يضفي وودي آلن مسحة من الخفة والفكاهة على مهرجان كان السبت بفيلمه الاخير "فيكي كريستينا برشلونة" وهو كوميديا ساخرة تتنافس فيها سكارلت جوهانسون وبينيلوبي كروث للفوز بقلب عاشق فاتن يجسده خافيير برديم. وهي عاشر مشاركة للمخرج النيويوركي وودي آلن (72 عاما) خارج المسابقة الرسمية لمهرجان كان حيث سيطأ البساط الاحمر مساء اليوم مع نجوم فيلمه. وبعد ثلاثيته اللندنية "ماتش بوينت" و"سكوب" و"حلم كساندرا"، نصب وودي آلن كاميرته في برشلونة بدعوة من منتج محلي لتصوير هذه القصة الخيالية التي تجمع نجمته سكارلت جوهانسن والنجمان الاسبانيان كروث وبرديم اللذين انتقلا الى هوليوود. ويدخل الفيلم مباشرة في صلب الموضوع من خلال صوت صديقتين شابتين اميركيتين هما فيكي الرصينة (ريبيكا هول) وكريستينا المتقدة (سكارلت جوهانسن) يمضيان الصيف في العاصمة الكاتالونية. وفي هذه المدينة التي يصف المخرج الطابع الرومانسي الطاغي عليها مسلطا عدسته على واجهات مبانيها الباروكية وحدائقها الخضراء على خلفية انغام غيتار، تلتقي الفتاتان خوان انطونيو (برديم) الرسام المحبط الذي هجرته زوجته ماريا ايلينا (كروث). ويعجب الفنان بفيكي وكريستينا فيبادر الى دعوتهما معا الى فراشه غير ان كريستينا وحدها تلبي الدعوة. وتبدأ علاقة غرامية بين خوان انطونيو وكريستينا لكنهما سرعان ما يفاجآن بعودة ماريا ايلينا العنيفة الطباع، ما يثير صراعا حادا بين المرأتين قبل ان تجدا في المثلث الغرامي سعادة حقيقية. ويتجلى النجوم الثلاثة في فيلم "فيكي كريستينا برشلونة" فيتلاعبون بمهارة بكل رموز الكوميديا الرومنسية. والمشاهد الاكثر متعة في الفيلم هي منازلات كلامية باهرة تتغلب فيها ماريا ايلينا على منافستها اذ تخاطب غاضبة عشيقهما المشترك بالاسبانية التي لا تفقه كريستينا كلمة واحدة منها. ويستغل الفيلم ببراعة اطباع بينيلوبي كروث الحادة فتذكر بالممثلة التراجيدية الكبيرة آنا مانياني، انما ببعد كوميدي. اما بالنسبة لافلام المسابقة، فبعد المخرج البرازيلي فرناندو ميريلس الذي افتتح المهرجان بفيلمه "بلايندنس" (العمى) والارجنتيني بابلو ترابيرو الذي عرض فيلمه المؤثر "ليونيرا"، تبقى السينما الاميركية اللاتينية طاغية السبت حيث يعرض فيلم للبرازيليين والتر ساليس ودانييلا توماس. ويروي فيلم "لينا دو باش" الذي صور بميزانية ضئيلة وبمشاركة ممثلين غير محترفين باستثناء فينيسيوس دي اوليفيرا، قصة اربعة اخوة من آباء مختلفين ووالدتهم الحامل بطفلها الخامس في احد احياء ساو باولو الفقيرة. ويحلم دياريو بان يصبح لاعب كرة قدم لكنه يقترب بقلق من عامه الثامن عشر الذي سيبدد كل اماله باحتراف هذه الرياضة، فيما دينو يعمل في محطة بنزين ويتردد بانتظام الى الكنيسة، ودينيس ينتقل من فتاة الى اخرى ويعمل ساعيا لكسب حياته. اما الشقيق الاصغر ريجينالدو، فيتنقل من باص الى اخر بحثا عن والده المجهول الذي يعمل سائقا. وقال والتر ساليس للصحافيين انه في هذا الفيلم الواقعي المؤثر الخالي من اي تراجيديا يتجنب أسر شخصياته في حتمية اجتماعية، مفضلا "تأمل الشباب البرازيلي".