تحدثت يوم الاربعاء الماضي 27 شوال 1431ه عن ديوان الشاعر محمد حسن العمري أو لعله عرض أشبه ما يكون بالمكثف لأن المساحة لا تمكنني من الاطالة ولكون القارىء يحب أن يقف على الكارثة الحقيقية او تبين هذا الاشكال ومدى ما وصلت اليه لهذا أقول : لقد انحدرت الأمية بالمجتمع ولا يدري حتى الساعة كم اهدر من الأموال لغرض تبعات هذه العامية وانهزامها على ما يسمى بعرب الخليج الأمر الذي سيفنده التاريخ قد يكون عاجلاً وهذا ما غفل عنه المحسوبون على ضعاف الضمائر او الذين وجدوا لهم مكانا ولبضاعتهم عقولا واذواقا .. لا يهم.. ومن هنا سأطرح تساؤلاً صارخاً اظنه من حقي ومن حق المتابع ليس لأنني مراقب ولكن لانني مواطن اولا وعاشراً فأقول : لا ادري ماذا يعتقده الغيور على تراث امته الخالد في هذه الآونة ولا ما الذي يمكن أن يطرحه في مقابلة هذه الهجمة الامية بكل المقاييس؟.. كنا فيما مضى الى حد قريب نظن اننا تخطينا مرحلة الاسرية والعشائرية وان الايقاع المفترض قد واكب عصرنة الحياة المتنورة لكن ما يحصل على امتداد الرقعة الخليجية قد اثبت العكس.. احتفالات ومسابقات ومهرجانات ما يسمى ب (مزايين الابل) مزايين ابل قحطان وعتبة ومطير وهلم جرا وسحبا، والاشكال ليس في الجوائز وتدافع المباركات لكن الموت القاتل يكمن فيما يرتب ويشيع هذه التجمعات ومن ثم افساد الاجواء ومحاولة محاصرة كل الجهود الخيرة والمتسامحة بقنوات الأمية، وما (شاعر المليون او شاعر المعنى) الذي لازالت عصاه عصيه تثير الاتربة وتتفنن في توزيع الغبار الا عن ذلك التفكير الهارب إلى الخلف سواء بفرقعات مدائحه وتشنجات هزيمه، أو بالمباراة الى ما كان عن زمزمات وشرذمة القبلية.. وأعود فأقول : ان الفكرة من أساسها قد تكون مقبولة فيما لو حرصت على المعطى دون التظاهر بواسطة هذا الهيجان الذي يذكرك بعوائد القهقري.. لنحتفل وليكن ابتهاجنا مدروساً ومتوازياً مع المتغيرات التي طرأت عبر المراحل.. اما ان يترك العنان للنظام العوام لنبش ما كان متواريا في الذهنية وتصوير الواقع على انه من هذه الفئة او تلك وان لا احد يماثل هذه القبيلة فهذا ما لا يجب .. كما ان الذكريات التي قبل وحدة البلاد قد أصبحت في عداد الماضي والمتحف الذي يضمها قد يكون ضيقاً او واسعاً .. المهم أن تتوحد الرؤية وان ينتظم المسار تأليفاً جماعياً له طلعه وله ينعه وله أفواهه ونكهة وطنه.. والنظم العامي ليس بالضرورة من ثقافة البسطاء في هذا القرن. وما ينعكس على كرنفالات هذه القبيلة واطلاق النعوت تحت ستار أي ستار قد تقول لا قل : حالة من اليأس وحب الظهور وفي ذات الأمر استجداء وجد له هذا المستجدي مبررا.. كما أن ما يسمى بشاعر المعنى أو المليون في أبي ظبي هو من جنس الدردبة اياها.. مديح وتهويل وأمجاد ليست إلا في مخيلة هؤلاء المتصيدين.. علما بأن المصطلحات المتوارثة لا تقول عن الناظم العامي شاعرا فالشاعر لا يطلق في لغتنا إلا على من يقول الشعر العربي فحسب أما غيره فيسمى باللون الذي يتقنه فالذي ينظم الزجل يقال له زجال والذي يقول الدوبيت يقال له دوبيتي وهكذا من ينظم العامي بأي لهجة كانت يقال له عامي أما كلمة شاعر فهذه محصورة في شاعر القصيدة العربية.. يا عوام يا ثقافة الأمية يا من يريدون أن ينحرفوا باللسان الفصيح وبالثقافة الخالدة عودوا الى المجد والذكر والتاريخ والرازق هو الله .