بناءً على تكليف خادم الحرمين الشريفين لوزارة الشؤون البلدية والقروية بتمثيل المملكة في معرض إكسبو شانغهاي 2010 المقام في الصين من الأول من مايو حتى أكتوبر 31، تحت شعار “ مدينة أفضل، حياة أفضل”، والوزارة تبذل جهوداً حثيثة لتحقيق أهداف المشاركة في هذه التظاهرة العالمية الكبرى التي استقطبت رقماً قياسياً في عدد الزوار الذين بلغ عددهم أكثر من 72 مليون زائر. وقد تم تصميم الجناح السعودي هندسياً ليستهلك قدراً أقل من الطاقة، ليقدم بذلك مثالاً على أهمية ترشيد الاستهلاك، لمستقبلٍ أفضل وعالمٍ مزدهر. و جاء الاعتراف بالنجاح الكبير لهذه المشاركة عندما حقق الجناح السعودي المركز الأول و الجائزة الذهبية لأفضل عرض في أجنحة إكسبو شانغهاي 2010. يقول صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز، وزير الشؤون البلدية والقروية: “حرصت المملكة العربية السعودية على المشاركة في هذا الحدث نظراً لمكانة الصين، تلك الأمة ذات التاريخ العريق والمستقبل الزاهر. و قد سعت المملكة من خلال هذه المشاركة لتعزيز التواصل مع شعب الصين وتمتين العلاقات بين البلدين في كل الميادين. وأعتقد أن كل من بلدينا لديه الكثير ليقدمه للآخر في شتى المجالات. وإنني أشعر بالفخر بهذه المشاركة المتميزة للمملكة، وأتمنى أن يتواصل تطور العلاقات بين بلدينا”. لقد كان تواجد الجناح السعودي “سفينة النور” والذي تبلغ مساحته أكثر من 6000 متر مربع في إكسبو شانغهاي 2010 يمثل فرصة ثمينة لتعريف أكثر بلاد العالم سكاناً بالمملكة وتعزيز العلاقات معها. يقول الدكتور عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، المفوض العام لجناح المملكة: “نعلم أن معرض إكسبو شانغهاي 2010 هو الأكبر في تاريخ المعارض العالمية من حيث المساحة والمشاركة، لذا بُني الجناح السعودي ليكون جسراً للتواصل مع الشعب الصيني الصديق بشكل خاص، ومع شعوب العالم بشكل عام، يتعرفون من خلاله على التطور الذي تشهده المملكة، وكيف جمعت بين الحداثة والاعتزاز بالموروث التراثي والثقافي”. ويؤكد الدكتور محمد الغامدي، المدير التنفيذي لجناح المملكة، على ذلك بقوله: “جناح المملكة بضخامة بنائه، وحجم المشاركة فيه وتنوّع برامجه ومحتوياته، يعكس قوة الروابط بين البلدين والمصالح المشتركة التي تجمعهما”. وعلى مدى الستة أشهر الماضية، استقطب الجناح السعودي نحو 5 ملايين زائر. وبالإضافة إلى الجناح الرئيس، فإن المملكة شاركت أيضا بمدينة خيام منى في منطقة أفضل الممارسات الحضرية، و التي تعد تجربة فريدة من نوعها حيث نجحت في تحدي توفير وتأمين مئات الآلاف من الخيام لاستيعاب أكثر من 4 ملايين حاج كل سنة خلال الحج في منطقة “منى”. وقد فاق عدد زوار هذا المعرض المليون ومائتي ألف زائر. الجناح السعودي عكس التنوع الثقافي والجغرافي للمملكة والتطور الذي تشهده، وقدم لزائريه نظرة في تاريخ المملكة العريق، وكذلك حلولها المستدامة والحكيمة من أجل حياة حضرية أفضل في المستقبل. كما مثل فرصة فريدة لتعريف الشعب الصيني بحقيقة المملكة وشعبها. وكان الزائر يبدأ زيارته للجناح السعودي بمشاهدة عروض الفرقة الشعبية على مسرح العروض بالجناح، ثم يتحول عبر ممر الفنون الذي يحمل أعمالاً فنية للفنانة السعودية “لولوة الحمود”، ومن هناك إلى “قاعة الكنز” السينمائية حيث الفيلم المعروض على شاشة عملاقة مساحتها 1600 متر مربع تعد من أكبر الشاشات من نوعها على مستوى العالم. الفيلم المعروض يعرف الزائر بالمدن السعودية والتنوع الجغرافي بالمملكة والتطور التكنولوجي الذي تشهده. ويصعد الزائر بعد ذلك نحو “الواحة العربية” على سطح مبنى الجناح حيث يستمتع برؤية المنظر البانورامي الذي يطل على نهر هوان بو، و مدينة شانغهاي. وقد استقبل الجناح السعودي العديد من كبار الشخصيات من رؤساء الدول، والحكومات، ورجال أعمال وفنانين ومشاهير من جميع أنحاء العالم. وقد قاموا بتسجيل العديد من عبارات الإعجاب في سجل كبار الزوار. كما نظم الجناح العديد من الأنشطة التي شملت كل أفراد المجتمع الصيني من ذوي الاحتياجات الخاصة وأطفال المدارس، بالإضافة إلى تنظيم معرض “نبط” والذي شارك فيه 23 فناناً سعودياً و منتدى الشباب السعودي الصيني و منتدى “ وجوه من السعودية” الذي عرف الحضور الصيني والأجنبي على جانب من العطاء الإنساني السعودي وخاصة للمرأة السعودية. ويشعر السعوديون على المستوى الرسمي والشخصي بالفخر والاعتزاز لمستوى النجاح المتميز الذي حققته المشاركة السعودية في معرض إكسبو شانغهاي 2010، والذي كلل أخيراً بفوزه بجائزة الميدالية الذهبية “لأفضل عرض إبداعي بمعرض إكسبو شانغهاي 2010 “ في حفل توزيع الجوائز الذي أقيم تكريماً وتقديراً من اللجنة المنظمة للقائمين على الجناح السعودي على الجهود التي بذلوها في هذا المشروع الضخم. كما يشعرون بالامتنان لكل الزوار من الصينيين والأجانب للاهتمام الذي أبدوه بالمملكة وجناحها. وقد صرح الدكتور آل الشيخ بهذا المناسبة قائلا: “لم نكن نتوقع كل هذا الإقبال من الجمهور، لكنه شيء نفتخر به ويحفزنا لمواصلة المساهمة في تطوير علاقات التواصل مع الشعب والحكومة الصينية”.