إذا كانت حركة الشباب المجاهدين المعارضة للحكومة الصومالية تجرى استعراضاً عسكرياً في قلب العاصمة الصومالية مقديشو فإن السؤال الطبيعي الذي يتبادر إلى الذهن هو ..أين الحكومة الصومالية؟. من المؤسف أن الحكومة الصومالية تعيش في داخلها انقساماً قد يعجل بانهائها تحت ضربات المتمردين فالان الخلاف على أشده بين الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد وبين رئيس الوزراء وانضم إلى ذلك الخلاف أعضاء من البرلمان ..مما يجعل الحكومة الصومالية عملياً في أضعف لحظاتها. ولكن الحكومة ما كانت تقف على رجليها لولا حماية القوات الأفريقية ..ولكن القوات الافريقية لن تتمكن في غياب أي رؤية للسلام من القيام بواجبها وقد أقرت القمة الافريقية الأخيرة في كمبالا زيادة عدد القوات الافريقية ولكنها كانت مترددة في تفويض هذه القوة بشأن استخدام القوة حيث ترى يوغندا التي تضررت بهجمة ارهابية تبنتها حركة الشباب المجاهدين أن تتوسع صلاحيات القوة الافريقية لقتال المتمردين الذين ترى فيهم كوادر لتنظيم القاعدة وأعربت عن استعدادها لمد القوة بعشرين الف جندي إذا كان هناك من يتحمل عملية التمويل. ولكن مما هو مشاهد ومعروف فإن استخدام القوة العسكرية لن يقدم حلاً بل سيغرق ما تبقى من الصومال في مزيد من الفوضى الدموية فلابد من رؤية سياسية تضمن حلاً شاملاً ومشاركة عادلة في السلطة لكافة الفصائل الصومالية فهذا قد يكون مقدمة للاستقرار.