بالأمس القريب كنت مدعوا لحفل تكريم الأديب الراحل حامد حسين دمنهوري - رحمه الله - والذي أقامه مشكوراً نادي مكة الثقافي الأدبي في صالة العرض الخاصة بالمكتبة العامة ، وقد كان التكريم رائعاً إعداداً وتنظيماً وترتيباً ، وقد حضر الحفل أسرة المكرم ولفيف من أصدقائه وأقاربه ومحبيه ، وعدد من الباحثين وطلبة العلم ، وكان البرنامج برعاية وحضور رائد الثقافة والأدب معالي الأستاذ الدكتور والأديب والشاعر/ عبدالعزيز محيي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام. وقد بدأ الحفل بآي من الذكر الحكيم ثم توالت أحداث الحفل الخطابي والتي استهلها معالي الوزير بخطابه الشامل الضافي والذي لخص حياة المكرم ومسيرته الأدبية، وبعد انتهاء الحفل الخطابي بدأت الندوة والتي تضمنت مناقشة بحثين عن ما قدمه المرحوم للثقافة العربية ، وفي نهاية الحفل تم توزيع الدروع والهدايا. إلى هنا وكل شيء سار على ما يرام، إلا أنه وخلال سير الاحتفالية راودتني بعض الأفكار التي أزعجتني وسببت لي نوعاً من القلق فأثارت بعض التساؤلات في نفسي وكنت قد طلبت مداخلة لأستوضح تلك الأسئلة ولكن لضيق الوقت لم تتح لي الفرصة ولا لغيري مما جعل أسئلتي تخنقني وتسبب لي الغصة وهذا ما حداني لكتابة هذا المقال علّني اجد الإجابات على تساؤلاتي. وأسئلتي هي كما يلي: | هل التكريم يكون بعد الوفاة أم قبل الوفاة؟ | هل هذا تكريم أم تأبين؟ | لماذا لا يكرم المبدعون في وطننا العربي إلا بعد وفاتهم؟ | ماذا ينفعهم هذا التكريم إذا كان الباحثون في أطروحاتهم يذكرون أسماءهم ويردونها عشرات المرات أثناء العرض دون الترحم عليهم وهذا هو أقل ما يستحقونه في قبورهم ومراعاة لوجود أسرهم ومحبيهم، فنجد الباحث يتحدث عن المكرم ويقول وكان فلان وذكر فلان وأبدع وأشار فلان دون أن يترحم عليه بقوله رحمه الله علما أن ذلك الباحث قد نال درجة علمية على بحثه الذي كان عن تلك الشخصية. . ألا يستحق الترحم عليه؟ أوليس من الأدب أن نترحم على من ساعدنا للرقي في مستوانا العلمي ومركزنا الوظيفي؟ | أليس هذا نوعاً من الجحود ونكران الجميل؟ وخلل في الأدب الذي يحتفى به. لا أدري ماذا أقول وكيف أوصل ما يدور بخاطري للمسئولين للتأكيد أن الأدب في السلوك والتعامل الفعلي واحترام الآخرين من أهم الأمور وأن التكريم لا يكون فقط في الاحتفالات وعلى الموائد بل بإظهار الاحترام والتقدير للمحتفى به وإن لم يكن حاضرا فيجب استشعار وجوده، لنشعر وذويه بعلو قامته وإظهار قيمته أمام أهله وذويه وأفراد أسرته وأحفاده ليزيد من احترامهم وتقديرهم له ، وبذلك يزيدون من الترحم عليه والاستغفار له. رحم الله موتانا وموتى المسلمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.