(سنطارد شبح البطالة حتى في الفضاء!) هذا هو لسان حال مجموعة من فتيات المملكة حملن الإرادة واقتحمن عالم الإنترنت بيعاً وشراءً وتجارة عبر مواقع إلكترونية ومنتديات بمثابة نوافذ مشروعة لتقديم الكثير من المنتجات النسائية ومستحضرات التجميل والمشغولات اليدوية المستوحاة من البيئة المحلية والبداية كانت بابتكار عدة مواقع ومنتديات للترويج للمنتجات النسائية الخاصة والتي تكون في الغالب غير متوفرة في الأسواق ومن عمل أياديهن، ثم مع الترويج المستمر لهذه المنتجات عبر هذه المواقع الالكترونية تنجح (التاجرة) في بيعها. وتأتي بعد ذلك خطوة الاتفاق على كيفية تسليم المنتج المطلوب، والوقت الذي سيصل فيه، وبالطبع طريقة استلام المبلغ، وغالبية المنتجات محصورة بين المنتجات الشرق آسيوية والمحلية ومنها كريمات البشرة المختلفة، والحقائب الجلدية، والفساتين، والمواد الغذائية المتنوعة. مريم إبراهيم -تاجرة- تقول عن تجربتها: بعت أكثر من 250 فستاناً عبر الموقع الذي أعرض فيه منتجاتي المتنوعة، وكان الأمر في غاية السهولة فبمجرد ما وضعت فستاناً واحداً كثر عليّ الطلب، مما دفعني إلى وضع الفساتين المستعملة والجديدة وبمختلف المقاسات بأسعار معقولة وليست باهظة كالتي في السوق. وتضيف: أنصح كل فتاة لم تجد عملاً أن تلجأ إلى هذه المواقع، وتبدأ تجارتها بمنتجات صغيرة وحبذا لو كانت من صنعها حتى لا تخسر مبالغ كبيرة وتصبح غير قادرة على متابعة تجارتها، فالتجارة في مثل هذه المواقع قد تكون غير مضمونة وتتطلب الصبر. وترى عائشة علي -تاجرة-أن الترويج الجيد للمنتجات هو مفتاح بيعها وتسويقها فعرض المنتج بصورة واضحة يدفع المشتري للإقبال على الشراء. وتقول: أكملت دراستي الجامعية في تخصص إدارة الأعمال ولم أوفق في أن أجد مكاناً أعمل به، ولكن بدأت أستفيد من وقتي من خلال عرض منتجاتي في هذه المواقع، والذي أسهم في رفع معنوياتي وزيادة دخلي المادي. المواقع أخلت مسؤولياتها فاطمة الحربي مشرفة على أحد المواقع الإلكترونية المتخصصة في هذا المجال تقول: نظمنا الموقع على أن تكون هناك عضوية خاصة لكل من ترغب في أن تكون تاجرة ووضعنا شروطاً خاصة لهذه العضوية بأن تتحمل التاجرة كامل المسؤولية عن منتجاتها وإخلاء المسؤولية عن الموقع، بحيث إنه إذا حدث أي ضرر وقدم للشرطة فالموقع يقدم جميع بياناتها لهم. وتضيف: معظم تجار الموقع من النساء وقد تصل نسبتهن في بعض الأحيان إلى 100% وكذلك بالنسبة إلى الزبائن، والموقع لا يحدد نوع السلعة المراد بيعها ولا سعرها فالتاجرة لها الحرية في ذلك. وتعبر وفاء الغامدي -زبونة إلكترونية-عن رضاها فيما يتعلق بأسعار المنتجات في هذه المواقع وتقول: تتميز جميع المعروضات بأسعارها المنخفضة جداً وبعضها ذات جودة عالية، وهي مصنوعة بأيدٍ محلية فلمَ لا ندعم التاجرات السعوديات حتى ولو بالقليل، مع العلم أن هناك سلعاً محلية ولا تستطيع غير نساء المملكة صنعها، ومنها البخور والعطور الشعبية، والآجار والمأكولات المتنوعة.