الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه العزيز (لئن شكرتم لازيدنكم) والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين الذي اخرجنا الله تعالى به من الظلمات الى النور سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. وبعد .. فإن من اوجب الواجبات علينا ان نتوجه الى الله تعالى بالشكر بأن جعلنا من خير أمة اخرجت للناس وان امتن علينا بأكرم جوار جوار بيته الحرام انها نعمة عظيمة بل نعم متابعة. ومازال الجميع يعيش فرحة عيد الفطر المبارك اعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات، كما نجدها فرصة كريمة لرفع اسمى آيات التقدير والتهاني لمليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وسمو امير منطقة مكةالمكرمة وسمو أمير منطقة المدينةالمنورة على نجاح موسم العمرة وحضور الملايين من المسلمين للحرمين الشريفين واداء مناسكهم وعودتهم لبلادهم سالمين غانمين في جو يسوده الامن والامان والطمأنينة والسكينة ويحملون معهم اطيب المشاعر بما لا قوة من الخدمات الجليلة على كافة الصعد والمستويات التي يتشرف بتقديمها لهم ابناء هذا الوطن العزيز وباشراف مباشر من قيادته الحكيمة وفقها الله تعالى لكل خير أمين. ان في تاريخ الامم ايام خالدة لا يمكن ان تنسى بحال من الأحوال واليوم نعيش جميعاً بكل صدق ومودة وفخر واعتزاز ذكرى عزيزة على قلوب ابناء هذا الكيان الكبير المملكة العربية السعودية وذكرى تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله تعالى الملك الصالح عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه لقد وفقه الله تعالى لجمع شتات هذه الجزيرة من شمالها لجنوبها ومن شرقه لغربها لتكون حزمة واحدة قوية يعيشون ابناءها في ظل قيادة حكيمة تقوم بواجبها نحوهم وفقا لاحكام الشريعة الاسلامية الغراء وتسعى لاسعاد ابنائها وتوفير سبل العيش الكريم لهم وهذه نعمة ايضاً تستحق الشكر والثناء للباري جلت قدرته بأن وهبها لهذا الوطن الكريم وطن العزة والكرامة يضم في قلبه قبلة المسلمين في مشارق الارض ومغاربها ومثوى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ان من لا يعرف ماضيه لا يعرف حاضره فلقد قام الملك عبدالعزيز رحمه الله بأعمال جليلة من أهمها اشاعة الامن والامان لوفود بيت الله الحرام من داخل الجزيرة وخارجها بعد ان كان مفقوداً لأكثر من الف عام فالداخل الى الديار المقدسة مفقود والخارج منها مولود ولما اراد الله لذلك القائد العبقري السعادة الابدية ولكي يحظى بثناء الناس على أفعاله المحمودة في سائر البرية مكن له ووفقه بأن حقق حلم الناس على مدى قرون عديدة فأصبح قاصدي بيته الحرام يصلون اليه في أجواء آمنة نقية يتذكرون قول المولي جلت قدرته (ومن دخله كان امنا) وقوله تعالى (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وامنهم من خوف). ولقد سار ابناؤهم الكرام سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله على هذا النهج الكريم، فهنيئاً لهم بما قدموه وان الله لا يضيع اجر من احسن عملا. وما عسى ان نقول في هذه المناسبة التي نسعد بها جميعاً في الوطن الغالي مملكة الانسانية فلا يمكن ان نوفي هذه المناسبة حقها ولا لأصحاب الحقوق علينا فيها فإن التراحم والتآخي وحب الخير بين ابناء هذا الوطن هو مما شجع عليه الملك عبدالعزيز رحمه الله ومازال هذا الغرس مستمراً ولله الحمد على يد خادم الحرمني الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني أمدهم الله جميعاً بالصحة والعافية والتوفيق والتسديد. لهذا نجدها فرصة كريمة من جنبات البيت العتيق ومنطلق الرسالة المحمدية بأن نرفع لقيادتنا الرشيدة اسمى آيات الامتنان والتقدير والوفاء والعرفان مجددين العهد لقيادتنا الحكيمة ضارعين الى المولى جلت قدرته بأن يديم علي هذا الوطن العزيز كل عز وتوفيق وسداد وأن تستمر بلادنا الحبيبة قلعة للاسلام والمسلمين في كل مكان وأن ينعم ابناءها وجميع قاصدي هذه الارض الطيبة بكل المنجزات الحضارية والمشاريع العملاقة ومن ابرزها بناء الانسان والمكان في افضل الأوطان بهدي وتوفيق من العزيز المنان انه سميع قريب أدام الله توفيقه على بلادنا العزيزة لتبقى مأوى الافئدة في كل وقت انه سميع قريب. وكيل وزارة الحج