في أمسية شعرية احتضنها نادي الطائف الثقافي الأدبي الداعي للشعراء من شتى بقاع المملكة والتي سادها الجمال والابداع الفني ورهف الاحساس وتكوين المشاعر وذلك من خلال شعراء المدن المختلفة والمؤثرة في حياة ابنائها فمنهم من جاء من أقصى الشرق من الأحساء ومنهم من جاء من أقصى الجنوب من جزيرة الملائكة فرسان ومنهم ابن صبيا الجميلة الواعدة فاستطاع هؤلاء الشعراء أن يعبر كل واحد منهم عن البيئة الجملية التي عاش وترعرع فيها وبين جنباتها بل عاشت هذه المدن داخل قلوب ابنائها فجزيرة فرسان القريبة من اليمن والواقعة في وسط البحر وصاحبة الجمال والطبيعة الخلابة والأمواج المتلاحقة والاخضرار المريح للعيون والأنظار جاء منها الشاعر عبدالمحسن يوسف المتألق بشعر الرومانسية والجمال والحب والمرح حيث كانت حياة الشباب داخل الشاعر وربط الحب بالطبيعة والحوار بين الضوء الشارد والبرد الحنون والشمس الشافية والهواء العليل كل ذلك مع حب النساء والتعلق بها وحال الدنيا وارتباط أحاسيس الشاعر بالجمال والطبيعة والنساء والتعبير المتألق كان يقول كما قال الشاعر الرومانسي في الحب والمحبوب ..لولا طه وبن حنبل وبن مالك لاتخذت الحب دينا لو أقر الشرع ذلك ..فالشاعر جعل فرسان أمه وحبيبته ومصدر الهامه كما وصف المرأة بالحمى التي تدخل العظام ومن الصعب الخروج منها متأثراً بأمواج بحر فرسان حتى أنه جعل النساء بالشعر مثل الأمواج المتلاحقة وارتباط الرجل بها ووصف اللقاء وأثر اللقاء على الفراق مثلما شدت كوكب الشرق في اللقاء وقالت..في بحار تئن فيها الرياح تاه فيها المجداف والملاح كم أذل الفراق منا لقاء كل ليل إذا التقينا صباح فاستطاع عبدالمحسن اسعاد الجماهير اراحة الأنفس وتأهب الجميع للحب بمعانيه المختلفة والتي ظهرت من خلال المداخلات المعانقة لكلمات الشاعر في الحب والجمال والارتباط فتداخل الدكتور عالي القرشي وعبر عن سعادته بأن الأمسية احتضنت أسماء شعراء غالية في المحفل الثقافي والأدبي ووجودها قليل ما يكون حتى أن التجارب الشعرية لديهم مختلفة تؤكد ماهية الشعر وخصوصيته فكل واحد له رؤية جميلة وجديدة جذبت أنظار الكثير من الشعراء والأدباء والمثقفين وجعلتهم يعيشون حالة من العطش والانتظار لمثل هؤلاء الشعراء ..فقد استطاعت حقا طبيعة فرسان صناعة هذا الشاعر الجميل بجوها وطبيعتها وموقعها .. أما الأحساء فهي التاريخ وهي عيون الماء الشافية وهي الأودية والزراعة وهي منابع الخير فجاء الشاعر محمد الحرز باللغة الشعرية النثرية لغة اجتمع فيها العقل والقلب حيث شموخ الكلمات ودوائر التاريخ والسير بين طيات الجبال والأودية والأحلام والظل والنسيان والعلامات وإدغام المعرفة والمحبة والعادات وظهور حياة الإنسان الكلاسيكية والجالبة للذكريات والتحدث عن الماضي وتأثر شعره بالدين وحياة أهل الكهف والزمن وتأثر المشاعر بالزمن بداية من حياة الرعي والسير على الأقدام بين المراعي وحياتها ومن حياة البدو والهواء الطلق إلى حياة الحضر إلى التقدم السريع ومروراً بالخلق والموت والرمل واليابس والطيور والتداخل المتأصل بين جميع الأحياء في الطبيعة كما ظهر الشعر من خلال أعمار الشعراء فكل حكى على ليلاه أما الشاعر عبد الرحمن أحمد ابن صبيا الصبية الجامعة لشمل كل أهلها بالحب والجمال فقد ظهر شعره محملاً بالفاظ البيئة القوية التي تصنع الرجال بل وتظهر معادنهم والدخول إلى محاورة الليل بما فيه من أوجاع وظهور الانين والآهات ومخاطبته من بدري ودخوله يجري بين الحب والشعر والمرأة والمعنى والأمثال بين الطيور وشقشقتها والانسان والقدر والام والدخول إلى أوقات السحر والتأثر بالنواحي الإسلامية بدخوله بشعر المشاعر المقدسة حول عرفات ومنى ذاكرا فيها نواحي الحب والخوف والرجاء والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة في العمل والعبادة فقد لعب البحر والصحراء دوراً هاماً في حياة الشاعر وشعره ونثره حيث السفينة والمدينة والصخرة والطبيعة والشجر والنسيم فجمال المدن وراء صناعة هؤلاء النجوم وتأثرهم بالبيئة دلالة واضحة في حب الوطن فالوطن يعيش بين أحشائنا.