أكد نائب الرئيس للطاقة المتجددة بمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور خالد السليمان ان المدينة ستقود التحول الى منظومة طاقة جديدة تمكن المملكة من الانتقال من دولة تعتمد كلياً على البترول الى دولة ذات منظومة فاعلة للطاقة تسهم فيها الطاقة الذرية والمتجددة بدور فعال. وقال في جلسة عقدها منتدى المياه والطاقة السعودي أمس تحت عنوان “الفرص المتاحة للطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية”، ان المدينة تجري العمل على اقتراح سياسة وطنية للطاقة الذرية والمتجددة وتنفيذ الخطة الاستراتيجية اللازمة لتنفيذها، بالاضافة الى انشاء وادارة المشاريع لتحقيق اغراضها المستقلة او مع الجهات ذات العلاقة بالداخل والخارج، علاوة على انشاء مشاريع لتوليد الكهرباء من الطاقة الذرية والمتجددة وبناء مراكز للبحث والتطوير. وعن الوضع الحالي في المملكة، قال ان الطلب على الكهرباء سيتنامى 3 اضاعاف خلال ال 20 سنة القادمة، اضافة الى نمو الطلب المتوقع على المنتجات البترولية من 3.4 برميل في عام 2010م الى 8.3 برميل في عام 2028م. وشدد السليمان على اهمية ادخال مصادر جديدة للطاقة للمساهمة في التنمية المستدامة وتكوين قطاع اقتصادي فعال. وكشف السليمان انه تم تخصيص ارض بمساحة 62 كيلو مترا على الطريق الدائري لمحافظة المزاحمية غرب العاصمة الرياض لبناء مرافق خاصة بالمدينة. وزاد ان المدينة ستقوم بتصدير المكونات التي ستقوم بانتاجها الى الخارج وتصدير الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية. وأوضح ان المدينة ستقوم بالاستعانة بالخبرات العالمية لتحقيق الاهداف المرجو منها وترجمة رؤية خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مؤكداً ان القائمين على المدينة عاقدون العزم على ان تكون المملكة مركزا عالميا في مجال الطاقة الذرية والمتجددة. من جانبه، كشف الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء المهندس علي بن صالح البراك أن قطاع الكهرباء في المملكة يعد من أكبر القطاعات في المنطقة من حيث القدرة ورأس المال وكمية الطاقة المباعة، مشيرا الى أنه خلال العشر سنوات الماضية زاد لطلب على الكهرباء بأكثر من 100 في المائة. واكد خلال الجلسة الاولى في اليوم الثاني من أعمال المنتدى والتي حملت عنوان “ التغيرات في قطاعي المياة والطاقة في المملكة” أن الشركة تعمل جاهدة لمضاعفة القدرة لمواجهة زيادة الطلب على الكهرباء في المملكة حيث سجلت الاحصائيات الاخيرة دخول أكثر من 2 مليون مشترك جديد الى الشركة. وبين البراك أن زيادة الطلب المطردة على الكهرباء استنزفت جميع القدرات الحالية وان المولدات الاحتياطية التي تقوم بتوفيرها الشركة لاتفي بالغرض، الامر الذي دعا الشركة الى تخصيص 300 مليار ريال خلال العشر السنوات القادمة بواقع 30 مليار ريال في السنة، وذلك لبناء محطات جديدة واستبدال الشبكات والمولدات الكهربائية المسببة لمشاكل الكهرباء والانقطاعات، مشيراً الى ان الانقطاعات الحاصلة في بعض المدن والقرى داخل السعودية كانت بسبب قدم شبكات التوزيع، ومؤكداً أن العام الحالي 2010م سجل كأقل الانقطاعات الكهربائية عن الاعوام الماضية. وأوضح البراك أن الشركة تواجه العديد من التحديات لمواكبة التطورات الحالية ونمو السكاني، كاشفاً أن 55 في المائة من الاحمال الكهربائية تستخدم لاغراض منزلية. وحول الاستثمارات الخاصة بقطاع الكهرباء قال البراك ان استثمارات القطاع الخاص في مجال الكهرباء بلغت نحو 11 مليار ريال بنسبة ارباح تصل الى 10 في المائة. وعن اخر التطورات في مشروع الربط الكهربائي بين السعودية ومصر قال البراك ان الشركة قدمت دراستين الاولى للجدوى الاقتصادية حيث أتضح أن هناك اختلافا في الذروة بين السعودية ومصر ويتم الان التشاور بين الجهات المصرية ذات العلاقة لحل المسألة، بيد ان البراك أكد ان الاختلاف ليس ذا معنى كبيرا. في حين أكد رئيس وكبير المدراء التنفيذين لاعمال الكهرباء والماء بشركة جنرال الكترك ستيف بولز ان الشرركة ملتزمة بمساعدة السعودية في تجاوز الصعوبات لتوفير المياه والطاقة، وبين ان الاسثمارات متواصلة على هذا الاساس وذلك بفضل السياسة الاقتصادية التي تقوم بها المملكة بالاضافة الى الحماس التي تبديه للشركات الخاصة للمساهمة في رفع قدرة قطاع المياه والطاقة. وقال ستيفن ان ارتفاع الطلب على الكهرباء مكن الشركات العاملة في القطاع من المضي قدماً في مد يد العون والمساعدة في تقليص الطلب، وابتكار منتجات تكنولوجية تساعد في توفير الطاقة. وحول المشاكل التي تعاني منها السعودية في قطاع المياه ، أكد ستيفن ان الطلب على المياه في السعودية يزداد سنويا بنسبة 40 في المائة بمعدل 10 مترا مكعبا في اليوم ويعود ذلك الى النمو السكاني وتحسين مستوى المعيشة في السعودية. وبين أن السعودية ستواجة صعوبات في توفير مياه الشرب في المستقبل مما دعا المسؤولين الى تدارك الامر قبل تفاقمه وادخال تقنيات جديدة للاستفادة من المياة المالحة وتحويلها الى مياه صالحة للاستخدام. وطالب ستيفن بادخال تكنولوجيا خاصة لمعالجة المياه العادمة واستخدامها لمواجهة ازمة عدم توفير المياه في المستقبل وقال ان بعض الدول الافريقية بدأت بالفعل ادخال هذه التكنولوجيا واستفادت منها بشكل كبير وفعال. في حين كشف المسؤول في ادارة تخطيط المرافق بشركة ارامكو السعودية روجر عثمان، ان الشركة قامت بتطوير جهاز تسجل من خلاله حركة الرياح في المملكة، وقال ان هذه فرصة واعدة لتوليد الطاقة بواسطة الرياح. من جانبة كشف مدير المركز الوطني للزلازل والبراكين بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية أن المملكة بدأت بالاستفادة من الموارد الحرارية في استخدامات الطاقة وذلك عن طريق البراكين والينابيع الحارة المنتشرة غرب السعودية. وكان منتدى المياه والطاقة السعودي 2010 أعماله لليوم الثاني، حيث عقدت صباح أمس الاثنين، جلستان الأولى تحت عنوان “التغيرات في قطاعي المياه والطاقة في المملكة العربية السعودية” والثانية تحت عنوان “الفرص المتاحة للطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية”. وتناولت الجلسة الأولى وجهات نظر قطاع الأعمال وتوصيات الإصلاح والتحول الى اقتصاد قائم على المعرفة، وكيف يمكن أن تسهم الشركات العالمية في تحقيق نمو ذي قيمة اضافية. ورأس الجلسة ثامر الشرهان، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة مرافق. وتناولت الجلسة الثانية “الفرص المتاحة للطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية” عدة موضوعات هي ادارة التغيير والتحرك نحو وضع استراتيجية طويلة الأجل الى ما بعد النفط، الطرق التي تمكن المملكة العربية السعودية من الاستفادة من الطاقات المتجددة، أحدث ملامح التنظيم الاستثماري في مجال الطاقة المتجددة، كيف يمكن جعل مصادر الطاقة المتجددة قادرة على المنافسة وما هي الحوافز من اجل ذلك، كيف تكون آلية تعرفة الرسوم لمصادر الطاقة المتجددة التي سيتم نشرها، التوقعات بالنسبة للطاقة الشمسية في المملكة كجزء من الطاقة المستدامة، هل لدى المملكة العربية العربية السعودية القدرة على ان تكون مركزا للطاقة الشمسية، تطبيق تقنيات الطاقة الشمسية في البيئة السعودية، ما هو مستقبل وحدات الخلايا الشمسية المتصلة بالشبكة؟ الفرص في مجال تحلية المياه بالطاقة الشمسية. وأدار الجلسة أحمد الخويطر، مدير إدارة تقييم الأعمال الجديدة بشركة أرامكو السعودية. وتحاور في الجلسة كل من الدكتور غسان جبور، رئيس تطوير الطاقة الشمسية- جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، روجر عثمان، إدارة تخطيط المرافق- ارامكو السعودية، هاني زهران، مدير المركز الوطني للزلازل والبراكين- هيئة المساحة الجيولوجية، سلمان الجشي، رئيس اللجنة الصناعية- مجلس غرف التجارة والصناعة السعودي، وحيد فتوحي، شركة بي بي للطاقة الشمسية - الشرق الاوسط.