من يصدق ما يذهب إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أن كلمة وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لا تعبر عن موقف الحكومة الإسرائيلية ..وهل كانت تلك الكلمة من وراء ظهره في هذا المنبر الدولي الهام وفي هذه المناسبة السنوية هذا كلام لا ينطلي علي أحد فالخطابات التي تلقى في المنابر الدولية تشارك الحكومة أي حكومة في صياغتها ولكن نتنياهو يظن أن العالم لا يفهم وخاصة العالم العربي ..ولو القى نتنياهو كلمة إسرائيل هل ستكون مختلفة؟ بالطبع لا ان لم تكن أكثر تطرفاً. ما قاله ليبرمان ليس جديداً فهو يردده في كل وقت وما يقوله نتنياهو لا يخرج عن ذلك فكلاهما أكثر تشدداً ، فما قاله ليبرمان إنه يجب التخلي عن مبدأ الأرض مقابل السلام في مفاوضات الوضع النهائي ..أي أن ليبرمان يريد أن يؤكد أن المستوطنات القائمة و سياسة الاستيطان ستسمر وأن ما يجب أن يتم أن يعوض الفلسطينيون أراض غير مأهولة. كما كانت كلمة ليبرمان خالية من أي لباقة عندما قال إن حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي يتطلب معالجة الخلاف مع طهران ..وهذا لا يعكس إلا تهرباً إسرائيلياً من استحقاقات السلام ..وهو موقف يردده نتنياهو دائماً وإن تظاهر بمعارضته في اطار ما عرف به من مراوغة فهو يعلم ما كان سيقوله ليبرمان ويعلم ردود الفعل على ذلك.