في مناسبة مكية تعطرت بعبق ذلك الزمن الجميل وذكرياته التي تحتل مساحة مضيئة في الذاكرة جمعتني أوقات سعيدة مع ثلة من الأحباب ومن ضمنهم العمدة طلال بن حسان عمدة منطقة جرول بمكةالمكرمة هذا الرجل الذي يحمل كثيراً من صفات الشهامة ، ويعرف تقدير الرجال وقد تشرب من بيئته الحب والصفاء وله مكانة في قلوب من يعرفونه وأنا أتجاذب معه الحديث عن شؤون وشجون مهبط الوحي مكةالمكرمة كان يتحدث بعشق وروح عالية عن حب هذا البلد وكيف كانوا تربطهم صلات الصفاء والتسامح بعيداً عن الزيف والمداهنة وفي سياق الحديث جاء ذكر العم أحمد كعكي -رحمه الله تعالى - فقلت له أثرت الشجون ياشيخ طلال لقد أرجعتني سنوات فيها كثير من حبور المعاني الجميلة وذكرتني بتلك النماذج التي تعلمنا منها كيف نتعامل. آه ياعمدة لماذا غلف النسيان ذلك الماضي لماذا غابت تلك الوجوه التي تعطيك الحب - أين هم - قال العمدة طلال بن حسان - أخبرك عن الرجل الذي مر في سياق الحديث وهو العم أحمد كعكي فقال في ذلك العهد الجميل يقع منزلنا بجوار منزل العم أحمد بك إننا نجلس في مجلسنا بالدار ونرى بعضنا البعض من منزل العم أحمد ، وعندما يريد إيجار المنزل يبعث بشخص لوالدي رحمه الله ليستأذن منه حتى لا يجد الإزعاج - ويواصل العمدة بن حسان فيقول وحتى اليوم يواصل أبناء العم أحمد وفاء والدهم رحمه الله . الله يا شيخ طلال أخبرني عن تلك النماذج وأولئك الرجال الذين نقدرهم كنت أراه يستقبل الأحباب في منزله بمنطقة أم الجود، وكنت برفقة والدي رحمهم الله وأسكنهم فسيح الجنات وكوكبة من الرجال الشيخ عبدالله بصنوي العم عبدالله بخش العم عبدالعزيز محضر وكتبي من الرجال الذين لا تمل العين من النظر إليهم ، نعم ياشيخ طلال كنت أرى العم أحمد كعكي وهو يستقبل الجميع في بيته وكأنه هو الضيف. رحمهم الله وأسكنهم الفردوس. من الأعماق تلك الذكريات صفحة ناصعة ، وخالدة وستبقى على مرّ الزمن تحتل مساحة مضيئة ولا يمكن ان تمحى مهما قسا عليها الزمن.