افتتح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة صباح أمس الأول (ملتقى بيروت للمؤسسات المالية الاسلامية) الذي تنظمه مجموعة الاقتصاد والاعمال بالتعاون مع مصرف لبنان وهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الاسلامية. شارك في الافتتاح نحو 350 مشاركا من 20 بلدا تتقدمهم شخصيات وقيادات مالية ومصرفية اسلامية. كما شارك وزير الدولة عدنان القصار ونواب حاكم مصرف لبنان وجمع من رسميين وممثلين عن المصارف والمؤسسات المالية اللبنانية، فضلا عن سفراء ووزراء سابقين وخبراء. بداية كانت كلمة للرئيس التنفيذي لمجموعة الاقتصاد والاعمال رؤوف أبو زكي الذي قال: (إن اهتمام مجموعة الاقتصاد والأعمال بتجربة الصيرفة الإسلامية قديم ومتواصل إذ كانت باكورة مؤتمرات المجموعة حول المصارف الإسلامية في مؤتمر عقد في تونس العام 1988 بالاشتراك مع أكبر مجموعتين مصرفيتين إسلاميتين هما: مجموعة دلة البركة برئاسة سعادة الشيخ صالح كامل ودار المال الإسلامي برئاسة سمو الأمير محمد الفيصل). ثم تحدث أمين عام هيئة المحاسبة د. محمد نضال الشعار الذي أشاد بدور الشيخ صالح كامل في قطاع المصارف الإسلامية. وقال: (نعرف جيداً أن الصيرفة الإسلامية أثبتت أنها نظام مالي فعال لا يخدم 1.6 مليار مسلم فقط بل يمكنه أن يكون بديلا حيويا للنظام المالي التقليدي، وهو يتمتع بخصائص وميزات كانت حامية لاقتصادنا وتجارتنا ونظامنا المصرفي، ولكننا رغم كل هذه الانجازات والمعايير والقوانين التي وضعت لم نتمكن من بناء هيكلية اقتصادية تمكننا من تطبيق هذه القواعد). وأضاف: (علينا جميعاً أن نساهم في بناء هذا النظام، لافتاً إلى أن هناك نقصا في قطاع الصيرفة الإسلامية ولكن هناك بدائل يجب أن نعمل على تطويرها. ولفت د. الشعار إلى أنه يجري العمل على هذه القواعد الجديدة ولكن لا يوجد حتى الآن quantity theory of money. ولفت إلا أننا أضفنا أبعاداً جديدة للصيرفة الاسلامية ولكننا لا زلنا نعمل ضمن الاخلاقيات ودعا إلى ضرورة وضع (نظرية اقتصادية في الاسلام) وهو ما طرحه الشيخ صالح كامل منذ 8 سنوات وتحدث عنه مهاتير محمد في ماليزيا في السابق ولكن حتى الآن لم يستجد أي تطور في هذا المجال). وتحدث رئيس المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الاسلامية الشيخ صالح كامل عن اهتمام لبنان القديم بالصيرفة الإسلامية، وقال: (يوجد تفهم كبير في لبنان للصيرفة الإسلامية والاهتمام بهذا النوع من أنواع التمويل، حيث رحبوا ببنك البركة هنا وافتتحنا فرعاً للبنك قبل صدور القانون إذ عملنا تحت بند الأموال المدارة أو العقود الائتمانية في ذلك الوقت). وتابع كامل: (أرفض القول إن الصيرفة الإسلامية تخدم المسلمين فقط أو إنها تعتمد على فئة معينة، بل إنها تعتمد على كل الطوائف من المودعين في مصرفنا في لبنان). وأضاف: (لا أحب أن أسميها إسلامية أيضاً إذا كان المقصود فقط عدم تسمية الربى، لأن الربى محرم في الديانات الأخرى). وأشار كامل إلى (مجلس الخدمات المالية الإسلامية) الذي تم تأسيسه والذي يضم حالياً 20 محافظ بنك مركزي في دول إسلامية مختلفة، مستذكراً بداية السبعينات وقال: (أعود بالذاكرة إلى بداية السبعينات حيث لم يكن هناك من بنك مركزي يدعم فكرة الصيرفة أو الخدمات المالية الإسلامية. إنما النجاح الذي حققته هذه المؤسسات والمصارف خلال مسيرتها أدى إلى إقناع الكثير من الحكومات بدورها وأهميتها، فشهدنا عدداً مهماً من هذه الحكومات يصدر قوانين وتشريعات خاصة بأداء هذه البنوك). استهل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة كلمته بالقول: (لا شك أن صناعة الصيرفة الإسلامية أصبحت محط الأنظار في الآونة الأخيرة، خاصة في ظل التطورات والتغيرات التي تطرأ على النظام المالي العالمي منذ اندلاع الأزمة المالية العالمية الاخيرة منذ ما يقارب الثلاث سنوات واستمرارها حتى الآن وإن بوتيرة مختلفة. حيث لم يعد الاهتمام بالصيرفة الإسلامية يقتصر على الدول العربية أو الإسلامية فحسب، بل تجاوزها إلى عدد من الدول الغربية خاصةً الأوروبية الطامحة إلى إدخال المنتجات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية إلى أسواقها، وإصدار أو تعديل قوانينها لتسمح بمزاولة صناعة الصيرفة الإسلامية، فضلاً عن التسابق على اكتساب لقب المركز المالي لهذه الصناعة في أوروبا). وأضاف: (إيماناً منا بأهمية هذه الصناعة، حرصنا على التعاون والمشاركة مع المؤسسات والهيئات الناظمة الدولية مثل مجلس الخدمات المالية الإسلامية (IFSB) وهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (AAOIFI) والبنك الإسلامي للتنمية (IDB). كما عملنا على تنمية الخبرات الضرورية، حيث قمنا بتطوير شهادة الخبرة المالية الإسلامية (IFQ) بالمشاركة مع المعهد العالي لإدارة الأعمال (ESA) في لبنان ومؤسسة الإستثمار والأدوات المالية (Securities and Investments Chartered Institute for) في بريطانيا، وغيرها من الشهادات. كذلك نحرص على نشر الوعي بهذه الصناعة، وهنا أغتنم الفرصة للإعلان عن إعداد وإطلاق برنامج للتدريب المتواصل يستهدف المستويات المبتدئة والمتقدمة وبمختلف العلوم). وختم سلامة قائلا: (كان لبنان ولا يزال منارةً في الشرق الأوسط لاسيما فيما يرتبط بنظامه المالي، الذي برهن عن ثباته وصلابته بوجه جميع التحديات المالية والإقتصادية واستطاع التغلب على آثار الحروب والأزمات التي مرت على لبنان. وإنطلاقاً من هذا الدور كان لا بد من توفير تساوي فرص العمل لكل مكونات هذا النظام ومن ضمنها المصارف الإسلامية، فمع صدور القانون 575 الذي يرعى إنشاء المصارف الإسلامية في عام 2004، قام المصرف بتشكيل لجنة يرأسها النائب الاول لحاكم مصرف لبنان وهي مكونة من الإختصاصات كافة ومن كل المديريات بهدف متابعة المصارف الإسلامية في لبنان وتنظيم عملها). بعد جلسة الافتتاح كرم الملتقى الشيخ صالح كامل حيث تسلم درعا، تنويها بانجازاته الكبيرة في تأسيس الصناعة المصرفية الاسلامية. ثم كانت مبادرة من بيت التمويل الكويتي في تكريم رياض سلامة والشيخ صالح كامل حيث تسلما درعين تكريميين من رئيس مجلس ادارة بيت التمويل الكويتي محمد سليمان العمر.