التمريرات لتنتهي الكرة بلمسة من عماد محمد ولكن الحظ حالف شوارزر ووجد الكرة تستقر بين أحضانه. ورد الفريق الأسترالي بهجمة مرتدة سريعة انتهت بدربكة أمام المرمى العراقي قبل أن تصل الكرة إلى كاصد. ومرت الدقائق الأخيرة من عمر الشوط الثاني دون أن ينجح أي من الفريقين في هز الشباك ليتم اللجوء إلى وقت إضافي على شوطين. وبعد مرور سبع دقائق من الشوط الإضافي الأول كاد الفريق الأسترالي أن يسجل هدفا رائعا عندما سدد ساسا اوجنينوفسكي كرة خلفية مزدوجة من داخل منطقة الجزاء ولكن جديناك حاول أن يكمل الكرة برأسه داخل الشباك ولكنه سدد فوق العارضة لتضيع فرصة خطيرة للكانجرو الأسترالي. وكاد علاء عبد الزهرة أن يخطف هدفا قاتلا للفريق العراقي في الدقيقة 101 ولكن لوكاس نيل تدخل في الوقت المناسب. وأهدر البديل سكوت مكدونالد فرصة هدف محقق في الثواني الأخيرة من الشوط الإضافي الأول بعد أن مرت تسديدته الرأسية مباشرة بجوار القائم. وفي بداية الشوط الإضافي الثاني رفض مصطفى كريم هدية علاء عبد الزهرة وفشل في التسجيل وهو على بعد ياردات قليلة من المرمى ، قبل أن يطلق نشأت أكرم قذيفة صاروخية مرت مباشرة بجوار القائم. وارسل مصطفى كريم كرة عرضية من الناحية اليمنى ولكن يونس محمود وعماد محمد فشلا في التعامل معها أمام المرمى. وخطف هاري كيويل هدف الفوز القاتل للمنتخب الأسترالي من ضربة رأسية مستغلا تمريرة في العمق من زميله مات مكاي ليصعد ببلاده إلى المربع الذهبي لكأس آسيا.