سؤال جدير بنا تأمله دفع رواد ديوانية الاثنين الى التحرك من مقاعد المتفرجين الى مواقع المشاركين ونحن نناقش تطورنا ومساهمتنا في تقدمه وهل فكرة (الوقت) مازالت تعتبر من المسلمات؟!. ان الدرس الذي يجب ان نخرج به من الحوارات التي دارت حول أهمية الوقت في حياتنا الخاصة او العامة، وما اثارته من ان في اجندة تراثنا الشعبي مقولات مأثورة عن أهمية الوقت منها ان الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك.. وان الوقت من ذهب (ان الوقت هو الحياة) وتعنى مثل تلك المقولات وغيرها الكثير ان الوقت مقاس بالساعات او الدقائق او الثواني يعد مورداً من موارد اية ميزانية نقدية كما يعد اصلاً من اصولها فهو يعد ثروة ويمكن استثماره الاستثمار الأمثل بحسن الاستغلال قبل أن يمضي حيث ان الوقت غير قابل للتخزين وان اللحظة التي تمضي من الوقت لا يمكن استرجاعها او استثمارها. اكتب عن الوقت وقيمته واتذكر ما قاله المشاركون جميعاً في ندوة ديوانية الاثنين عن أن الوقت ليس فكرة ميتة، فمثلاً الولاياتالمتحدةالأمريكية تسبق اوروبا بعشرين عاماً (ادارة) وهكذا اصبح الوقت مؤشراً من مؤشرات التقدم بما يعني ان اوروبا امامها عشرون عاماً لتلحق بالتقدم الامريكي وفي ضوء الحوارات التي دارت عن الوقت في تلك الأمسية الهامة تساءلت كم من السنوات امامنا نحن كسعوديين او كعرب للحاق بأوروبا ونحن نبدد الوقت تبديداً بارادتنا او بسلوكياتنا وعادات وتقاليد اللامبالاة التي رسبت وسكنت في وجداننا وجاز لنا التمسك بفكرة (الوقت) اصلاً؟. كل دول العالم المتقدمة تضع قضية (الوقت) واحترامه في صدر أولوياتها. لقد ادرك الذين ركبوا قطار التقدم منذ سنوات ان احترام الوقت متعة ربما لا يدانيها متعة أخرى في حياتهم، فمن قيم التقدم في نظر هذه الشعوب المتقدمة هو احترام الوقت، بمعنى آخر انه ليس هناك أهم من الانضباط والصبر سبلاً للنجاح في العمل والحياة. ولست اتجاوز الحقيقة اذا قلت انه لن يكون بمقدورنا ان ندخل منطقة التقدم كبقية الأمم دون ان نبدأ الخطوة الأولى على طريقة ثقافة الوقت حتى نستطيع ان نتحرك نحو جسر العبور للانتقال ببلدنا الغالي الى التقدم والتطور. الاسلام حث على العمل واستثمار الوقت في انجازه حتى عقب الصلاة مباشرة (فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون) ومن ذلك ان الاسلام الحنيف يقوم على العمل الصادق المستثمر للوقت بل احياء الوقت لعمارة الكون. لذلك اقول ان الانسان القوي الناجح هو الذي يحترم الوقت ويقدسه ويجعله هدفاً رئيسياً حياً ليتمكن من تحقيق قدراته، والتغلب على جميع العقبات، بل يجب عليه استغلال الوقت طالما عقد النية على العمل والانخراط في ميدانه، وتؤكد تلك القيمة امتلاكه لارادة جديدة تساعده في النجاح في استغلال الوقت الاستغلال الأمثل بمعنى احياء الوقت وليس قتله. ولعل أكثر ما يساعد على احداث التغير في مفهوم ثقافة الوقت هو القدرة الكاملة والقوية في استغلال المصادر الكامنة في الانسان للوصول الى احياء الوقت من اجل التقدم والتفوق في العمل. وفي اعتقادي ان احترام الوقت هو ركيزة التقدم والتطور لاي امة من الامم، فالانسان الذي لا يلتزم بمبدأ اهمية الوقت لا يستطيع ان يساهم في تقدم بلاده، بل انه يساهم الى جذبها الى الخلف بل يظل هذا الفرد عاجزاً عن التقدم في مجالات العمل المختلفة. لعلي اكون اكثر صراحة في هذه النقطة تحديداً واقول ان الفرد الذي لا يعطى للوقت اهميته واستغلاله الاستغلال الأمثل نراه دائماً محل المساءلة، وعدم قبول سلوكه من امته لعدم التزامه بالوقت مثل هذا النوع موجود وللاسف بكثرة في مجتمعنا .. ويضطر الواحد من هذا النوع دائماً الى الاعذار وتقديم مستندات جلية بصورة دائمة لعدم التزامه بالوقت وتغيبه عن العمل كتبرير لسلوكه. والمسألة ليست صعبة ولا هي مستحيلة لذا بدأنا بوضع معيار (الوقت من مكانه الصحيح والالتزام به، لأنه عبادة ومعاملة، فاذا كان الشيء يعرف بنقيضه فاقول : هل يمكن لإنسان غير ملتزم.. غير منضبط. لا يبالي لعواقب افعاله.. ان يفيد نفسه أو يفيد اسرته او يفيد المجتمع؟ اظن ان الاجابة بلا كبيرة ، انه سوف يدمر نفسه وسوف يدمر اسرته على الارجح وقد يدمر مجتمعه.. احتمال وارد. خلاصة القول فان علينا جميعاً تعظيم استثمار الوقت واحيائه لتحقيق انطلاقة كبرى يكون من شأنها تأكيد ان الوقت هو الالتزام.. وانه عبادة ومعاملة.. وان نعرف انه ليس أهم من الانضباط واحترام الوقت سبيلا للنجاح في العمل والحياة معاً، فهما المفتاح السحري للقضاء على داء الكسل والخمول اللذين يقتلان الوقت بدلاً من احيائه.