أمامنا الآن عدد من الذين يرغبون ترشيح أنفسهم لرئاسة الوحدة في المرحلة القادمة، والمرحلة القادمة تعتبر مرحلة حاسمة وهامة جداً، لأنها تأتي بعد أربع سنوات من رئاسة السيد جمال تونسي التي لم يحقق فيها الفريق أية بطولة، امتداداً للركود في الإنجازات خلال أكثر من أربعين عاماً. ولو نظرنا إلى المرشحين نظرة تحليلية محايدة، نجد أن السيد جمال تونسي سيفوز بالانتخابات القادمة إذا لم تحقق الرئاسة العامة لرعاية الشباب آمال الكثيرين في إصدار استثناء يسمح لهم بتجديد واستخراج بطاقات عضوية لنادي الوحدة، وهو إجراء سبق وأن أقدمت عليه الرئاسة قبل أربع سنوات من الآن. إن أول المتقدمين هو السيد جمال تونسي لأنه الرئيس الحالي لمجلس إدارة نادي الوحدة، وهو أحد محبي هذا النادي ومن الذين يعشقونه بوله كبير، وإذا نظرنا إلى السنوات الأربع الماضية لفترة السيد جمال تونسي نرى الآتي: 1) تسلم السيد جمال تونسي الفريق الأول لكرة القدم من أخيه رئيس النادي السابق الأستاذ حاتم عبدالسلام، وكان الأخير قد أعد الفريق لمرحلة لاحقة ووعد بتحقيق بطولة واحدة على الأقل خلال عام 1427ه، وهي السنة التي حقق فيها الفريق الأول المركز الثالث في الدوري!. 2) لم يحقق السيد جمال تونسي أية بطولة على الرغم من أنه خاض بالفريق الأول أكثر من خمسة عشر بطولة (كأس فيصل/ كأس ولي العهد/ بطولة الدوري على كأس خادم الحرمين الشريفين ) لمدة أربعة سنوات غير البطولات الجانبية. 3) لم يحقق السيد جمال تونسي أي إنجاز على مستوى المجلس الشرفي للنادي، وظل يحارب فكرة إعداد أي مجلس لأعضاء الشرف، حتى يومنا هذا على الرغم من الجهود التي بذلت في هذا النطاق، ومنها إجهاضه محاولة الدكتور عبدالله بن صالح ورفاقه في هذا الصدد، واتهامه لهم بأنهم خالفوا التعليمات، وبعد ذلك لم نشاهد أية محاولة من إدارة النادي مطبقة للتعليمات، ومن هنا نخرج بنتيجة أن السيد جمال تونسي لا يريد أن يكون هناك مجلس شرفي!. لا بنظام ولا بدون نظام؟!. 4) الاهتزاز الإداري لمجلس إدارة التونسي ومنذ السنة الأولى له، حيث قدم أكثر من عضو استقالته لظروفهم الخاصة، ومنهم نائب رئيس النادي الذي بقي منصبه شاغراً أكثر من عامين حتى شغل بتنصيب الأخ خالد المطرفي نائباً للرئيس والذي لم يحقق شيئا يذكر للنادي لعدم أخذ الفرصة الكاملة له لإظهار ما لديه من أفكار ورؤى وخطط. وهكذا أخذ الإداريون بين مستقيل ومبتعد في إدارة التونسي على مدار الأربع سنوات!. 5) التخبط في جلب اللاعبين الأجانب والذي لم يفلح فيهم أحد، وإن كنا لا نخفي بعض الاجتهادات من اللاعب حمادجي ، أما البقية فقد كان من على دكة الاحتياط أفضل منهم. وهذا فيه إهدار لأموال النادي في صفقات خاسرة. 6) التفريط في لاعبي النادي المهمين والذين يشكلون العمود الفقري للنادي بحجة عدم وجود دعم لميزانية النادي. ومن هؤلاء اللاعب ناصر الشمراني واللاعب أسامة هوساوي ، وهما لاعبان مهمان جداً، لا يمكن التفريط بهما بهذه السهولة، والإدارة التي لا تستطيع أن تحافظ على مكتسباتها، تعتبر إدارة لا تحمل المسئولية. 7) التفريط في مدرب الفريق الأول بوكير على الرغم من النجاحات التي حققها مع الفريق ، ثم الندم على ذلك ومحاولة إعادته. 8) التعاقد مع مدرب عادي بعد بوكير وهو المدرب فيرسلاين، ثم التعاقد مع مدرب أكثر من عادي بعد فيرسلاين. 9) التعامل مع بعض اللاعبين بصورة غير سليمة وإيقاف البعض بعض المباريات ووضعهم في المدرجات من أجل أهداف لا تخدم النادي أبداً. 10) الطلب من أعضاء الشرف ومن المحبين دعم النادي وقت الأزمات ووقت احتياج النادي لوقفة الرجال، وعلى الرغم من كل ما فعلته الإدارة مع أعضاء الشرف ومع المحبين إلا أن الجميع وقفوا مع ناديهم ليس لسواد عيون الإدارة إنما من أجل مصلحة النادي. ولا أدل على وجود فجوة كبيرة بين أعضاء الشرف وبين محبي النادي من عدم حضور أي عضو شرف للنادي عندما دعت الإدارة إلى ذلك، ولكن النتيجة كانت ( لم يحضر أحد)؟!. 11) تحدث رئيس النادي وبعض أعضاء مجلس الإدارة والعاملين في النادي عبر وسائل الإعلام وإعطاء الناس وعوداً لم تنفذ، أو الهجوم على أعضاء الشرف أو التحديات المعلنة والتي لم يقف متحدوها عند كلمتهم. 12) عدم تحقيق السيد جمال تونسي لوعده بأن يكون هناك اجتماع في النادي بعد الصلح الكبير الذي عقد بمنزل الشيخ أجواد الفاسي. 13) حقق الفريق الأول المركز الثالث في الموسم الماضي،ثم انتكس الفريق الأول هذا العام لظروف قد تكون مقبولة في جزء منها ، لكنها ليست مقبولة في بقية الأجزاء. وبعد هذا التحليل المختصر لما قام به السيد جمال تونسي خلال الأربع سنوات أرى صعوبة بقاء السيد جمال الذي يطلب منه ابنه رامي ويتوسل إليه بالابتعاد عن النادي في المرحلة القادمة، وكان ذلك أمامي عندما قمت بزيارة السيد في منزله قبل أشهر. ولو قدر للسيد جمال أن يبقى في النادي فلن يكون الأمر سهلاً ، وعليه أن يغير من سياسته العشوائية وأن يخطط مع العارفين بالتخطيط الإداري الرياضي. وأرى والله أعلم بأن ترك السيد جمال النادي أفضل وأحسن له وللنادي، لأن السيد جمال أرهق نفسه كثيراً وصرف الملايين ( حسب أقواله) ، ولمرضه الذي يعاني منه. نتمنى له كل خير. أما المرشح الثاني وهو الشيخ عبدالمعطي كعكي، فهو ابن النادي والخبير بالفريق الحالي وهو أيضا من العائلات العريقة بمكة المكرمة، والتي لها باع كبير في مجالات اقتصادية واجتماعية في المجتمع المكي، وهو صاحب الملايين أيضا، وقد كان ممن أعدوا الفريق الحالي، وهو يتمتع بحب واحترام كبير من جميع فئات المجتمع ومن لاعبي الفريق الحالي، وأرى بأن يعطى الفرصة ليحقق ما يخطط له. وأنا من أشد المؤيدين له بأن يكون الرئيس التالي للمرحلة القادمة. أما الأستاذ المطرفي ، فهو جديد على الوسط الرياضي، وقد يكون من الذين يحملون أفكاراً وخططاً جيدة لكن جهوده غير معروفة على الخارطة الرياضية ، وقد يفعل ما لم يفعله غيره، وأرى أن يكون (كما ذكر أخي عوض الرقعان) نائباً للرئيس حتى يتمكن من سبر أغوار العمل الرياضي في الأندية. ومن جهة أخرى، هناك الأستاذ مناحي الدعجاني، وإنني أظن أنه سيحقق الكثير لو أنه تولى منصباً في النادي، فهو لا يقل عن الآخرين حباً وعشقاً للنادي، بل يمكن أن يكون معه فريق عمل لإنجاح مسيرة النادي في الأربع سنوات القادمة. وهو معروف على الساحة الرياضية وكان يدعم لاعبي النادي في السنوات الأولى من فترة التونسي الحالية. ثم حصل خلاف بينهما. أما المرشح الأخير حتى اللحظة هو الأستاذ جمال أزهر، وهو رجل معروف وعائلته قادت الوحدة في عصرها الذهبي، حينما كان والده يرأس النادي وتحصل على أول بطولة تقام في المملكة وكان ذلك عام 1377ه، رحم الله العم كامل أزهر، فقد كان من أفضل الرؤساء الذين مروا على نادي الوحدة، وأعتقد بأن جمال تونسي سينجح مع النادي لو استطاع أن يستغل جميع المواقف التي أهملها التونسي ولم يعرها اهتمامه، والتي أدت إلى تدهور النادي هذا العام. ولكل من يرأس النادي ننصحه بأن يستفيد من الطاقات الموجودة في شباب النادي الواعي ومن أعضاء الشرف جميعهم بدون استثناء، وأن يكون للنادي ميزانية معلنة ومعروفة لدى الجميع وأن تفتح أبواب النادي للجميع، وأن يكون اختيار المدرب واللاعبين على قدر كبير من المسئولية، وأن يبدأ التخطيط للنادي من الآن، وأن يكون هناك مجلس شرفي، ومجلس للاعبين القدامى ومجلس للرؤساء وإدارات النادي، وأن يكون هناك مجلس استشاري يساعد مجلس الإدارة، وأن يكون اختيار أعضاء مجلس الإدارة اختياراً مقنناً لإمكانية الاستفادة من قدرات الأعضاء. وأن تكون النيات حسنة، وألا يكون النادي ملكية خاصة للرئيس أو أعضاء مجلس الإدارة، وأن توظف جميع الإمكانات البشرية والمالية في خدمة النادي، وأن يتقي من يقود النادي الله في الجميع. والله من وراء القصد.