أهاب الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين المنبثق عن رابطة العالم الاسلامي بالمنظمات الدولية وبالدول المحبة للسلام، للقيام بعمل جاد لايقاف أعمال الحفر التي تنفذها السلطات الاسرائيلية تحت المسجد الأقصى مما يؤدي إلى حدوث انهيارات متتابعة فيه، حيث حدث الانهيار الأول في ساحة المسجد، وأدى إلى إحداث حفرة واسعة نتيجة للحفريات التي أدت كذلك لحدوث صدوع وتشققات خطيرة في البيوت التي تقع قرب الجدار الغربي للمسجد. جاء ذلك في بيان عاجل أصدره الأمين العام للملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين د. عبدالله التركي أوضح فيه أن الملتقى تلقى تقارير من فلسطين حول المخطط الإسرائيلي التدريجي لهدم المسجد الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم مكانه، والتمهيد لذلك بالحفريات التي تصدع جدرانه وأساساته. وحذر البيان من خطورة استمرار الحفر تحت المسجد الأقصى وفي محيطه على الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة، وفي العالم الذي يعيش فيه مليار ونصف المليار من المسلمين، الذين يؤلمهم ويثيرهم العدوان على هذا المسجد، لمكانته العظيمة في نفوسهم فهو أولى القبلتين وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال. وقال د. التركي: إن وقف الحفر تحت المسجد الأقصى ينبغي أن يكون من المهمات العاجلة لهيئة الأممالمتحدة، ومجلس الأمن الدولي، اللذين اصدرا أعداد من القرارات بشأن حماية المسجد الأقصى ومدينة القدس من الاعتداءات الإسرائيلية ومنع إحداث أي تغيير في وضعهما. وطالب معاليه الجهات الدولية والدول المحبة للسلام بإرغام اسرائيل على تنفيذ القرارات التي أصدرها مجلس الأمن الدولي في هذا الشأن، والتي ضربت بها اسرائيل عرض الحائط متجاهلة الموقف العالمي الذي أدان عدوانها على المسجد الأقصى ومدينة القدس مرات عديدة. وشدد على الأهمية القانونية بشأن تنفيذ قرارات هيئة الأممالمتحدة ومجالسها والمنظمات التابعة لها بشأن حماية المساجد وقال: إن عدم إلزام إسرائيل بتطبيق قرارات المجتمع الدولي ومؤسساته شجعها على الاستمرار في عدوانها على المسجد الأقصى وعلى مدينة القدس وتنفيذ خططها التي تخالف فيها القانون الدولي. ونبه د. التركي إلى الأعمال التي نفذتها سلطات إسرائيل لتهويد مدينة القدس من خلال تغيير معالمها، وإنشاء الإحداثات فيها تتعارض مع نصوص القانون الدولي. وقال د. التركي: إن مدينة القدس مدينة عربية اسلامية سكنها الكنعانيون واليبوسيون العرب منذ خمسة آلاف سنة، ولايحق لإسرائيل سلبها والتصرف أو التدخل أو العبث بما فيها من عمران ومساجد وغير ذلك من المنشآت المدنية. وأعرب عن الآلام التي يتحسسها المسلمون في العالم وهم يتابعون المآسي التي يعاني منها أهالي القدس بخاصة، وشعب فلسطين بعامة، مشيراً إلى أن إسرائيل منذ ستين عاماً وهي تحاصر أهالي القدس وتسلب أراضيهم وبيوتهم إلى جانب مصادرتها لكثير من أوقاف المسجد الأقصى. وأهاب د. التركي بحكومات الدول الإسلامية وبمنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية لبذل الجهود من أجل وقف العبث الإسرائيلي بمدينة القدس وحمل إسرائيل على وقف الحفر تحت المسجد الأقصى وفي محيطه والالتزام بما أصدرته هيئة الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي في هذا الشأن، وقال: إن حماية المسجد الأقصى مسؤولية اسلامية ومسؤولية دولية، وإن على حكام وعلماء الأمة الإسلامية واجب كبير في الحث على تحقيق هذه الحماية التي كفلها القانون الدولي.