لا يشك أي إنسان يعيش على أرض الوطن في الجهود التي يبذلها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل تجاه تطوير مكةالمكرمة والمتابع للحركة التنموية في مكةالمكرمة يشاهد بأم عينه ما أصبحت عليه المنطقة حول المسجد الحرام، ويجتهد سموه الكريم في تشعيب برنامج الإصلاح الذي يسعى إليه للوصول بمكةالمكرمة إلى العالم الأول متعاملاً مع عبارات ذات تحفيز نفسي ووطني يطلقها بهدف دغدغة المشاعر وتحريك الساكن من جزئيات الحس الوطني عند البعض ليكون العمل بمباركة الجميع وبيد واحدة تجاه الهدف، وينتظر المكيون وغيرهم الصورة النهائية التي سيظهر عليها البلد الحرام بعد كل هذا الحراك التنموي في مكةالمكرمة. والوصول للعالم الأول كما يتمنى أمير مكةالمكرمة يتطلب العمل في اتجاهات متعددة بناء الإنسان أولاً عن طريق جميع مقومات البناء الحضاري من تعليم وصحة وآمن أسري، وأمن اجتماعي ، ثم بناء الأرض بواسطة الإنسان الذي أصبح قوياً قادراً على العمل الصحيح بالتفكير والإدارة القويمة. هذا الحراك هو ماشجعني لتناول موضوع مسئولية بناء الإنسان في البلد الحرام ، فالجميع يعرف أين تقع مكةالمكرمة من القلوب والنفوس لساكنيها وللمسلمين في كل دول العالم فهي بقعة أرض ذات خصوصية عالية جداً هكذا ميزها الله عن غيرها. لذا فالاهتمام بها وبساكنيها له أيضاً ما يميزه عن الآخرين ليس لأن ساكنيها مختلفون عن غيرهم لكن الله ميزهم بميزة الأرض التي يقيمون عليها لذا جاء أجرهم اكبر من غيرهم وجاء حسابهم أكثر من غيرهم فهم أهل الله كما قال الذي لا ينطق عن الهوى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لعتاب أبن أسيد أهل مكة أهل الله وخاصته. وهذه الصفة التي ميزتهم عن غيرهم حملتهم مسئولية كبيرة وعظيمة لإقامتهم في هذا البلد الحرام فهم أهل الرفادة والسقاية لضيوف بيت الله، ولا يمكن الاهتمام بالأرض دون الاهتمام بالإنسان القائم عليها، وقد أكد هذه القيمة، ما جاء ضمن توجهات أمير مكةالمكرمة حيث أوضح في اجتماعه بلجنة الحج المركزية كما جاء في جريدة عكاظ يوم الأحد 5/9/ 1431ه في عددها3346 [أوضح الأمير خالد الفيصل خلال رئاسته اجتماع لجنة الحج المركزية أن إطلاق الحملة الوطنية الإعلامية لتوعية ضيوف الرحمن يهدف إلى تفعيل المرتكز الثاني في إستراتيجية تنمية منطقة مكةالمكرمة، الهادف إلى الارتقاء ببناء إنسان المنطقة، ليتحقق على يديه النهوض بمستوى خدمات ضيوف الرحمن ليبلغ وصف «القوي الأمين».] وذلك ليقدم خدماته بما يليق بمكانة البلد الحرام، وهذا ما ورد في مفهوم إعمار الأرض فعمارة الأرض ترتكز على الإنسان وقد ذكر المفكر الإسلامي محمد قطب “ وإنما يعمل الإسلام على أن يقوم الإنسان متوازناً بين عنصريه المكونين له: قبضة الطين ونفخة الروح، عاملاً في الدنيا وعاملاً للآخرة في ذات الوقت” وقد جمع النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك في قوله: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف). ورغم انطلاقة حركة التنمية الأسمنتية في مكةالمكرمة وبقوة في فترة زمنية قصيرة ، إلا أن الاهتمام بصحة الإنسان فيها ليس في المستوى المطلوب. أن مستوى المستشفيات في مكةالمكرمة من حيث المباني والأجهزة والكفاءة التقنية والطاقة الاستيعابية لها لا يتناسب كلياً مع وضع المدينة وما تتعرض له من حراك بشري مستمر، هناك حاجة ماسة للتركيز على الجانب الصحي والمستشفيات في مكةالمكرمة ، وحملة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل لبناء الإنسان المنطقة تتطلب المرحلة الأولى فيها التركيز على صحة هذا الإنسان بتوفير كل ما يضمن له صحة جسدية وصحة نفسية وهذه ترتبط بتلك حتى يكون لدينا القوي بالجسد المستقر بالنفس الأمين في العمل، لذا فالمسئولية في البلد الحرام لا يمكن أن تكون في اتجاه دون آخر بل تسير في جميع الاتجاهات بشكل متوازن يكون الإنسان فيها هو الأهم لأنه هو من يبني وهو من يحافظ وهو من يقيم لذا فا لاهتمام به يجب أن يكون في أول الاهتمامات.