انطلقت أمس في العاصمة السورية دمشق جولة جديدة من المفاوضات بين حركتي فتح وحماس من أجل ارساء المصالحة التي بدأت تباشيرها منذ فترة ووصل من أجل هذه الغاية لدمشق وفد حركة فتح برئاسة عزام الأحمد ووفد حركة حماس الأمني برئاسة اسماعيل الأشقر وان كان من جانب حماس فان المفاوضات سيديرها رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل المقيم في سوريا وسيبحث الوفدان بصورة رئيسية التوافق على تشكيل لجنة أمنية تشرف على اعادة بناء وهيكلة الأجهزة الأمنية. وهذه كانت نقطة الخلاف الرئيسية بين حركتي فتح وحماس في مشروع المصالحة المصرية الذي مازالت حركة حماس متحفظة عليه. ولكن في هذا الاجتماع فان الامال قوية بأن يتم التوافق حول القضايا المختلف عليها وخاصة النواحي الأمنية. وحقيقة لم يبق أمام فصيلي فتح وحماس الا المصالحة لأن الخصومة بينهما لم تخدم الا إسرائيل وزادت الموقف الفلسطيني ضعفاً على ضعف .. بل وامتدت لتؤثر على الأمن القومي العربي في مجمله وحتى تعود للصف الفلسطيني قوته فاننا نأمل أن تكلل هذه المحاولة من أجل توحيد الصف الفلسطيني بالنجاح وأن يتم التوقيع على اتفاق المصالحة ليخرج الفلسطينيون من حالة الانشطار المؤلمة هذه ، وليصبح الجسد الفلسطيني موحداً في كيان واحد وهو الدولة الفلسطينية .. فلا يمكن من الناحية العملية ان يطالب الفلسطينيون بدولة وواقعهم يشير إلى دولتين فلسطينتين متصادمتين .. ولأجل تحقيق المصالحة التي أصبح لا مفر منها نأمل ان تجد محادثات المصالحة الحالية في دمشق دعماً عربياً قوياً لتتوج بالنجاح.