عقدت أمس ضمن فعاليات ندوة (خطابنا الثقافي قراءة الحاضر واستشراق المستقبل) الذي ينظمها نادي مكة الثقافي الأدبي بفندق الشهداء بمكةالمكرمة أربع جلسات علمية شملت طرح ستة عشر بحثا مختلفا حيث تناولت الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور احمد بن صالح الطامي بحثا في مجال خطابنا الثقافي بين الحجب والإظهار لأستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب بجامعة الملك سعود الدكتور صالح بن زياد الغامدي أكد فيه أن الخطاب الثقافي السعودي عاش حركة تجاذبيه بين تمظهرات التقليد والتجديد منذ نشأة الدولة السعودية مشيرا إلى أن الخطاب الثقافي اخذ الإظهار بوعي الواقع المحسوس وحمولاته الجديدة بشرطه التاريخي وأسئلته الراهنة والمستقبلية . فيما قدم الدكتور علي بن عبد العزيز الشعبان من كلية المعلمين بالدمام بحثا في قراءة التراث عامة والتراث الديني خاصة تطرق فيه إلى مفهوم التراث عامة في تنوع تحدياته وتباين دلالاته معجميا ووظيفيا علاوة على مناهج معالجة التراث لدى المفكرين العرب المعاصرين . وأشار مدير مكتب صحيفة المدينةبمكةالمكرمة الدكتور علي بن هلال العميري إلى مميزات الخطاب الإسلامي في الوقت الحاضر ودور الإعلام في ذلك إلى جانب محاور ملحق الرسالة الأسبوعي في مجالات المقالات الصحفية والتحقيق الصحفي واللقاءات الثقافية والفكرية وآراء العلماء . وأكد في ختام الجلسة الاولى أستاذ الأدب العربي المساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود بالإحساء الدكتور نبيل بن عبد الرحمن المحيش في بحثه المقدم بعنوان (رؤية نحو الإصلاح الثقافي) أهمية مراجعة السياسة الثقافية بشكل دائم في ضوء مصالحنا وحاجاتنا والتحولات العالمية . وشملت الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور عبد العزيز قاسم بحثا مقدما من معالي الدكتور محمد عبده يماني بعنوان (الخطاب الثقافي ضحية الخطاب الإعلامي) اظهر من خلاله شعوره بغياب كبير للخطاب الثقافي في الداخل والخارج مع غياب القنوات القادرة على إيصال الخطاب للعالم من حولنا لافتا النظر إلى غياب الحرية الثقافية وضعف حاضر الخطاب مما يدفعنا إلى التغيير الجذري لمسيرتنا نحو المستقبل في عصر التقنية وثورة المعلومات . كما تناول أستاذ الأدب الحديث بجامعة القصيم الدكتور حسن بن فهد الهويمل في بحثه (المواءمة بين حتمية تحول الخطاب الثقافي وهيمنة الخصوصية النسقية ) الطرائق الإجرائية في رصد تحولات ومحطات وحواضن الخطاب الثقافي قديما وحديثا بالإضافة إلى طرق الخلوص من التبعية وهيمنة الآخر وطمس الهوية . وتطرق الدكتور صالح بن سعيد الزهراني في بحثه (الخطاب الثقافي وملامح المستقبل) إلى أن ملامح المستقبل للخطاب الثقافي رؤية ذات وجهين بوصفه قارئا أو مقروءا حيث يمكن أن يكون الخطاب مستشرفا للمستقبل بذاته وبما أنجزه من مدونة ثقافية كما يمكن أن يكون مستشرفا من خلال قارئيه الذين يقرءون حاضره ويتصورن مستقبله في ضوء ما هو متحقق . وقدم رئيس تحرير مجلة الإعلام والاتصال حسين بن محمد بافقيه في ختام الجلسة الثانية بحثا بعنوان (النخبة العالمة في مكةالمكرمة وأثرها في تكوين الثقافة الحديثة) . وترأس الجلسة الثالثة احمد بن حامد الغامدي وقدم الأستاذ المشارك بكلية الدراسات العليا عميد كلية التدريب بجامعة نايف العربية الدكتور علي بن فايز الجحني بحثاً بعنوان (خطاب العنف الإرهابي قنواته وآثاره) أشار فيه إلى أن الأمن والاستقرار مسألة تضامنية مشتركة ومصادر التأثير والاستقطاب للفئة الضالة عديدة ومتنوعة مسلطاً الضوء على أهم القنوات الرئيسة التي أسهمت في نشر خطاب العنف الإرهابي وآثار خطاب العنف الإرهابي على المجتمعات بالإضافة إلى دور الأسرة في تعزيز الأمن الفكري لدى أبنائها . فيما تحدثت نائبة رئيس قسم اللغة العربية بجامعة الطائف الدكتورة نائلة بنت قاسم لمفون عن الخطاب بين ثقافتي الحوار والعنف واصفة إنشاء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بكونه بيئة حضارية لتبادل الرأي والفكر حول شؤون الوطن والمواطن . وبين أستاذ الدراسات العليا بكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى الدكتور محمد بن مريسي الحارثي من خلال بحثه (الحوار الوسط بين النص والواقع) أن الحوار الوسط يقوم على الجدل العقلاني بالتي هي أحسن وذلك لسماع الأصوات جميعها التي تتفق أو تختلف مع الذات أو مع المجموع نظرا لمنطلقات الحوار الوسط من عمق المنظور الرباني في الوحي مؤكدا على انه متى اتسم الحوار بوسطية الاعتدال دفع المحاور في الطرف الآخر إلى التفكير في منهج الحوار . واختتمت رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فيصل الدكتور عبد الله بن محمد السماعيل الجلسة الثالثة ببحث حول (اثر الخطاب الثقافي في نشر ثقافة الحوار) أكد فيه على أن للخطاب الثقافي دوراً كبيراً في صياغة ذهن الإنسان وفكره ويعمل بدرجة كبيرة في تحديد كيفية تعامله مع مجتمعه ونوعية تعاطيه مع المستجدات العالمية من حوله . واختتمت فعاليات الندوة بعقد الجلسة العلمية الرابعة التي ترأسها الدكتور عزت خطاب حيث بين الدكتور معجب بن سعيد العدواني من جامعة الملك سعود من خلال بحثه (سؤال الهوية الثقافية بين الرؤية المحلية ونظيرتها العربية) أن الإبداع الروائي يركز دائما على سؤال الهوية الثقافية كما إن الأدب يكشف عن أنماط شتى من العادات والسلوك والمسكوت عنه في الثقافة الإنسانية . ثم تناولت الدكتورة هتون بنت جواد الفاسي في بحثها (الخطاب النسوي ما بين الهوية والخصوصية الثقافية) أبعاد التنوع في الخطاب النسوي وما مر عليه من تحولات وما يحدده من منطلقات مشيرة إلى أن المرأة السعودية دخلت معترك التعامل باللغة منذ قرابة نصف قرن من خلال الكتابة الإبداعية أو الصحفية . عقب ذلك طرح الدكتور مرزوق بن صنيتان بن تنباك من جامعة الملك سعود بحثا بعنوان (العصبيات وأثرها على الهوية الوطنية) حيث تناول معنى العصبية وتعريفها وأنواعها ومظان عملها ومتى تكون تعارف وانتماء. ودعا أستاذ الدراسات العربية بجامعة الملك فيصل الدكتور ظافر بن عبد الله الشهري في بحثه (هويتنا الثقافية في ظل العولمة) إلى الاهتمام بالهوية الثقافية من خلال تعريب العلوم والعناية بالترجمة التخصصية إلى اللغة العربية إلى جانب الاهتمام بحوسبة التراث العربي بطرق علمية موثقة وحمايته من التحريف والتشويه . وستختتم الندوة يوم غد فعالياتها بعقد جلستين يناقش خلالهما موضوعات تجديد الخطاب الثقافي وأدب وثقافة الطفل في خطابنا الثقافي وواقع صحافتنا المحلية وسمات الخطاب المؤثرة فيها وكذلك خطابنا الثقافي في تفاعله مع الآخر والذات في ضيافة الآخر وخطابنا عن الذات والآخر بين التهويل والتهوين بالإضافة إلى الذات الشاعرة والآخر الغربي .