قبل عدة سنوات كانت رسائل الجوال تصل متدفقة إلى أصحاب الهواتف الجوالة محملة برسائل تفيد بفوزهم برحلات سياحية إلى دول أوروبية وآسيوية وتتضمن الجائزة تذاكر السفر والإقامة في فنادق الخمس نجوم. ومن الرحلات السياحية إلى جوائز أخرى تفيد بفوز أصحاب الهواتف الجوالة بسيارات أمريكية أو ألمانية من ماركات مشهورة كالشيفروليه والمرسيدس وBMW أو أنهم قد فازوا بهدايا ثمينة تشمل تأثيث شقة كاملة أو طقم ألماس في مسابقات لم يعلموا عنها ولم يشاركوا بها وفي مدن سعودية لم يزوروها داخل المملكة. وكانت جميع تلك الرسائل تحمل مضمونا واحداً يقول” لاستكمال إجراءات الحصول على الجائزة اتصل على الرقم التالي “. وبعد الاتصال تطرح العديد من الأسئلة التي تكون أسهل من شرب الماء في الكأس وباستطاعة طفل بالمرحلة التمهيدية الإجابة عليها. وتسابق البعض ممن وصلتهم تلك الرسائل للاتصال خاصة وأن الأسئلة سهلة جدا وأملا في الظفر بالجائزة التي لم يتوقعوها ورسم البعض منهم أحلامهم بين بيع الجائزة والاستفادة من قيمتها أو التمتع بها قائلين كما جاءت هذه الجائزة فستأتي غيرها بسهولة . لكن الأحلام سرعان ما تبخرت بعد عدة اتصالات أجراها من قيل إنهم فائزون بعد إدراكهم بأن الرسائل التي تلقوها ماهي سوى خداع استهدف من ورائه استنزاف أموالهم في مكالمات لاجدوى منها. ولم تكد رسائل المسابقات الداخلية تغيب بعد أن تم إلغاء خدمات ال 700 التي شغلت بال الكثيرين حتى حلت مكانها رسائل أخرى قادمة من خارج المملكة وهذه المرة ليست من دول الجوار بل جاءت من مسافات بعيدة وتحديدا من الجبل الأسود. كما وأنها ليست محملة بهدايا مختلفة لها متحدة في هدية واحدة هي سيارة هامر وتحمل الرسالة جملا عربية تقول في أولاها “ لتصلك سيارتك الهمر إلى بلدك اتصل مجانا على الرقم ( 0000000000)) وان اتصلت فان هناك جملة من الأسئلة ستسمعها وجلها أسئلة يمكن للأطفال الإجابة عليها فيقع المخدوع في الفخ معتقدا أنه قد ظفر بالهمر. وان لم يتصل من وصلته الرسالة فقبل أن يكتمل الأسبوع الأول ستصله رسالة ثانية محملة بالمزيد من الإغراء يقول مضمونها “ المرحلة الأخيرة لاستلام هديتك واستكمال المعطيات اتصل (00000000000) “. وبعدها بأيام قلائل ستصله رسالة ثالثة يقول مضمونها “ هديتك في انتظارك لاستلامها اتصل مجانا على الرقم ( 000000000 ) “ وحينها يظن من انخدع ومن لم ينخدع أنه قد ظفر فعلا بالجائزة. ورغم ما تحمله مثل هذه الرسائل من أساليب خداع يقع فيها من يجرون اتصالاتهم فان هناك من يدعو لاستمرارية بث مثل هذه المسابقات ظانا بأن الحظ سيحالفه لينال جائزة غير متوقعه رغم أن مثل هذه الجوائز تحمل نوعا من القمار والخديعة. وليتنا نرى عقوبات تطبق بحق عمليات النصب والاحتيال القادمة من الخارج فريالات قلائل لاتصال مخادع تشكل ملايين تهدر يجنيها المحتالون وأموالنا ليست باباً للاستنزاف ولابد أن نصد الأبواب أمام كل من يحاول استغلالنا لأننا نحمل هواتف جوالة.